أعلن موقع تويتر حذفه أكثر من 7 آلاف حساب مرتبط بحركة "كيو أنون"، مضيفاً أنه سيحدّ من تداول المحتوى المرتبط بنظريات المؤامرة، الذي تعتبره المنصة بمثابة "جهد منسق بهدف إلحاق ضرر".
حسب وكالة الأنباء الفرنسية، الخميس 23 يوليو/تموز 2020، فقد حصدت نظريات المؤامرة التي تروّج لها حركة "كيو أنون" على مواقع التواصل الاجتماعي العديد من الأتباع وتشق طريقها نحو أروقة البيت الأبيض، ومفادها أن قوى غامضة تسيطر على الولايات المتحدة، وأن الوحيد القادر على ردعها هو دونالد ترامب إذا أعيد انتخابه رئيساً.
جيش "الجنود الرقميين": نشأت مجموعة "كيو أنون" عام 2017، وانتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي بفضل جيش من "الجنود الرقميين"، وفق مركز "صوفان" للدراسات الأمنية الذي يديره علي صوفان الموظف السابق في مكتب التحقيقات الفيدرالي "إف بي آي".
انتشرت الحركة كذلك في الخارج، من أوروبا وصولاً إلى أستراليا. وهي عبارة عن تشكيل غامض مؤيد لدونالد ترامب، يروج لنظريات المؤامرة عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
يقول أتباعها إن "دولة عميقة" تسيطر على الولايات المتحدة منذ عقود، هي منظمة سرية تضم مسؤولين كباراً في الإدارات الأمريكية وآل كلينتون وأوباما، وعائلة روتشيلد، والمستثمر النافذ جورج سوروس، ونجوم من هوليوود وشخصيات نخبة عالمية.
تزعم الحركة أن هؤلاء منضوون في شبكة دولية للاتجار بالأطفال لأغراض جنسية، ويريدون إنشاء نظام عالمي جديد، تتخلى فيه الدول عن سيادتها لصالح هذه النخبة.
ظهرت أولى الرسائل المشفرة لهذه الحركة في تشرين الأول/أكتوبر 2017، كتبها حساب باسم "كيو"، تيمناً بتسمية تصريح وصول لمعلومات عالية السرية في وزارة الطاقة الأمريكية.
يقول أتباع الحركة إن "كيو" منشق سري في دوائر الرئيس، قرر الكشف عن بعض المعلومات الاستخباراتية المتعلقة بطريقة عمل تلك المنظمة السرية العالمية على منصات التواصل الرقمية مثل منصة "فورتشان". ومنها تخرج بعد ذلك المعلومات إلى مواقع التواصل الاجتماعي وتنتشر.
كراهية ومعاداة للسامية: تحدثت "رابطة مكافحة التشهير" وهي منظمة أمريكية تكافح ضد التطرف، أواخر حزيران/يونيو عن مقاطع فيديو لحركة كيو أنون "تبث الكراهية وخطابات معادية للسامية".
تنطوي هذه الظاهرة على مخاطر حقيقية دفعت مكتب التحقيقات الفيدرالي إلى اعتبار أن "كيو أنون" تشكّل خطر "تهديد إرهابي داخلي" في عام 2019.
يشير مركز "صوفان" إلى أن رجلاً مسلحاً أوقف مطلع تموز/يوليو قرب مقر إقامة رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو في أوتاوا، كان "مستهلكاً شرهاً لنظريات المؤامرة" التي تبثها "كيو أنون".
بينما يخشى خبراء في مجال الأمن خصوصاً أن ينضم أتباع الحركة إلى الناشطين المتطرفين والمؤمنين بتفوق البيض، تحت إطار حراك مناهض للمؤسسات وداعٍ لحرب أهلية. تنتشر أيديولوجيا "كيو أنون" أيضاً في أوساط السياسة الأمريكية.
"اقسموا اليمين": ظهر أتباع للحركة في العديد من لقاءات دونالد ترامب، رافعين خصوصاً لافتات عليها حرف "كيو" باللغة الإنجليزية، وشعار حركتهم "حيثما يذهب أحدنا، نذهب جميعاً".
يؤمن هؤلاء بأن الملياردير الجمهوري سيتغلب على مؤامرة النخب الدولية ويعيد الحكم للشعب.
تشير منظمة "ميديا ماترز" إلى أن 14 مرشحاً غالبيتهم محافظون، للانتخابات البرلمانية في تشرين الثاني/نوفمبر أبدوا تأييداً للحركة.
في 4 تموز/يوليو، نشر مستشار ترامب السابق للأمن القومي مايكل فلين على تويتر مقطع فيديو يكرر فيه شعار "كيو أنون" بعدما تعهد بالولاء للدستور الأمريكي، مرفقاً بعبارة "اقسموا اليمين". وحظي الفيديو بأكثر من 100 ألف إعجاب حتى الخميس.
دعم ترامب: كتب ابن ترامب الأصغر إريك أيضاً أحد شعارات الحركة في منشور على إنستغرام قبل أن يحذفه.
قالت "ميديا ماترز" إن الرئيس نفسه، الذي طالما يتهم وسائل الإعلام الكبرى بنشر "أخبار كاذبة"، أعاد تغريد نحو 90 منشوراً صادراً عن مؤيدين معلنين لـ"كيو أنون"، خلال الأشهر الماضية.
فيما أعربت "رابطة مكافحة التشهير" عن خشيتها من أن يؤدي دعم كيو أنون لترامب إلى "ترسيخ الاعتقاد بأن خصومه السياسيين أعداء غير شرعيين للإنسانية".
كما يخشى مركز "صوفان" من جهته أن "تشجع" خسارة لترامب في الانتخابات الرئاسية "مؤيدي كيو أنون على القيام بأعمال عنف".