تداولت مواقع التواصل الاجتماعي والعديد من الناشطين عليها، في لبنان، مقطع فيديو لسيدة لبنانية، وهي تجري اتصالاً هاتفياً بالقصر الرئاسي في بلادها من أجل المطالبة بإيقاظ الرئيس ميشال عون لمعالجة الوضع الاقتصادي الكارثي.
يُظهر المقطع سيدة تتصل بالقصر الرئاسي، لتردَّ عليها سيدة من داخل القصر، لتسألها المتصلة عمَّا إذا كان الرئيس ميشال عون لا يزال نائماً؟
اتصال بالقصر الرئاسي: المتصلة كما ظهر في الفيديو، الأحد 5 يوليو/تموز 2020، طالبت بإيقاظ الرئيس اللبناني من نومه، قائلة: "إذا بي الكل بعدو نايم وعوه لأن السكر صار بـ6 آلاف ليرة، والخبز صار بـ3 آلاف، وما قادرين نكفي هيك… وعوا متنا جوع".
يأتي انهيار الليرة اللبنانية في وقت حرج تمر به البلاد، وقد أثرت الأوضاع الاقتصادية على المواطنين، ما دفع البعض إلى الانتحار هرباً من المازق الاقتصادي، فقد أفادت مصادر لبنانية أن شخصين أقدما على الانتحار، السبت، بعد تسجيل حالتين أخريين خلال 24 ساعة. وبحسب إعلام محلي، أطلق المواطن اللبناني خالد يوسف النار على نفسه، جنوبي البلاد، بسبب الأوضاع الاقتصادية والغلاء المعيشي.
كما ذكرت أن رجلاً مسناً يدعى "توفيق ف.ح"، أقدم على الانتحار بإلقاء نفسه من شرفة منزله، لأنه يعاني من مرض مزمنٍ.
والجمعة، استفاق اللبنانيّون على حادثتي انتحار لمواطنين اثنين، احتجاجاً على الأوضاع الاقتصادية المتدهورة.
ووفق مراسل الأناضول، فإن المواطن علي محمد الهق، انتحر بعد أن أطلق النار على نفسه في شارع "الحمراء"، وسط العاصمة بيروت، بسبب معاناته من أعباء مالية.
كما عثرت الشرطة اللبنانية الجمعة، على جثمان مواطن آخر مشنوق في منزله قرب مدينة صيدا (جنوب)، بعد أن كان يعاني في الفترة الأخيرة من ضائقة مالية، وفق إعلام محلي.
احتجاجات شعبية في لبنان: إلى ذلك يمرّ لبنان بأسوأ أزمة مالية واقتصادية منذ انتهاء الحرب الأهلية (1975-1990)، أسفرت عن خروج احتجاجات شعبيّة يوميّة في مختلف المناطق اللبنانيّة، رفضاً لتردي الأوضاع المعيشيّة والحياتيّة.
فيما تشهد الليرة اللبنانيّة تراجعات حادّة أمام الدولار الأمريكي، مع عدم توفّر العملة الصعبة في الأسواق المحلية.
حيث يبلغ الدولار الواحد في السوق السوداء 8 آلاف ليرة لبنانيّة، مقارنة بسعر الصرف الرسمي البالغ نحو ألف و561 ليرة، وسط قيود قاسية وضعتها المصارف اللبنانيّة للحصول على العملة الصعبة.
رفع سعر الخبز: والثلاثاء، أعلنت السلطات رفع سعر الخبز المدعوم جزئياً بنسبة 33%، كما ألغى الجيش اللحوم كلياً من الوجبات التي تقدم للعسكريين بالخدمة، في محاولة لخفض النفقات، تزامناً مع الأزمة الاقتصادية التي تواجهها البلاد.
وتعليقاً على حادثتي الانتحار، أفادت المعالجة النفسيّة، لانا قصقص، في تصريح للأناضول، أنّ "الأزمة المعيشيّة وتدهور الأوضاع الماليّة وسط غياب الحلول وراء اكتئاب هؤلاء الأشخاص وميلهم إلى الانتحار".
حيث ربطت قصقص بين العوامل النفسيّة والمعيشيّة، قائلة: "الأزمات التي تخيّم على البلاد تخلق نوعاً من عدم الاستقرار النفسي والمعنوي، ما يؤدّي إلى سيطرة الاكتئاب على نفسيّة الشخص، وقد تتحوّل هذه الحالة إلى درجة الاضطراب، وبعدها إلى سلوك انتحاري".
وأكّدت المعالجة النفسيّة أنّ "لدى الهق والحلبي ميولاً إلى الاضطراب النفسي الذي يتعزّز في ظلّ الأوضاع القاسية المسيطرة على البلاد".
وسم أنا مش كافر: في حين ضجّت مواقع التواصل الاجتماعي بوسم #أنا_مش_كافر ضمن الوسوم الأكثر تداولاً، حيث عبّر الناشطون عن استيائهم من الأوضاع الاقتصادية والمعيشية.
حيث كتبت الناشطة اللبنانية ليلى صعب: "صار الانتحار أفضل من الجوع والذل كفى متاجرة بالوطن #أنا_مش_كافر".
أمّا سامر عبّاس، فغرّد قائلاً: "الجوع أصبح الحاكم الفعلي في لبنان، وشبح الموت أصبح سيد الموقف #أنا_مش_كافر".
كما كتبت غيد سليمان: "الجوع كافر. #أنا_مش_كافر".