نقل رسائل للملك عبدالله.. هآرتس: رئيس الموساد زار الأردن لإطلاع المسؤولين على “خطة الضم” الإسرائيلية

رئيس الموساد يوسي كوهين، زار الأردن الأسبوع الماضي حاملاً رسالةً من رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو إلى العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني عن مخططات ضمّ أجزاء من الضفة الغربية.

عربي بوست
  • ترجمة
تم النشر: 2020/06/27 الساعة 12:55 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2020/06/27 الساعة 12:56 بتوقيت غرينتش
زوجات المعتقلين يناشدن العاهل الأردني بالتدخل لحل الأزمة/ رويترز

قالت صحيفة Haaretz الإسرائيلية إن رئيس الموساد يوسي كوهين، زار الأردن الأسبوع الماضي حاملاً رسالةً من رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو إلى العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني عن مخططات ضمّ أجزاء من الضفة الغربية المحتلة إلى إسرائيل، التي قالت تل أبيب إنها ستشرع في تنفيذها في الأول من يوليو/تموز المقبل.

زيارة المسؤول الإسرائيلي تأتي قبل أيام من التاريخ الذي حدده نتنياهو لبدء عملية ضم أجزاء من أراضي الضفة، بينما قال الملك عبدالله الشهر الماضي إنه إذا ضمت إسرائيل أجزاءً من الضفة الغربية إلى المستوطنات فسيؤدي ذلك إلى صدام كبير مع المملكة الأردنية.

التصعيد بدل السلام: بدوره، انتقد وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي نية إسرائيل ضمّ أراضٍ من الضفة الغربية. وقال الوزير في زيارة مفاجئة إلى رام الله الأسبوع الماضي للقاء بالرئيس الفلسطيني محمود عباس: "إذا مضت إسرائيل قدماً في الضم فهذا يعني أنها اختارت الصراع والتصعيد بدل السلام". 

أضاف أن الأردن سيقف إلى جانب الفلسطينيين، وحذر إسرائيل من أنها سيتعين عليها "التعامل مع تبعات ذلك، وليس فقط في علاقاتها مع الأردن. فهي ستضر أيضاً الجهود الإقليمية من أجل الوصول لتسوية شاملة وعادلة".

وفي يناير/كانون الثاني، أعرب رئيس الموساد -وهو جهاز الاستخبارات الإسرائيلية الخارجية- عن قلقه من مستقبل العلاقات بين إسرائيل والأردن. وفي حضور خطة الإدارة الأمريكية للسلام في الشرق الأوسط، وبالأخص نية نتنياهو ضمّ غور الأردن إلى إسرائيل، حذر كوهين من اتخاذ خطوات أحادية الجانب يمكن أن تؤثر في مستقبل العلاقات مع عمّان.    

ما الذي يخشاه الأردن؟ يبدو أن هناك جهات في إسرائيل تخشى تحذيرات الأردن من ضم الضفة الغربية، وتأخذها بجدية كبيرة. وكان الملك عبدالله الثاني قال إن الأردن "يدرس جميع الخيارات" للردّ إذا ضمَّت إسرائيل جزءاً من الضفة الغربية. 

قبل ذلك التصريح أطلق الملك عبدالله تحذيرات أكثر تفصيلاً وأشد قسوة خلال مقابلة مع صحيفة Der Spiegel الألمانية، وهي تحذيرات وصلت خلال الأشهر الأخيرة من الأردن إلى إسرائيل.

لكن اللافت أن الملك عبدالله، حسب الصحيفة الإسرائيلية، أعرب كذلك عن الشواغل الأردنية بشأن خطوات فرض الهيمنة الإسرائيلية في الضفة الغربية وضم غور الأردن، في رسائل إلى مؤسسة الدفاع الإسرائيلية، إضافة إلى محادثات مع أشخاص مقربين من بيني غانتس، زعيم ائتلاف أزرق أبيض وشريك نتنياهو المفترض في الحكومة الجديدة. 

تخشى العائلة الملكية التظاهرات ضد الملك والاحتجاجات التي تنظمها جماعة الإخوان المسلمين في الأردن. وقد أظهر الأردن حتى الآن قدرة على التعامل مع فيروس كورونا، لكن اقتصاده لا يزال في موقف صعب، فضلاً عن عدم استقرار مكانة الملك في ظل الأزمة الحالية، التي بدأت حتى قبل الانتشار العالمي للفيروس.

ويعتقد الخبراء في المؤسسة العسكرية أنه في ظل الظروف القاسية قد تؤدي الضغوط المحلية إلى إلغاء الملك الأردني معاهدة السلام مع إسرائيل.

أخبر الملك عبدالله مجلة "دير شبيجل" الألمانية قائلاً: "إذا ضمت إسرائيل فعلياً الضفة الغربية، في يوليو/تموز، فيمكن أن يؤدي هذا إلى صراع كبير مع المملكة الأردنية الهاشمية". 

وأوضح أن هذا ليس الوقت الملائم لمناقشة حل الدولة الواحدة للصراع الفلسطيني الإسرائيلي، الذي يمكن أن يؤدي إليه ضم الضفة، وطالب بلاد المنطقة بالعمل معاً ضد فيروس كورونا.

صفعة لأمننا القومي: الإضرار بعلاقات إسرائيل مع الأردن قد يُمثل "صفعة للأمن القومي لإسرائيل"، حسبما قال اللواء المتقاعد عاموس جلعاد، رئيس مؤتمر هرتسليا، لصحيفة Haaretz أمس السبت 16 مايو/أيار.

أضاف جلعاد قائلاً أن الأردن "وفر لنا الهدوء على الحدود الشرقية، وأبعد التهديدات عن إسرائيل. وسوف يقوض الضم علاقاتنا مع الأردن. ويمكن أن يكون تحركاً سياسياً من دون ميزة استراتيجية. وإنني على يقين بأن كبار ضباط الجيش الإسرائيلي يفهمون هذا".

موقف ترامب مؤجل: إذ قال مسؤولون أمريكيون، الخميس 25 يونيو/حزيران، إن اجتماعات استمرت ثلاثة أيام في البيت الأبيض لمساعدين للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بخصوص ما إذا كانت واشنطن ستعطي إسرائيل ضوءاً أخضر لتضم أجزاء في الضفة الغربية المحتلة، اختُتمت دون اتخاذ قرار نهائي.

ركزت المباحثات عالية المستوى على خطة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لبسط السيادة الإسرائيلية على المستوطنات اليهودية في الضفة، والتي أثارت تنديداً من الفلسطينيين وحلفاء واشنطن العرب وحكومات أجنبية.

وقال أحد المسؤولين لرويترز: "لا يوجد حتى الآن قرار نهائي بشأن الخطوات التالية لتنفيذ خطة ترامب"، في إشارة إلى خطة الرئيس الأمريكي للسلام بين إسرائيل والفلسطينيين والتي يمكن أن توفر أساساً لتحركات الضمّ الإسرائيلية.

أضاف المسؤول -مشترطاً عدم نشر هويته- أن ترامب، الذي يلتزم بسياسة داعمة لإسرائيل بشدة، شارك المشاورات. وقال مسؤول أمريكي آخر إن هناك حاجة لمزيد من "تقصي الحقائق" قبل تحديد قرار نهائي للولايات المتحدة.

تحميل المزيد