ذكرت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية، الأحد 5 يوليو/تموز 2020، أن مئات العلماء يقولون إنهم خلصوا إلى أدلة تفيد بأن فيروس كورونا المستجد في الجسيمات الأصغر بالهواء يمكنه أن يصيب البشر، مضيفة أنهم يدعون منظمة الصحة العالمية إلى مراجعة إرشاداتها.
وكانت منظمة الصحة قد قالت إن الفيروس ينتقل في الأساس من شخص إلى آخر من خلال الرذاذ الصغير الذي يخرج من أنف أو فم الشخص المصاب عند التحدث أو السعال أو العطس، ويمكن منعه بنظافة اليد والجهاز التنفسي والمباعدة الاجتماعية.
الهواء يحمل فيروس كورونا: الصحيفة ذكرت أن 239 عالماً من 32 دولة قدموا في خطاب مفتوح للمنظمة، يعتزمون نشره في دورية علمية الأسبوع المقبل، أدلة تظهر أن الجسيمات الصغيرة من الفيروس قادرة على إصابة الإنسان.
ولم ترد منظمة الصحة العالمية على طلب لرويترز للتعليق حتى الآن.
وقال العلماء إن الهواء يحمل الفيروس وينقل العدوى للإنسان عند استنشاقه سواء حملته قطرات رذاذ كبيرة تنتقل بسرعة في الهواء بعد العطس أو قطرات أصغر كثيراً تطير حتى آخر نقطة داخل غرفة.
لكن المنظمة قالت إن الدلائل على أنه يمكن للفيروس أن ينتقل عبر الهواء ليست مقنعة.
كما نقلت نيويورك تايمز عن الدكتورة بينيديتا ألجرانزي، الرئيسة التقنية للوقاية من العدوى في المنظمة، قولها: "في الشهرين الماضيين على وجه الخصوص أكدنا مراراً أننا نعتبر انتقال العدوى عبر الهواء أمراً ممكناً لكن ذلك غير مدعوم بالتأكيد بأدلة ملموسة أو حتى واضحة".
الرسالة العلمية المقرر نشرها في دورية Clinical Infectious Diseases، من تأليف البروفيسورة ليديا موراوسكا من جامعة كوينزلاند للتكنولوجيا في بريزبن، والبروفيسور دونالد ميلتون من جامعة ماريلاند الأمريكية، وقد أيّد نتائجها البحثية أكثر من 200 عالم، بعضهم شارك في وضع المشورة والتوصيات التي أعلنتها منظمة الصحة العالمية.
تشير الأدلة المعتمدة، لا سيما فيما يتعلق بأماكن مثل مصانع معالجة اللحوم التي حدث فيها تفشٍّ للفيروس، إلى أن نقل العدوى المحمول جواً يمكن أن يكون سبيلاً لانتقال العدوى أكثر مما اعترفت به منظمة الصحة العالمية.
دراسة سابقة تؤكد رأي العلماء: يذكر أن علماء من المعهد الوطني للحساسية والأمراض المعدية التابع للمعاهد الوطنية الأمريكية للصحة، كانوا قد نشروا دراسة، في 17 مارس/آذار 2020، تؤكد أن بإمكان فيروس "كورونا المستجد" شديد العدوى، الذي تحوَّل إلى جائحة عالمية، أن يبقى حياً ومُعدياً في الرذاذ المتطاير بالهواء عدة ساعات وعلى الأسطح عدة أيام.
حاول علماء من المعهد الوطني للحساسية والأمراض المعدية التابع للمعاهد الوطنية الأمريكية للصحة محاكاة انتقال الفيروس من شخص مصاب إلى الأسطح التي تُستخدم يومياً داخل المنزل أو المستشفى، من خلال السعال أو لمس الأشياء.
العلماء استخدموا جهازاً لتوزيع الرذاذ في الهواء بالصورة ذاتها الناتجة عن السعال أو العطس.
بعد ذلك درس العلماء في حينه المدة التي ظل فيها الفيروس مُعدياً على الأسطح، وفقاً للدراسة التي نشرتها دورية "نيو إنغلاند جورنال أوف مديسن" على الإنترنت الثلاثاء.