كشف وزير الري والموارد المائية المصري، محمد عبدالعاطي، الأربعاء 1 يوليو/تموز 2020، أن السودان يتخوف من انهيار مفاجئ قد يلحق بسد النهضة، حيث سيتسبب ذلك في كوارث بيئية للبلد المجاور لإثيوبيا.
في مقابلة تلفزيونية، قال الوزير المصري إن موسم الفيضان يدفع بزيادة نسبة المياه القادمة على السدود السودانية، وفي حالة انهيار سد النهضة الإثيوبي، سوف يتسبب ذلك في تدمير كل السدود السودانية.
مشاكل أمان بسد النهضة: في حين قال الوزير إن هناك مشاكل في أمان سد النهضة وبعض الدراسات طلبت تعديلات، وإن الإثيوبيين قالوا إنهم نفذوا المرحلة الأولى..
وأكد أن "مصر أقامت محاكاة لانهيار السد، في جامعة القاهرة وبعض المراكز البحثية، أظهرت احتمالات كبيرة بأن الانهيار سيصنع موجة بارتفاع 26 متراً قد تؤدي لإغراق السودان".
حسن نوايا إثيوبيا: في حين طالب الوزير المصري، الجانب الإثيوبي بإبداء حسن النية، من خلال توقيع اتفاقية تضمن للسودان حمايته من الغرق.
كان مجلس الأمن الدولي دعا مصر وإثيوبيا والسودان إلى الحوار فيما بينهم، من أجل إيجاد حل للنزاع الخاص بسد النهضة، وذلك بعد تقديم القاهرة مذكرة للمجلس؛ لبحث أزمة سد النهضة.
جاء ذلك بحسب كلمات المشاركين في جلسة للمجلس مع اقتراب موعد ملء السد الإثيوبي، وسط رفض مصري سوداني أن يتم ذلك دون اتفاق.
ضرورة الالتزام بالحوار: حيث أكدت وكيلة الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون السياسية، روز ماري ديكارلو، أهمية التزام الدول الثلاث بالحوار؛ من أجل إيجاد حل للنزاع بينهم.
كذلك قالت المندوبة الأمريكية الدائمة لدى الأمم المتحدة، السفيرة كيلي كرافت: "ندعو البلدان إلى الامتناع عن اتخاذ أي إجراءات، من شأنها تقويض حسن النية اللازمة للتوصل إلى اتفاق".
فيما دعا مندوب جنوب إفريقيا، السفير ماثيو ماتيجلا، إلى "احترام جهود الاتحاد الإفريقي، لتسهيل التوصل إلى اتفاق".
وغداة اجتماع ضم كبار مسؤولي الدول الثلاث بشأن السد، قال الاتحاد الإفريقي الذي تترأسه هذا العام جنوب إفريقيا، في بيان، السبت، إنه تم حل أكثر من 90% من القضايا، وهناك لجنة تعمل على حل القضايا العالقة، للوصول لاتفاق خلال أسبوعين.
في حين أكد مندوب ألمانيا، السفير كريستوف هويسجن، أن المجلس "يعوّل على الدول الثلاث للتوصل إلى حل يوازن ما بين مصالحها". ودعا مندوب الصين، السفير تشانغ جيون، إلى ضرورة دعم دور الاتحاد الإفريقي من أجل التوصل إلى اتفاق.
تحذير فرنسي من تفاقم الأزمة: بدوره، حذَّر مندوب فرنسا، السفير نيكولا دو ريفيير، الذي تتولي بلاده الرئاسة الدورية لأعمال مجلس الأمن هذا الشهر، من مغبة أن تقود الأزمة الحالية إلى زعزعة الاستقرار في المنطقة.
من جانبه، أكد وزير الخارجية المصري سامح شكري، أن "ملء السد قبل التوصل إلى اتفاق قد يفاقم الأزمة ويشعل نزاعاً في المنطقة".
وأضاف: "نتوقع من مجلس الأمن أن يتصرف بانتباه شديد لتجنب تصعيد التوتر واحتواء الأزمة، وندعوه إلى تشجيع الأطراف على التفاوض بحسن نية؛ للتوصل إلى اتفاق خلال أسبوعين".
يُذكر أنه في 17 يونيو/حزيران 2020، تعثرت مفاوضات ثلاثية فنية بين القاهرة وأديس أبابا والخرطوم، قبل أن تتوجه مصر والسودان إلى مجلس الأمن، بطلبين للتدخل لحل الأزمة.