حالة من الغضب والاستياء سادت مواقع التواصل الاجتماعي بمصر على خلفية بدء هدم منطقة "جبانة المماليك" المعروفة بمقابر المماليك أو القرافة بالقاهرة، وذلك بعد قرار السلطات المصرية في بدء إنشاء "محور الفردوس" بدعوى تطوير المنطقة.
المنطقة التاريخية تضم العديد من المقابر التاريخية والآثار الإسلامية التي يعود تاريخها لنحو خمسة قرون.
غضب على مواقع التواصل الإجتماعي: رواد مواقع التواصل الاجتماعي شاركوا صوراً وفيديوهات لعمليات الهدم الجارية قرب مدينة نصر، شرقي القاهرة كما أبدوا استياءهم من هدم مقابر الغفير والتي وصفها البعض بجريمة بحق التراث المصري والمعماري وتعدٍّ على ملكية ورثة المقابر.
المستخدم أدهم قال في بيان مطول نشره على حسابه بموقع فيسبوك عن الحادثة عنونه بـ "واقعة خيانة أمانة مجتمعية" انتقد فيها ما قامت به سلطات بلاده، واصفاً إياها بمحاولات لطمس الهوية وعادات وتقاليد المنطقة.
فيما علق المغرد المصري عمرو على الحادثة قائلاً: "إحنا لينا مدافن في الغفير وارثينها عن جدودنا مبعوث لنا من مستشار رئيس الجمهورية عايزين ياخدوا مننا المدافن و يطلعوا ميتينا حرفياً عشان يعملوا محور الفردوس وعايزين رد في 48 ساعة، حسبي الله ونعم الوكيل أنا معنديش كلام أقوله".
أما المستخدم مصطفى فراح يتساءل قائلاً:" هل يجرؤ السيسي وحكومته على هدم جزء من مقابر الكومنولث مثلاً أو الطليان أو اليهود أو النصارى بهدف إنشاء الكوبري! هدم تُرب الغفير جريمة بشعة، إنسانياً وتاريخياً.. المقابر دي من الآثار المملوكية! وهو لن يهدأ إلا لما يهدم كمان مقابر باب الوزير والإمام وما حولهم ويبيعهم لأن موقعهم متميز!".
فيما قال مستخدم آخر: "مقابر الغفير جزء من القاهرة التاريخية ما يصحش تتهد".
فيما ذكّر المستخدم حسن عبدالرحمن بالترميم الذي حدث سابقاً للمعابد اليهودية في مصر، بالإضافة إلى إعطاء تراخيص بناء كنائس جديدة، بينما يتم هدم عشرات المساجد بدعوى مخالفتها وإقامتها على أراضي الدولة، والآن يتم الشروع في هدم آثار إسلامية عمرها 500 سنة لا تعوَّض.
تبرير القاهرة: أما الحكومة المصرية فتقول إن الهدف من الهدم هو إزالة المناطق العشوائية وتطهيرها في عدة محافظات، من بينها العاصمة القاهرة.
كما أزالت السلطات مؤخراً عدة أبراج سكنية في القاهرة الكبرى لأسباب، من بينها البناء دون ترخيص أو التعدي على الملك العام.
كما أقدمت السلطات في وقت سابق على هدم مسجد سيدي أبوالإخلاص الزرقاني بمنطقة كرموز، لاستكمال تنفيذ مشروع محور المحمودية، وتم نقل ضريح وجثمانَي الإمام الزرقاني وشقيقته "أم محمد"، إلى حديقة مسجد المرسي أبوالعباس في ميدان المساجد بشكل نهائي.
وسائل إعلامية مصرية قالت إن هدم المسجد ونقل الجثمانَين أتى تنفيذاً لتوجيه الرئيس عبدالفتاح السيسي بإنهاء المعوقات التي تواجه استكمال مشروع محور المحمودية، ومنها سوق الحضرة ومسجد وضريح أبوالإخلاص الزرقاني.