كشف تقرير نشرته صحيفة The Times البريطانية أن علماء صينيين اكتشفوا فيروساً شبيهاً بكورونا في منجم مهجور قبل 7 سنوات، إلا أنهم أبقوا الاكتشاف سراً حتى بعد انتشار الوباء.
الصحيفة قالت إن 6 من عمال منجم النحاس في مدينة مويغيانغ جنوب غرب الصين، أصيبوا بالتهاب رئوي حاد وسعال وحمى وتوفي ثلاثة منهم (اثنان توفيا على الفور وتوفي آخر بعد نقله إلى المستشفى)، ما أدى بالسلطات إلى أخذ عينات من براز الخفافيش، التي وجدت على أرضية المنجم، واكتشفوا أنه يحتوي على فيروس جديد ما دفعهم إلى نقل العينات والاحتفاظ بها في مختبر ووهان الذي يبعد 1000 ميل عن المنجم لدراسة الفيروس.
فيروس مطابق لكورونا: أما عن أعراض المرض، فقالت الصحيفة إن المصابين الـ6 الذين تتراوح أعمارهم بين 30 و63 عاماً، كانوا جميعا بحاجة إلى علاج مكثف في المستشفى، وكانوا يعانون من حمى شديدة وسعال وآلام في الجسم، وخمسة منهم عانوا من ضيق في التنفس، وجميع هذه الأعراض تتفق مع أعراض فيروس كورونا، مضيفة أن الفيروس، الذي أطلق عليه اسم RaBtCoV / 4991 في ذلك الوقت، لديه رمز وراثي يطابق كورونا بنسبة 96.2%.
الدكتورة شي زنغلي، المتخصصة في البحث عن الفيروسات في كهوف الخفافيش خلال السنوات الـ16 الماضية، أشارت إلى أن عمال المناجم توفوا بسبب إصابتهم بفطر قاتل إلا أن الصحيفة عثرت على تقارير لتفاصيل علاج المصابين، حيث أظهرت أن السبب الأكثر احتمالاً لإصابتهم هو عدوى بفيروس تاجي شبيه بالسارس نُقل عن طريق الخفافيش.
فيما اتهمت الصحيفة الباحثين الصينيين بإخفاء المعلومات المتعلقة بالعثور على نفس الفيروس عام 2012.
في وقت سابق، أعلنت أمريكا وبريطانيا بعد مراجعة بيانات من هاتف محمول، أن مختبر ووهان من المحتمل أن يكون قد تم إغلاقه في أكتوبر/تشرين الأول الماضي، بعدما حدث شيء خطير.
فيما يعتقد العديد من خبراء الصحة أن فيروس كورونا المُستجد يعيش على نحوٍ طبيعي في الخفافيش وربما انتقل إلى البشر عبر حيوان بري آخر.
تحذيرات من مختبر ووهان: وفي وقت سابق وبالتزامن مع انتشار فيروس كورونا كشفت صحيفة Washington post أن برقيات دبلوماسية من وزارة الخارجية الأمريكية حذرت واشنطن في عام 2018 من مخاوف بشأن إجراءات السلامة المُتبعة في مختبر أبحاث بمدينة ووهان الصينية، يدرس الفيروسات التاجية في حيوانات مثل الخفافيش.
الصحيفة قالت إن مسؤولين من السفارة الأمريكية في الصين زاروا مختبراً في ووهان عدة مرات، وأرسلوا تحذيرين اثنين رسميين إلى واشنطن حول ظروف العمل غير الآمنة داخل المختبر.
وأشارت الصحيفة إلى أن البرقيات الدبلوماسية أثارت النقاشات داخل الحكومة الأمريكية، حول ما إذا كان هذا المختبر في ووهان أو غيره هو مصدر فيروس كورونا، وذلك على الرغم من أنه لا يوجد حتى الآن أي دليل قاطع حول أن يكون الفيروس مصدره أي من المختبرات.
تحدثت البرقية أيضاً عن أن نتائج الأبحاث الصينية أشارت إلى أن فيروس كورونا شبيه بالسارس لدى الخفافيش، يمكن أن ينتقل للبشر ليتسبب في أمراض شبيهة بالسارس.