50 رجلاً من المشايخ والأعيان الموالين لحفتر يقابلون الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، بعد تصريحات كان قد أدلى بها مفادها أن مصر لن تقف مكتوفة الأيدي تجاه أي تحركات قد تشكل تهديداً للأمن القومي، ليس المصري والليبي فقط وإنما العربي والإقليمي والدولي"، حسب قوله.
اجتماع نددت به حكومة الوفاق -معترف بها دولياً- وأكدت رفضها لاجتماع القاهرة ومشيرة إلى أن من اجتمعوا بالرئيس المصري لا يمثلون قبائل ليبيا.
"مشايخ" موالون لحفتر يستجدون مصر لتدخل جيشها
شمل الوفد الذي اجتمع بالسيسي منسق ما يعرف بالشؤون الاجتماعية التابع لحفتر "بلعيد الشيخي" و"صالح لطيوش" و"صالح الفاندي" و"امحمد إدريس المغربي" و"عبدالسلام عبدالعاطي" و"محمد جبريل العرفي" و"الشارف أعمامي".
وصرح نائب رئيس "المجلس الأعلى لمشايخ وأعيان ليبيا" والمسؤول عن قطاع النفط والغاز "السنوسي الحليق الزوى"، بأن زيارة الوفد ولقاءه بالسيسي هدفها تأكيد مطالب نواب طبرق بتدخل الجيش المصري في ليبيا.
مصدر مقرب من الأعيان والمشايخ أكد لعربي بوست أن الوفد لم يتلق وعداً صريحاً من عبدالفتاح السيسي بالتدخل عسكرياً في ليبيا وأن خطاب السيسي لم يكن واضحاً بالنسبة لهم، مضيفاً أن بعض المشايخ اقترحوا البقاء في مصر وطلب مقابلة أخرى غير معلنة مع عبدالفتاح السيسي للحصول على وعد صريح من السيسي بالتدخل عسكرياً في ليبيا.
السيسي كان قد رفض في نهاية يونيو/حزيران الماضي مقابلة 100 من المشايخ والأعيان الموالين لحفتر من قبائل شرق ليبيا، لكن، منسق الشؤون الاجتماعية التابع لحفتر بلعيد الشيخي ورئيس ما يعرف بقبائل ليبيا الموالي لحفتر صالح الفاندي الترهوني وبعض من شخصيات النظام السابق قاموا بالحشد لاجتماع بمنطقة سيدي براني على الحدود الليبية المصرية، لطلب تدخل الجيش المصري في ليبيا.
وبحسب مصادر مطلعة أكدت لـعربي بوست أن السيسي رفض المقابلة لعدم وجود مشايخ تمثل قبائل العبيدات "القبيلة التي ينتمي لها رئيس برلمان طبرق عقيلة صالح"، وقبائل المغاربة، القبيلة التي تستوطن منطقة الهلال النفطي –حيث كان أغلب المشاركين في ذاك الوقت من قبائل العواقير والبراعصة،
وتابعت المصادر أن الشيخ صالح لاطيوش أبرز اعيان قبيلة المغاربة –القبائل التي تستوطن منطقة الهلال النفطي– والشيخ صالح الاطيوش أحد أبرز أعيان قبيلة العواقير -القبائل التي تحيط بمدينة بنغازي-، والشيخ الطيب الشريف أحد أبرز قبيلة العبيدات -القبيلة التي ينتمي لها رئيس برلمان طبرق عقيلة صالح -، والشيخ يوسف التائب العبار أحد أبرز مشايخ العواقير لم يكونوا ضمن المشاركين في الاجتماع المفترض في ذاك الوقت الأمر الذي جعل السيسي يرفض المقابلة معتبراً أن الأسماء الموجودة في القائمة لا تمثل برقة وليس لها ثقل اجتماعي.
