أعلنت كل من فرنسا، وألمانيا، وإيطاليا عن استعدادها "للنظر في" احتمال فرض عقوبات على القوى الأجنبية التي تنتهك حظر إيصال السلاح إلى ليبيا، وذلك وفق بيان مشترك صدر عن قادة الدول الثلاث، السبت 18 يوليو/تموز 2020، حيث يُعد أول تهديد من القوى الثلاث الكبرى بفرض عقوبات، بحسب وكالة رويترز.
تلويح بالعقوبات: المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ورئيس الوزراء الإيطالي جوزيبي كونتي، دعوا في بيانهم المشترك "جميع الفرقاء الأجانب إلى وقف تدخُّلهم المتزايد، واحترام الحظر على السلاح الذي فرضه مجلس الأمن الدولي، بشكل كامل"، وفقاً لما ذكرته وكالة الأنباء الفرنسية.
كذلك أبدى القادة الأوروبيون الثلاثة في البيان الذي صدر على هامش مباحثات أوروبية في بروكسل تتناول خطة الإنعاش الاقتصادي، "استعدادهم للنظر في اللجوء المحتمل إلى العقوبات إذا تواصل خرق الحظر بحراً أو براً أو جواً، ونتطلع إلى المقترحات التي سيطرحها الممثل الأعلى للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والأمن في هذا الصدد".
كما دعت الدول الثلاث "كل الأطراف في ليبيا، وكذلك داعميهم الأجانب، إلى وقف فوري للمعارك"، معربين عن "قلقهم الكبير" من "تصاعد التوتر العسكري في البلاد"، لكن البيان لم يشر الى أي بلد بالاسم.
تصعيد جديد مُحتمل: يأتي تهديد الدول الأوروبية الثلاث، في وقت تشير فيه توقعات إلى أن مدينة سرت الاستراتيجية التي تسيطر عليها قوات موالية للجنرال الليبي خليفة حفتر، ستشهد معركة كبرى بين هذه القوات، وقوات حكومة الوفاق المُعترف بها دولياً.
في هذا السياق، ذكرت وكالة رويترز، السبت 18 يوليو/تموز 2020، أن الجيش الليبي التابع لحكومة الوفاق، دفع بتعزيزات عسكرية جديدة بمحاور القتال غرب مدينة سرت التي تعد البوابة إلى مرافئ النفط الرئيسية بالبلاد، وتقول الحكومة إنها تخطط لانتزاعها من ميليشيات حفتر.
شهود وقادة عسكريون في الجيش الليبي ذكروا أن رتلاً من نحو 200 مركبة تحرك شرقاً من مصراتة على ساحل البحر المتوسط باتجاه مدينة تاورغاء وهو نحو ثلث الطريق إلى سرت.
ويتواصل النزاع في ليبيا بين حكومة الوفاق ومقرها بطرابلس وتتلقى دعماً من تركيا، وحفتر الذي يسيطر على شرق البلاد وجزء من جنوبها، ويتلقى دعماً من مصر، والإمارات، وروسيا.
يُذكر أنه في بداية يوليو/تموز 2020، ندد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش بـ"تدخُّل أجنبي بلغ مستوى غير مسبوق" في ليبيا عبر "تسليم معدات متطورة" و"مشاركة مرتزقة في المعارك".