الصين ستتحكم في أسعار النفط خلال الأشهر المقبلة.. اشترت كميات هائلة فاقت احتياجاتها

الصين التي تعتبر ثاني أكبر مستهلك للنفط في العالم بعد الولايات المتحدة، كدّست نحو 73 مليون برميل نفط على متن 59 سفينة تطفو قبالة السواحل.

عربي بوست
  • ترجمة
تم النشر: 2020/07/02 الساعة 11:30 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2020/07/02 الساعة 11:30 بتوقيت غرينتش
ناقلة نفط تقوم بتفريغ حمولتها بأحد الموانئ الصينية/ رويترز

كشف تقرير لشبكة CNN الأمريكية أن الصين التي تعتبر ثاني أكبر مستهلك للنفط في العالم بعد الولايات المتحدة، كدّست حتى 29 يونيو/حزيران 2020، نحو 73 مليون برميل نفط على متن 59 سفينة تطفو قبالة السواحل الشمالية للبلاد.  

التقرير الذي نشر الأربعاء 1 يوليو/تموز، أوضح أن الصين ابتاعت الكثير من النفط الأجنبي بسعر بخس هذا الربيع لدرجة أنَّ ناقلات النقط شكَّلت زحاماً كبيراً في البحر في انتظار دورها لتفريغ الشحنات.

تكديس النفط في البحر: وفقاً لشركة ClipperData التي تتابع تدفقات مبيعات النفط الخام المنقولة بحرياً، تضخم مخزون الصين العائم من النفط -الذي يمثل براميل النفط المُحمَّلة على الناقلات التي تصل مدة انتظارها للتفريغ 7 أيام أو ما يزيد- بأربعة أضعاف منذ نهاية مايو/أيار. وأفيد بأنَّ حجم هذا المخزون هو أكبر مخزون مُسجّل رسمياً منذ بداية 2015، ويُقدَّر بسبعة أضعاف المتوسط الشهري خلال الربع الأول من 2020.  

يعكس تكديس النفط في البحر أسلوب بكين في اقتناص الصفقات خلال فترة من الضغط الشديد في سوق الطاقة.

في هذا السياق، علَّق مات سميث، مدير استراتيجيات السلع في شركة ClipperData، قائلاً: "شرعت الصين في عملية شراء عالمية مفرطة. هناك سيل من النفط يتجمع عند الساحل". 

بيد أن سميث لفت إلى أن ناقلات التخزين الصينية لم تقترب حتى من الامتلاء. وأضاف: "هذا مرتبط ببساطة بالازدحام في موانئ الوصول. إذ لديهم الكثير من النفط المستورد بما لا يسمح بإدخاله إلى البر سريعاً".

مشترياتها دعمت الأسعار: كانت مشتريات الصين هي التي ساعدت في دعم سوق النفط المُدمَّر.

بعد سبعة أسابيع فقط من انهياره إلى أدنى مستوى عند سالب 40 دولاراً للبرميل، ارتفع الخام الأمريكي إلى 40 دولاراً للبرميل. وكانت هذه القفزة التي تعادل 80 دولاراً مدفوعة بتخفيضات غير مسبوقة في حجم المعروض من جانب منظمة أوبك (منظمة الدول المصدرة للنفط) وروسيا، ورفع القيود الصحية في أنحاء العالم والطلب القوي من الصين.

تعتمد الصين، ثاني أكبر اقتصاد في العالم، اعتماداً كبيراً على الخام الأجنبي للحفاظ على عجلة الاقتصاد السريعة. لهذا السبب، من المنطقي أن تخزن الصين النفط عندما تكون الأسعار العالمية في أدنى مستوياتها.

كما ارتفعت واردات الصين من النفط بنسبة 19% في مايو/أيار مقارنة بالعام السابق إلى مستوى قياسي بلغ 11.3 مليون برميل يومياً، وفقاً لشركة S&P Global Platts. ومن المتوقع أن تتخطى شحنات البلاد من الخام الأجنبي هذا الرقم القياسي في يونيو/حزيران. 

في هذا السياق، قال ريان فيتزموريس، خبير استراتيجي في شؤون الطاقة في شركة Rabobank: "إذا كنت مستهلكاً كبيراً للطاقة. فستتكالب على عمليات الشراء".

لكن محللين قالوا إنَّ تكديس الصين للنفط يخيم على ما فعلته دول أخرى استجابة للأسعار الرخيصة. إذ يقول سميث من شركة ClipperData: "الصين هي الدولة الوحيدة التي تشتري مثل المجانين. لقد اشتروا انخفاض الأسعار نفسها".

كيف تتحكم الصين في الأسعار: توفر مشتريات الصين من النفط حوافز مالية ضخمة، بخلاف مزايا تأمين مصادر الطاقة الواضحة.

يرجع هذا لأنَّ أسواق النفط هذا الربيع انقلبت إلى "تأجيل" حاد، وهي ظاهرة تحدث عندما يكون المستثمرون على استعداد لدفع المزيد مقابل سلعة ما في المستقبل أكثر مما سيفعلونه اليوم. ويطرح هذا الوضع أمام المؤثرين في السوق فرصة للمراجحة من خلال تخزين النفط الخام لبضعة أشهر ثم بيعه في وقت لاحق للحصول على ربح جيد.

كتبت لويز ديكسون، محللة أسواق النفط في شركة Rystad Energy، في رسالة إلكترونية إلى CNN Business، تقول: "لماذا تبيعه مقابل 40 دولاراً حالياً، بينما يمكنك بيعه بعد شهر مقابل 40 دولاراً أيضاً؟".

لكن بطبيعة الحال، يكمن الخطر هنا في أن تروي الصين عطشها للنفط الأجنبي في نهاية المطاف. إذ وصلت الواردات بالفعل إلى مستويات قياسية. ويرتفع المخزون العائم بكثير عن المستويات العادية. ولم تعد أسواق النفط في حالة "التأجيل".

قال سميث من شركة ClipperData إنَّ حركة النفط الخام المتجهة إلى الصين قد بدأت بالفعل في التباطؤ. ونوه: "مثلما ساعدت في دعم الأسعار في الأشهر القليلة الماضية، فقد تفعل العكس في الأشهر المقبلة".

علامات:
تحميل المزيد