حفتر والسيسي يستخدمان مشايخ ليبيا كورقة ضغط
العقيد طيار سعيد بوغليظة الفارسي، يقول لعربي بوست، إن "وفداً "بمجلس مشايخ وأعيان ليبيا" الذي التقى السيسي لا يمثل برقة ولا ليبيا، مشيراً إلى أن هذا الوفد تم اختياره من قبل المخابرات الحربية المصرية بالتنسيق مع بعض القيادات المقربة من حفتر، لاستخدامهم فقط كورقة ضغط على المجتمع الدولي وعلى حكومة "الوفاق"، من أجل التفاهم معه".
وتابع أن الرجل الذي استقبله السيسي شخص يقف خلف جرائم ضد الإنسانية ومقابر جماعية في مدينة ترهونة شهدها العالم بعد دحر عصابات الكاني الموالية لحفتر والمدعومة بالمرتزقة في أبريل/نيسان الماضي.
مشيراً إلى أن قبائل ليبيا تشهد انقساماً منذ انطلاق عملية الكرامة بين مؤيد ومعارض، ما جعل بعض القيادات الاجتماعية الفاعلة في القبائل الليبية تتعرض للتهميش والغياب التام عن المشهد الاجتماعي الليبي.
وأضاف الفارسي أن مصر تحاول ايهام العالم أنها نافذة في الملف الليبي، لإيصال رسالة أن القبائل الليبية ضد التدخل التركي بحثاً عن مكان لها في أي تسوية سياسية قادمة مع حكومة الوفاق.
مجلس نواب طبرق يجيز تدخل مصر عسكرياً في ليبيا
سبق هذه الزيارة بيان صادر عن مجلس نواب طبرق الثلاثاء 14 يوليو/تموز قال فيه إن للجيش المصري الحق في التدخل بليبيا، من أجل حماية أمنها بعد ترحيبه بكلمة الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي في هذا السياق، بدعوته ممثلين عن القبائل من أجل تسليح أبنائهم للقتال في وطنهم.
وصرح رئيس نواب طبرق،عقيلة صالح، بأنه مؤيد لتصريحات السيسي لتدخل مصر، معتبراً في تصريحات أخرى أن تدخل القاهرة في ليبيا "شرعي لحماية حقوقها وحدودها الغربية وأمنها القومي".
المجال الحيوي المصري في ليبيا
الناشط السياسي عمر التهامي قال لعربي بوست إن الحديث عن خط أحمر مصري يمتد من مدينة سرت (450 كلم شرق العاصمة طرابلس) إلى قاعدة الجفرة الجوية (650 كلم جنوب شرق طرابلس)، يعني عملياً جعل تقسيم ليبيا أمراً واقعاً.
وتابع أن التقسيم في هذه الحالة يخدم بالدرجة الأولى النظام المصري الذي ينظر إلى إقليم برقة، الغني بالنفط وقليل السكان، كمجال حيوي للتوسع. موضحاً أن عدد سكان مصر يفوق 100 مليون نسمة، لكن ثروات البلاد لا تكفي لحل أزمات الفقر والبطالة.
وأضاف أن نقل جزء من الكتلة البشرية من غرب مصر إلى شرق ليبيا، يمثل أحد الخيارات الاستراتيجية للقاهرة، خاصة وأن إقليم برقة يضم منطقة الهلال النفطي، التي تستحوذ على 80% من المنشآت النفطية، وأن خليفة حفتر، صرح في مايو/أيار 2019، عن سعيه لتوطين 10 ملايين مصري في ليبيا ما يعادل 5 أضعاف سكان الإقليم، ما أصبح يثير قلقاً جدياً عند بعض القبائل الليبية في برقة من توطين قبائل مصرية فيها خصوصاً بعد دعوة عبدالفتاح السيسي لتدريب وتسليح قبائل ليبية مهاجرة لمصر وتأليبها ضد حكومة الوفاق.
ويرى مراقبون أن رغبة بعض أعيان قبائل برقة في دعوة الجيش المصري للتدخل عسكرياً في ليبيا، رغم معارضة مثقفين من المنطقة، قد يجلب مزيداً من الأزمات لليبيا، إن لم يتفطن شعبها ويقف ضد محاولات التدخل الخارجي من كل الجهات التي تسعى للتدخل فيها.