تعهد المرشح المحتمل للانتخابات الأمريكية عن الحزب الديمقراطي جو بايدن، الإثنين 20 يوليو/تموز 2020، بأنه سينهي حظر دخول مواطني دول إسلامية إلى الولايات المتحدة في أول يوم لرئاسته للبلاد إذا جرى انتخابه للمنصب.
جاءت تصريحات بايدن خلال برنامج افتراضي عبر الإنترنت، عقدته منظمة "Emgage"، الناشطة في مجال الحقوق السياسية للمسلمين في الولايات المتحدة، التي أعلنت دعمها لبايدن.
طالب المسلمين بدعمه: بايدن من جانبه تعهد بالوقوف إلى جانب الأقليات المسلمة حول العالم، وتابع: من الرائع أن تتمكن مجموعتكم "مليون مسلم للتصويت لجو بايدن" من جمع مليون صوت من المسلمين الأمريكيين لدعمي في الانتخابات الرئاسية المقبلة، داعياً المسلمين لمساعدته لانتزاع ما وصفه بـ"السُّم" الموجود في الحكومة الأمريكية، قائلاً: "لنجعلها فترة رئاسية واحدة لدونالد ترامب".
كما حاول بايدن اللعب على مشاعر المسلمين، من خلال الاستشهاد بحديث للنبي محمد، عليه الصلاة والسلام، القائل: "من رأى منكم منكراً فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه، وذلك أضعف الإيمان".
كما اعتبر بايدن أن الانتخابات الرئاسية التي ستجري في 3 نوفمبر/تشرين الثاني المقبل، ستكون أهم استحقاق انتخابي في التاريخ الأمريكي الحديث.
وعود للمسلمين: بايدن لفت أيضاً إلى أن الضغوط على المسلمين لم تنتهِ في الولايات المتحدة، مشيراً إلى أن الرئيس الحالي دونالد ترامب أصدر قرارات حظر تستهدف المسلمين فور مجيئه إلى السلطة، ما فتح الباب أمام ضغوط مستمرة على مسلمي الولايات المتحدة منذ نحو 4 أعوام.
الأمر اللافت أيضاً الذي صرح به بايدن، هو أنه تعهد بإشراك قيادات مسلمة في إدارته الرئاسية، ودعم حقوق الإنسان والأقليات المسلمة حول العالم، مثل الروهينغا والإيغور، إضافة إلى قضايا من يعيشون في سوريا واليمن وغزة، وقيام دولة فلسطينية مستقلة.
كما لفت إلى أن ترامب عيّن شخصيات معروفة بنزعاتها الإسلاموفوبية في مواقع حساسة، وهو الأمر الذي اعتبره بايدن يتعارض مع القيم الأمريكية ويبعث برسالة خاطئة للعالم تقوض مكانة الولايات المتحدة، "فضلاً عن جعلها بلداً يتم الاستهزاء به من قِبل الآخرين".
يذكر أن منظمة "Emgage" التي تأسست قبل نحو 7 أعوام في ولاية فلوريدا، تعمل على تمكين المسلمين الأمريكيين من خلال حملات تسجيل الناخبين، وكسب التأييد السياسي، أو حثهم على المشاركة كمرشحين في الاستحقاقات الانتخابية.
تخليه عن الأنظمة الديكتاتورية: المرشح الديمقراطي وعد المسلمين أيضاً على أنه سيعمل مع الكونغرس لإصدار تشريع جديد لمواجهة جرائم الكراهية والإهانة، التي طالت الأمريكيين ذوي الأصول الإسلامية واللاتينية والإفريقية خلال فترة حكم ترامب، معتبراً أن الأخير نشرها بأقواله وسياساته.
كما أشار بايدن إلى أن هناك كارثة صحية واقتصادية وعرقية تمر بها أمريكا حالياً، وتزداد تداعياتها شدة على الأمريكيين، مُتعهداً بالعمل على حلها.
عاد بادين أيضاً وأكد رفضه لدعم الأنظمة الديكتاتورية التي تضطهد شعوبها ومعارضيها.
يُذكر أن بايدن كان قد وجه رسالة تهديد إلى الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، أعلن فيها رفضه لاعتقال وتعذيب الناشطين أو التعرض لعائلاتهم.
وقال على "تويتر": "عاد محمد عماشة (يحمل الجنسيتين المصرية والأمريكية) أخيراً إلى منزله بعد أن أمضى 486 يوماً في السجون المصرية لحمله لافتة احتجاجية. اعتقال وتعذيب ونفي نشطاء مثل سارة حجازي ومحمد سلطان، أو تهديد عائلاتهم أمر غير مقبول"، مضيفاً: "لن نقدم مزيداً من الصكوك البيضاء لديكتاتور ترامب المفضل (في إشارة إلى السيسي)".
جاءت تصريحات "بايدن" تعليقاً منه على خبر نشرته شبكة "سي إن إن" الأمريكية حول عودة عماشة (24 عاماً) إلى الولايات المتحدة في 6 يوليو/تموز الجاري.
يُشار إلى أنّ مصطلح "الديكتاتور المفضل" برز عندما نشرت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية في سبتمبر/أيلول الماضي، أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب سُمع خلال قمة مجموعة الدول الصناعية السبع بباريس في أغسطس/آب الماضي وهو يصف السيسي "بالديكتاتور المفضل".