قال وزير الاستخبارات الإسرائيلي إيلي كوهن، الخميس 2 يوليو/تموز 2020، إن عملية ضم المستوطنات لن تتم هذا الشهر، مشيراً إلى أن الفرصة الأخيرة لتنفيذها ستكون خلال شهر سبتمبر/أيلول المقبل، مؤكداً ما أشار إليه تقرير بحثي من معهد أمني بأن إسرائيل تخشى فوز بايدن في الانتخابات الأمريكية المقبلة أكثر من أي شيء آخر، حتى ولو كانت عقوبات أوروبية.
نافذة ستغلق: الوزير الإسرائيلي قال لإذاعة الجيش إنه لا يعتقد بإمكانية الذهاب نحو خطوة الضمّ خلال هذا الشهر، وإن الفرصة الأفضل قد تكون خلال شهر سبتمبر/أيلول المقبل، حسب ما نقلت مواقع محلية فلسطينية.
لفت كوهن إلى أن نافذة الفرص المتعلقة بالضم ستغلق بعد سبتمبر/أيلول مع ذهاب الولايات المتحدة نحو انتخابات رئاسية جديدة قد تطيح بالرئيس الأمريكي دونالد ترمب الداعم الأكبر لضم المستوطنات.
الخوف من خسارة ترامب: تصريحات الوزير الإسرائيلي تأتي تزامناً مع تقرير صادر عن معهد أبحاث الأمن القومي في جامعة تل أبيب، الأربعاء، اعتبر كاتباه أن الاتحاد الأوروبي لا يملك قدرة على أن يُلحق بإسرائيل ضرراً ملموساً، يجعلها تتراجع عن مخطط الضم، وأن خوف تل أبيب فقط متركّز على نجاح المرشح الديمقراطي جو بايدن في الانتخابات الأمريكية المقبلة.
استعرض التقرير الذي أعده رئيس المعهد السابق والسفير السابق لدى الاتحاد الأوروبي عوديد عيران، والسفير السابق لدى ألمانيا شمعون شتاين، ردود فعل الدول الأوروبية على قرار ضم الضفة.
التقرير أشار إلى أن "التحولات الداخلية في أوروبا ستضع أمامها مصاعب أمامه بفرض عقوبات شديدة على إسرائيل"، مشيراً إلى أنه سبق أن عبّر الاتحاد الأوروبي عن معارضته لخطوات أمريكية، مثل الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل السفارة الأمريكية من إسرائيل إلى القدس، ومارس ضغوطاً على دول أعضاء في الاتحاد بعدم نقل سفاراتها إلى القدس، إلا أن ذلك لم يغير شيئاً على أرض الواقع.
غير أن التقرير خلُص إلى أن احتمال فوز المرشح الديمقراطي جو بايدن برئاسة الولايات المتحدة سيعيد للاتحاد الأوروبي في التعاون مع أمريكا "الديمقراطية" لحد كباح رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، ووقف العمل ضمن أرضية خطة السلام التي وضعها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تحت اسم "صفقة القرن".
موعد الضم: كان الأربعاء الأول من يوليو/تموز الموعد الذي حدّده رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، للشروع في عملية ضم أكثر من 130 مستوطنة في الضفة الغربية وغور الأردن الذي يمتد بين بحيرة طبرية والبحر الميت، ويمثل أكثر من 30% من مساحة الضفة، إلى "إسرائيل"، في إطار "صفقة القرن" الأمريكية.
إلا أن عدم التوصل إلى اتفاق إسرائيلي–أمريكي حول خرائط الضم، خصوصاً مع انشغال الإدارة الأمريكية بما تواجهه من أزمات تتعلق بانتشار فيروس كورونا والاحتجاجات الشعبية واقتراب موعد الانتخابات الرئاسية، والخلافات الداخلية في الحكومة الإسرائيلية، وبعض الردود الخارجية الأوروبية والعربية قد دفعت نتنياهو إلى التراجع وطرح بعض السيناريوهات الأخرى للضم، أحدها لا يعدو كونه خطوة رمزية.
من جانبه، أعلن الرئيس الفلسطيني محمود عباس، الشهر الماضي، أن منظمة التحرير الفلسطينية في حِلّ من الاتفاقيات مع إسرائيل والولايات المتحدة، إن قامت إسرائيل بتطبيق خطتها لضم الضفة الغربية.