لمّح رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، إلى تأجيل مخطط ضم الضفة الغربية، الذي كان مزمعاً تنفيذه الأربعاء 1 يوليو/تموز 2020؛ على خلفية ما قال إنها "اعتبارات سياسية وأمنية"، بحسب إعلام عبري.
"جيلي كوهين"، مراسلة قناة "كان" الرسمية، نقلت عن مقربين من نتنياهو قوله خلال اجتماع مغلق لكتلة حزب الليكود: "لدينا حوار جيد مع الأمريكان، وعندما يكون لديَّ ما أتحدث بشأنه سوف أفعل".
تراجع: وصف نتنياهو مخطط الضم بـ"العملية المعقدة"، مضيفاً أن "كثيراً من الاعتبارات السياسية والأمنية لا يمكنني الخوض في تفاصيلها. قلنا إن ذلك (الضم) سيبدأ في بداية يوليو/تموز، وليس في 1 يوليو/تموز"، بحسب المصدر ذاته.
القناة نقلت عن مصادر لم تسمها، أن الاعتبارات السياسية التي تحدث عنها نتنياهو والتي قد تؤثر على مخطط الضم، تشمل ضمن ذلك، القرارَ المتوقع للمحكمة الجنائية الدولية في لاهاي بشأن ما إذا كانت لديها صلاحية لفتح تحقيق ضد إسرائيل في جرائم حرب ارتكبتها بالأراضي الفلسطينية المحتلة.
صراع داخلي: الإثنين، قال نتنياهو خلال الاجتماع ذاته، إن الضم الإسرائيلي لأراضٍ فلسطينية بالضفة الغربية لا يعتمد على حزب "أزرق أبيض"، الذي يقوده شريكه وزير الدفاع بيني غانتس.
نقلت قناة "كان" الإسرائيلية عن نتنياهو قوله في اجتماع لكتلة حزب "الليكود"، الذي يقوده: "نحن نُجري محادثات مع الوفد الأمريكي هنا في إسرائيل، نقوم بذلك بسرِّية، الأمر لا يعتمد على (حزب) أزرق أبيض".
وجاءت تصريحات نتنياهو بعد ساعات قليلة، من إبلاغ غانتس وفداً أمريكياً أن الأول من يوليو/تموز "ليس تاريخاً مقدساً".
عملية الضم: الأول من يوليو/تموز المقبل هو الموعد الذي حدده نتنياهو، للشروع في عملية ضم غور الأردن، وجميع المستوطنات الإسرائيلية، بمساحة تصل إلى 30% من الضفة الغربية، في إطار "صفقة القرن" الأمريكية.
وكان المبعوث الأمريكي الخاص إلى الشرق الأوسط، آفي بيركوفيتش، وعضو لجنة ترسيم الخرائط الإسرائيلية-الأمريكية سكوت لييث، قد وصلا إلى إسرائيل، الجمعة، وانضم إليهما السفير الأمريكي لدى إسرائيل، ديفيد فريدمان.
جاءت مهمة الوفد بعد إجراء مداولات في البيت الأبيض، الأسبوع الماضي، لم يتقرر فيها إعطاء إسرائيل الضوء الأخضر بعدُ للشروع في ضم مناطق بالضفة الغربية.
صحيفة "إسرائيل اليوم" أشارت إلى أن "الجانبين الإسرائيلي والأمريكي يبحثان خططاً مختلفة، بدءاً من إمكانية تنفيذ الخطوة الكاملة بفرض السيادة على 30% من المنطقة، على دفعة واحدة، أو تقسيمها إلى دفعات".
بحسب الصحيفة فإنه "يوجد تردد أمريكي حيال غور الأردن، بسبب حساسية موقف المملكة الأردنية"، موضحة أن "اقتراحاً آخر يقضي بضم المستوطنات الواقعة بعمق الضفة في الوقت الحالي".
وتأكيداً لما ذهبت إليه الصحيفة رجَّح وزير الاستخبارات الإسرائيلية، إيلي كوهين، الأحد، المضي قدماً في تنفيذ خطة ضم أجزاء من الضفة الغربية لإسرائيل خلال شهرين أو ثلاثة، وفقاً لما نقلته هيئة الإذاعة الإسرائيلية.
يُذكر أن عدم التوصل إلى اتفاق إسرائيلي–أمريكي حول خرائط الضم، خصوصاً مع انشغال الإدارة الأمريكية بما تواجهه من أزمات تتعلق بانتشار فيروس كورونا، والاحتجاجات الشعبية، واقتراب موعد الانتخابات الرئاسية، والخلافات الداخلية في الحكومة الإسرائيلية، وبعض الردود الخارجية الأوروبية والعربية، قد دفع نتنياهو إلى التراجع وطرح سيناريوهات أخرى للضم، أحدها لا يعدو كونه خطوة رمزية.
من جانبه، أعلن الرئيس الفلسطيني محمود عباس، الشهر الماضي، أن منظمة التحرير الفلسطينية في حِلّ من الاتفاقيات مع إسرائيل والولايات المتحدة، إن قامت إسرائيل بتطبيق خطتها لضم الضفة الغربية.