قال أمين سر اللجنة المركزية لحركة التحرير الوطني الفلسطيني "فتح"، جبريل الرجوب، الخميس 2 يوليو/تموز 2020، إن حركته ترغب في فتح صفحة جديدة مع حركة "حماس"، من أجل مواجهة صفقة القرن الأمريكية ومشروع الضم الإسرائيلي.
هذه التصريحات والتقارب الفلسطيني الذي بدأ اليوم بين فتح وحماس اعتبرته وسائل إعلام إسرائيلية أنه مهما كان محدوداً "هو تطور خطير في نظر، كما أن السرعة التي تم بها التوصل إلى هذا الاتفاق فاجأت المنظومة الأمنية الإسرائيلية".
انسجام بين فتح وحماس: قال الرجوب في مؤتمر صحفي عقده في مدينة رام الله، مع نائب المكتب السياسي لحركة حماس، صالح العاروري، عبر الفيديو كونفراس: "نحن منسجمون مع حركة حماس بنسبة 100%، في مواجهة التحديات التي تواجه قضيتنا".
كما أضاف: "اللقاء اليوم هو نتاج اتصالات بين الحركتين، وقد بدأنا العمل الميداني المشترك في الفترة الماضية".
الرجوب ذكر أيضاً: "اليوم سنخرج بصوت واحد وتحت علم واحد، ونعمل على بناء رؤية استراتيجية، كاستحقاق لمواجهة التحديات، فيما يتعلق بقيادة الشارع بمشاركة كل الفصائل، بعيداً عن التناقضات والترسبات في العلاقة". وأضاف: "سنفتح صفحة جديدة، وسنقدم نموذجاً لشعبنا وأسرانا والشهداء".
مواجهة خطة الضم الإسرائيلية: يأتي المؤتمر في إطار تنسيق الجهود الفلسطينية لمواجهة مخطط الضم الإسرائيلي لأراضي من الضفة الغربية المحتلة، بحسب الرجوب.
إذ قال: "ما أتحدث به، يُمثّل اللجنة المركزية (لحركة فتح) وقرارنا بالإجماع وعلى رأسنا الرئيس (محمود عباس)، نحن أمام مرحلة نضال موحدة ومشتركة". وتابع: "هذه فرصة تاريخية لإبقاء هذا الزخم والإجماع الوطني والإقليمي والدولي، كحاضنة حامية لمشروع الدولة لمواجهة هذا الاحتلال".
تجميد الخلافات: من جانبه، دعا العاروري، نائب رئيس حركة "حماس"، حركة "فتح" إلى "تجميد كافة المسائل التي فيها خلافات داخلية بينهما، من أجل التوصل إلى اتفاق استراتيجي وجوهري، لمواجهة الخطر الوجودي الذي تتعرض له القضية الفلسطينية".
تابع: "لم نكن نحن وحركة فتح مختلفين على مواجهة الاحتلال والتصدي لمخططاته، ويجب أن نقف وقفة حقيقية وصادقة للتصدي لهذا المشروع وإفشاله".
كما جدّد العاروري تأكيد حركته "على جهوزيتها للعمل الموحد والوطني، وتقديم التضحيات لمواجهة الاحتلال وتحقيق الانتصار". وأشاد المسؤول في "حماس"، بمواقف الرئيس الفلسطيني الرافضة "لتقديم تنازلات للاحتلال". وتابع: "لا يمكن لأيٍّ من القوى الوطنية أن تقبل حلولاً وسط في الخيارات التي يطرحها الاحتلال والإدارة الأمريكية".
العاروري أعرب عن تأييد "حركته لكافة الخطوات السياسية والدبلوماسية والقانونية، التي تقوم بها القيادة الفلسطينية كونها الأقدر على مخاطبة المجتمع الدولي". ولفت إلى أن حركته "ستواصل كافة أنواع النضال والمقاومة ضد مشروع الضم".
مخاوف إسرائيلية: في أول تعليق على التنسيق بين حركتي فتح وحماس، قال الصحفي الإسرائيلي المتخصص في الشؤون العربية، إيهود يعاري، للقناة 12 الإسرائيلية، إن التعاون الذي بدأ اليوم بين فتح وحماس، مهما كان محدوداً، "هو تطور خطير في نظر إسرائيل".
كما أضاف أن السرعة التي تم بها التوصل إلى هذا الاتفاق فاجأت المنظومة الأمنية الإسرائيلية، على الرغم من أن مثل هذا الاحتمال كان على جدول الأعمال منذ أن بدأ الحديث عن الضم يتصاعد.
أشار أيضاً إلى أن ما يهم ليس المؤتمر الصحفي للرجوب والعاروري، ولكن ما يحدث على الأرض، خاصة التزام السلطة بعدم اعتقال أفراد حماس، وقال: "قد نواجه الآن وضعاً جديداً في الساحة الفلسطينية، حيث يتم استبدال الصدام الدائم بين فتح وحماس بالتعاون والضمانات المتبادلة".
من جهتها وصفت صحيفة "هآرتس" العبرية عقد حماس وفتح مؤتمراً صحفياً مشتركاً ضد الضم، خطوة غير عادية.
كان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قد حدد الأربعاء الأول من يوليو/تموز موعداً للشروع في عملية ضم مساحات واسعة من الضفة الغربية. لكن نتنياهو لم يتخذ أي قرار في هذا الشأن.
بينما سبق للقيادة الفلسطينية أن أعلنت أنها في "حِلّ" من الاتفاقيات مع إسرائيل، رداً على مخطط الضم.