قال مسؤولون في الحكومة ومصادر شبه عسكرية إن قوات الأمن العراقية داهمت مقراً لفصيل قوي تدعمه إيران في جنوب بغداد في وقت متأخر من يوم الخميس 25 يونيو/حزيران 2020، واعتقلت أكثر من 10 من أعضاء الفصيل، وذلك على خلفية الهجمات الصاروخية ضد المصالح الأمريكية في البلاد.
هذه المداهمة تعد الأكثر جرأة منذ سنوات من قوات الأمن العراقية ضد فصيل شبه عسكري قوي تدعمه طهران، حيث استهدفت كتائب حزب الله العراقي، التي يتهمها مسؤولون أمريكيون بإطلاق صواريخ على قواعد تستضيف القوات الأمريكية ومنشآت أخرى في العراق.
مصدر حكومي ومسؤولان أمنيان آخران صرحوا لموقع فرانس برس بأن الأشخاص الذين تم اعتقالهم في منطقة الدورة في جنوب بغداد ضُبطوا وبحوزتهم صواريخ معدة للإطلاق.
روايات متضاربة لما حدث: بعد الحادث، تواردت العديد من الأخبار المتضاربة من جهات عدة، فقالت مصادر شبه عسكرية ومسؤول حكومي إن من اعتُقلوا نُقلوا بعد فترة قصيرة إلى الجناح الأمني لقوات الحشد الشعبي.
لكن مسؤولاً حكومياً ثانياً نفى ذلك، وقال إن المعتقلين لا يزالون محتجزين لدى أجهزة الأمن.
فيما ذكرت المصادر أعداداً مختلفة للمعتقلين. فقال مسؤول من الحشد الشعبي إن العدد 19 بينما أفاد مسؤول حكومي بأن العدد 23.
أما عن هويات المعتقلين، فقال مسؤول حكومي لرويترز إن أحد الزعماء الثلاثة المحتجزين في المداهمة إيراني، وقال إن قوات خاصة عراقية من جهاز مكافحة الإرهاب نفذت المداهمة.
فيما ذكر مسؤول ثانٍ في الحشد الشعبي أنه لم يتم اعتقال أي من قادة كتائب حزب الله.
ونفى متحدث باسم التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة في العراق ومصادر من الفصائل شبه العسكرية العراقية صحة تصريح سابق لمسؤول حكومي بأن القادة المعتقلين تم تسليمهم إلى الجيش الأمريكي.
رئيس الوزراء ينفذ وعوده: أشار رئيس الوزراء العراقي الجديد مصطفى الكاظمي إلى أنه سيكون صارماً مع الفصائل المسلحة التي تستهدف منشآت أمريكية. وهذه المداهمة التي وقعت بعد منتصف الليل أول إشارة إلى عزم الكاظمي تنفيذ وعوده.
يأتي هذا التحرك بعد عدد من الهجمات الصاروخية بالقرب من السفارة الأمريكية في بغداد ومواقع عسكرية أمريكية أخرى في البلاد في الأسابيع الأخيرة.
لكن الواقعة تسلط الضوء أيضاً على مدى صعوبة مواجهة الفصائل، حيث قال مسؤول كبير في قوات الحشد الشعبي إنه بعد مفاوضات، تم تسليم المعتقلين إلى قوات أمن شبه عسكرية.
يذكر أن قوات الحشد الشعبي تعتبر إحدى مؤسسات الدولة العراقية وتضم فصائل موالية لإيران وأخرى غير موالية، لكنها تقع تحت تأثير الفصائل الموالية.
وتأججت التوترات بين واشنطن وطهران بشكل خاص على الأراضي العراقية منذ عام على الأقل.
وكادت التوترات تتحول إلى صراع إقليمي في يناير/كانون الثاني بعد أن قتلت الولايات المتحدة العقل المدبر العسكري لإيران قاسم سليماني والقيادي العراقي في الحشد الشعبي أبومهدي المهندس في ضربة بطائرة مسيرة في مطار بغداد.
ودعمت طهران وواشنطن تولّي الكاظمي رئاسة الوزراء في مايو/أيار.