توعد الرئيس الجزائري عبدالمجيد تبون، الأحد 19 يوليو/تموز 2020، بتشديد العقوبات ضد الأشخاص المعتدين على الأطقم الطبية في المستشفيات، وهذا بموجب "أمرية رئاسية في شكل قانون" سيتم التوقيع عليها خلال الأسبوع القادم.
الرئيس تبون أعرب عن تألمه عن وضع الأطباء قائلاً: "أنا أتألم كشخص وكمواطن وكرئيس أن نجد من يعتدي على أطباء وممرضين لم يروا أبناءهم منذ أربعة أشهر وهم في الواقع بمثابة مجاهدين"، مضيفاً: "أنا أتكلم باسم الشعب الجزائري وأؤكد أن الأطباء هم تحت الحماية الكاملة للدولة الجزائرية والشعب الجزائري".
بعد أن أبدى تبون أسفه لمثل هذه التصرفات، حذر كل من تسول له نفسه الاعتداء على الأطقم الطبية، مؤكداً أن العقوبات ستكون مشددة ضد الاشخاص المعتدين، سواء بالعنف اللفظي أو الجسدي، وستتراوح ما بين 5 و10 سنوات حبساً نافذاً.
وتأتي تصريحات الرئيس في وقت تعيش فيه الجزائر منذ أيام على وقع جدل حاد جرّاء اعتداءات متكرِّرة على أطقم طبية بعدة مستشفيات، رغم دورهم في التصدي لفيروس كورونا، فيما توعدت السلطات بمحاسبة المعتدين.
يأتي ذلك رغم أن هناك أكثر من 40 وفاة سُجلت داخل الأطقم الطبية -الذين يُطلق عليهم "الجيش الأبيض- بفيروس كورونا، بينما فاق عدد المصابين 1700، وفق إحصاءات وزارة الصحة الجزائرية.
اعتداءات على الأطباء: مدير مستشفى البويرة (وسط) الحكومي جمال بوتمام، ألقى بنفسه من الطابق الثاني، الثلاثاء 14 يوليو/تموز 2020، بعد الاعتداء عليه من قِبل أقارب شخص مصاب بفيروس كورونا.
حيث ذكر مكتب الصحة الحكومي بولاية البويرة، في بيان، أن مدير المستشفى تعرَّض لاعتداء جسدي ولفظي، وتمت محاصرته من قِبل عدد من الأشخاص بمكتبه في الطابق الثاني، ما اضطره لرمي نفسه.
وتعرّض الطبيب لكسور في أنحاء مختلفة من جسمه، ويخضع حالياً للرعاية الطبية بالمستشفى ذاته، وفق المصدر نفسه.
في حين استنكر البيان ما وصفها بـ"التصرفات غير المسؤولة" من قِبل بعض المواطنين ضد الطواقم الطبية، رغم أن معظمهم مجندون منذ 5 أشهر لمواجهة فيروس كورونا.
ظروف عمل قاسية: ونشر طبيب بقسم المصابين بكورونا بمستشفى عنابة الحكومي (شرق)، الثلاثاء، فيديو تحدَّث فيه عن تعرُّضه لاعتداء من أقارب أحد المصابين بالفيروس.
حيث ذكر الطبيب في الفيديو الذي انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي أنه تعرّض لاعتداء جسدي، رغم ظروف عمله القاسية ونقص التجهيزات.
يأتي الحديث عن اعتداءات تطال الأطباء في الجزائر فيما تتزايد الإصابات مرة أخرى في البلاد، حيث أعرب الرئيس الجزائري عبدالمجيد تبون، الخميس الماضي، عن قلقه إزاء تصاعُد إصابات كورونا خلال الأيام الأخيرة، معلناً عن تدابير جديدة لـ"إبقاء الوضع تحت السيطرة"، وفق بيان للرئاسة.
يأتي هذا في وقت أعلنت فيه الجزائر أنها سجلت 10 وفيات بالفيروس، و535 إصابة، و307 حالات تعاف، الأحد، كما أشارت وزارة الصحة إلى أن حصيلة الإصابات بلغت 23 ألفاً و84، بينها 1078 وفاة، و16 ألفاً و51 حالة شفاء.