سادت حالة من الجدل والغضب على وسائل التواصل الاجتماعي، بعد أن شهدت الساحة السعودية إساءات لقيم ومعتقدات دينية إسلامية ثابتة بالمجتمع الإسلامي، وكانت تعتبر من المحرمات في المجتمع السعودي، مسّت عهد الصحابة، والقرآن الكريم، وذلك وسط صمت رسمي حول الداعين والمصرحين بذلك.
بدأت هذه الحالة، عندما هاجم الصحفي السعودي عبدالله وافيه مسلسلاً عن الصحابي خالد بن الوليد، ووصفه لزمن الصحابة بزمن "القتل والدم"، إذ قال وافيه: "هناك أحداث مرعبة لا تتوافق مع زمن يذهب نحو الوعي والتنوير ونسيان تاريخ من الدماء والقتل".
غضب على تويتر: تصريحات الصحفي عن الصحابي خالد بن الوليد أثارت حالة من الغضب والاستياء لدى رواد مواقع التواصل الاجتماعي، إذ أطلقوا وسماً عبر تويتر بعنوان "عبد الله وافيه يسيء للصحابة".
المستخدم السعودي إبراهيم بن عطا الله كتب تعليقاً خاطب فيه النيابة العامة قائلاً: "المادة رقم 34 من النظام الأساسي للحكم تقول: الدفاع عن العقيدة الإسلامية واجب على كل مواطن. واليوم نرى من يسيء للصحابة ويطعن في الثوابت بشكل مستفز مثير للاستغراب. واجبكم إيقاف هذا العبث والسفاهة والتطاول".
فيما قال المستخدم فهد البلوي إن الصحفي وافيه تطاول على الأخلاق والقيم والعادات، إضافة إلى أنه يسخر من المجتمع السعودي ومن محافظته.
أما المستخدم سعد فقال: "الإساءات المتكررة من قبل الليبراليين ضد ديننا وعقائدنا ورموزنا الدينية أصبحت لا تُطاق فعلاً.. لن تجد الليبرالي يُسيء لليهودي والنصراني والمجوسي.. فقط لنا نحن المسلمين! وهذا لأننا صمتنا عن محاسبتهم".
فيما بعث المستشار عبدالله الجريد رسالة إلى النائب العام والنيابة العامة، موجهاً أسئلة لهما حول ما كتبه وافيه من تعدٍّ على صحابة رسول الله: "هل يرضيهم، وهل مسموح له بالسخرية بالدين والعقيدة؟"، داعياً إلى محاسبته.
"إعادة كتابة القرآن": بالإضافة إلى حالة الجدل التي أثارتها تصريحات الصحفي السعودي عن الصحابي خالد بن الوليد أثارت صحيفة إيلاف السعودية حالة من الغضب والاستياء على مواقع التواصل الاجتماعي بعد نشرها مقالاً بعنوان: "دعوة إلى إعادة كتابة القرآن من جديد".
الكاتب والباحث السياسي جرجيس كوليزادة قال في مقاله المثير للجدل إن القرآن مليء بأخطاء إملائية، داعياً لاستثمار ما جرى للمساجد إثر جائحة كورونا لـ"إعادة النظر في الأصول الشرعية والفقهية".
الكاتب دعا في مقاله، وفق ما رصده نشطاء، قبل حذف المقال، إلى تصحيح الرسم العثماني الذي جعل "مكة" "بكّة"، زاعماً أن القرآن مليء بالأخطاء اللغوية، وأن الوقت قد حان للتعامل العقلي مع كتاب ﷲ!
إلا أن الصحيفة -التي يديرها الكاتب السعودي عثمان العمير المقرب من وليّ العهد السعودي- حذفت المقال من موقعها، بعدما واجهت انتقادات واسعة من قبل نشطاء ومغردين على مواقع التواصل الاجتماعي.
غضب من المقال: رواد مواقع التواصل الاجتماعي عبروا عن غضبهم واستيائهم من محتوى المقال، إذ قال الكاتب السعودي تركي الشلهوب في تعليقه على المقال: "أي وقاحةٍ هذه؟! صحيفة "إيلاف" المقربة من الديوان الملكي السعودي، تدعو إلى إعادة كتابة القرآن الكريم من جديد، لأنه مكتوب بـ"الرسم العثماني"! مضيفاً: "بدأوا بالطعن بالبخاري ومسلم، والآن انتقلوا للقرآن الكريم"!
من جهته كتب حساب "نحو الحرية" الذي يتابعه أكثر من نصف مليون مستخدم معلقاً: "صحيفة إيلاف التي يديرها الصديق المقرب للملك سلمان وأحد مستشاري بن سلمان تطالب بإعادة كتابة القرآن الكريم من جديد، وإعادة النظر في الأصول الشرعية والفقهية التي تخص الإسلام!". وتابع قائلاً: "لم يبقَ إلا أن يعيدوا الأصنام إلى الكعبة".