في تصريحات تمثل تحولاً في الخطاب والنبرة، حث الرئيس دونالد ترامب الأمريكيين، الثلاثاء 21 يوليو/تموز 2020، على وضع الكمامات إذا لم يكن في مقدورهم الحفاظ على التباعد الاجتماعي المطلوب، كما حذر من أن جائحة فيروس كورونا قد تزداد سوءاً قبل أن تتحسن.
الرئيس الأمريكي حث في أول إيجاز صحفي يركز على التفشي منذ شهور، الشباب على تجنب الحانات المزدحمة، مؤكداً أن الفيروس سيختفي في مرحلة ما.
فيما أدار ترامب على غير العادة المؤتمر الصحفي بنفسه والذي ركز الحديث فيه على فيروس كورونا، دون حضور أي أطباء أو أحد من أعضاء قوة مهام البيت الأبيض المعنية بمكافحة التفشي.
جدل ارتداء الكمامة: كما قال ترامب للصحفيين: "الوضع سيزداد سوءاً على الأرجح للأسف قبل أن تتحسن الأمور. لا أحب أن أقول هذا، لكن هذه هي الصورة".
مضيفاً: "نطلب من الجميع استخدام الكمامة عندما لا يقدرون على التباعد الاجتماعي.. اقتنوا الكمامة. سواء أحببتم الكمامة أم لم تحبوها، فإنها تحدث فارقاً.. سيكون لها أثر. ونحن نحتاج لكل ما يمكن اتباعه".
كما أشار الرئيس إلى أنه تعوّد وضع الكمامة وسيستخدمها في التجمعات أو في المصعد قائلاً: "سأستخدمها بكل سرور.. كل ما يمكن أن يجدي شيء طيب".
ترامب استخدم الكمامة لأول مرة في مناسبة عامة خلال زيارة قام بها في الآونة الأخيرة لمستشفى عسكري. وبخلاف هذه المرة، هو يتجنب في العادة وضع الكمامة أمام الصحافة.
فيما أصبح استخدام الكمامات قضية حزبية، إذ يقول أنصار الرئيس إن إلزام الناس بوضعها ينتهك الحريات المدنية. وتحاشى كثيرون وضع الكمامة في أول مؤتمر انتخابي لترامب منذ تفشي الفيروس، والذي انعقد في تولسا بولاية أوكلاهوما.
قالت نانسي بيلوسي، رئيسة مجلس النواب الأمريكي الديمقراطية، في مقابلة مع شبكة (سي.إن.إن) في وقت سابق إن إقرار ترامب بأهمية وضع الكمامة اعتراف بأخطائه في التعامل مع فيروس كورونا.
كورونا في أمريكا: تصريحات ترامب تعبّر عن تغير في الاستراتيجية من تركيز قوي على إعادة فتح الاقتصاد الأمريكي بعد إغلاقه لفترة طويلة بسبب فيروس كورونا، وتُعد أول اعتراف بمدى السوء الذي بلغته المشكلة.
إذ توفي ما يقرب من 142 ألفاً في الولايات المتحدة بسبب مرض كوفيد-19 الناجم عن الفيروس، وهو أعلى من أي رقم مسجل في أي دولة.
فيما تعارضت نبرته الجديدة مع دعواته السابقة لإعادة فتح الاقتصاد والإشادة بحكام الولايات الجمهوريين الذين أعادوا فتح الاقتصاد وانتقاد حكام الولايات الديمقراطيين الذين فرضوا قيوداً صارمة في ولاياتهم.
يأتي هذا التغير في غمرة توتر بين صفوف كبار موظفيه حول أفضل السبل لطرح الأزمة على الجمهور الأمريكي ومعالجة مشاعر الإحباط بين أطباء قوة المهام بسبب عدم الالتفات إلى نصائحهم.