أخفقت روسيا مجدداً، الخميس 9 يوليو/تموز 2020، في محاولة ثانية في مجلس الأمن الدولي لخفض نقاط عبور المساعدات لسوريا عبر تركيا، بعد محاولة سابقة الأربعاء، في سعي منها لتقليص المساعدات الإنسانية التي تشكل مصدر الرزق الوحيد لملايين اللاجئين في الشمال السوري.
عجلة المشاريع المتعلقة بإدخال المساعدات الأممية للاجئين ازدادت في الأيام الأخيرة، وذلك مع اقتراب تاريخ انتهاء صلاحية الآلية الأممية المتّبعة لإيصال المساعدات، اليوم الجمعة.
محاولة روسية جديدة: بعد أن فشلت روسيا بتمرير مشروعها، الأربعاء، أعادت ألمانيا وبلجيكا تقديم مقترح معدل، بالموافقة على المعبرين التركيين لستة أشهر، فتقدمت روسيا من جانبها بتعديل لخفض ذلك لمعبر واحد، وصوّت المجلس على التعديل الروسي فلم يحظ إلا بصوتين مؤيدين، روسيا والصين.
من المقرر حالياً أن يصوت مجلس الأمن على القرار المعدل الذي تقدمت به ألمانيا وبلجيكا، والذي سبق أن رفضته روسيا واستخدمت ضده حق الفيتو الثلاثاء.
ضغط متتالٍ: لمدة ست سنوات، منح مجلس الأمن التفويض سنوياً بإيصال مساعدات إنسانية لسوريا من خلال أربعة معابر: اثنان على الحدود مع تركيا ومعبر مع الأردن ورابع مع العراق.
في يناير/كانون الثاني 2020، سمح مجلس الأمن بمواصلة عمليات إدخال المساعدات الإنسانية عبر تركيا لستة أشهر وأوقف دخولها من العراق والأردن بسبب معارضة روسيا والصين.
والثلاثاء، استخدمت روسيا والصين حق النقض (الفيتو) لمنع تمديد الموافقة على المعبرين التركيين لمدة عام. وصوتت الدول الباقية، وعددها 13، لصالح القرار الذي قدمته ألمانيا وبلجيكا.
من المتوقع أن يعلن المجلس نتيجة التصويت اليوم الجمعة. وإذا لم تتم الموافقة على القرار فستتوقف عمليات المساعدات التي تنفذها الأمم المتحدة عبر الحدود لسوريا.
قلق كبير: على الطرف الآخر، بعيداً عن الحسابات السياسية، أعرب نازحون سوريون يعتاشون على المساعدات الإنسانية عن قلقهم بعدما حاولت روسيا خفض المساعدات الدولية التي تصل عبر الحدود التركية إلى أكثر من مليوني شخص يقيمون في شمال غرب سوريا.
في المخيّم الأزرق الواقع شمال مدينة إدلب يقول النازح أبوسالم (48 عاماً) وهو أب لخمسة أطفال: "هناك أناس محتاجون، لقد تركوا خلفهم بيوتهم، تركوا خلفهم كل شيء… هم يقيمون في خيمة من نايلون، بلا مروحة وبلا أيّ شيء".
يضيف وقد وقف قرب خيمة بلاستيكية زرقاء: "لأي سبب سيوقفون المساعدات الإغاثية؟ من أين سنأتي غداً بكيلو أرزّ أو بكيلو سكّر؟".
أما النازح إبراهيم حصرم (24 عاماً) فلم يبدِ استغرابه لموقف موسكو في مجلس الأمن الدولي، لا سيّماوأنّ الطيران الحربي الروسي يساند منذ سنوات عديدة قوات النظام في حربها ضدّ الفصائل المعارضة والجهادية بما في ذلك في إدلب.
ويقول هذا الأب لطفلين إنّ "الروس هجّرونا من بيوتنا وقصفونا وقتلونا، والآن هم يلحقون بالإغاثات والمساعدات التي تصلنا".
من جهتها، شدّدت شيرين تادرس، المسؤولة في منظمة العفو الدولية، على أنّ هذه المساعدات الإنسانية "حيوية" للمحتاجين إليها.
وتقول إنّ هذه المساعدات تشكّل "بالنسبة لملايين السوريين الفرق بين تناول الطعام والموت من الجوع".
ووفقاً للأمم المتحدة، يعتمد نحو 2.8 مليون شخص على هذه المساعدات في شمال غرب سوريا، وخصوصاً في إدلب.