أعلن وزير شؤون الحج والعمرة السعودي، محمد بن طاهر بنتن، الثلاثاء 23 يونيو/حزيران 2020، أن عدد المشاركين في أداء فريضة الحج لهذا العام سيكون محدوداً بسبب فيروس كورونا، فيما أعلن وزير الصحة توفيق الربيعة وضع خطة صحية لضمان سلامة الحجاج أثناء أداء المناسك.
ويعني الإعلان عن محدودية أرقام المشاركين بالحج، أن هذه ستكون أول مرة في التاريخ الحديث يُحرم فيها المسلمون من أنحاء العالم من أداء الحج، وفقاً لما ذكرته وكالة رويترز.
تحضيرات استثنائية: خلال مؤتمر صحفي مشترك للوزيرين السعوديين، قال وزير الحج إن السلطات أعدت برنامجاً استثنائياً وإجراءات مشددة لضمان سلامة الحجاج، مشيراً إلى أنه سيتم الالتزام بكافة قواعد التباعد الاجتماعي خلال أداء المناسك.
أشار الوزير بنتن إلى أن حج هذا العام الاستثنائي سيكون لمن هم داخل المملكة فقط، مؤكداً عدم وجود استثناءات للخارج، وأوضح أن أعداد الحجاج ستحدد وفق إجراءات وخطط وزارة الصحة، مضيفاً أن المملكة ستوفر تغطية إعلامية لنقل مناسك الحج مع مراعاة إجراءات السلامة.
وأكد الوزير في إجاباته للصحفيين أن "فريضة الحج ستكون آمنة وصحية وتحافظ على السلامة"، وحول معايير اختيار الحجاج، قال الوزير إنه سيتم التنسيق "مع البعثات الدبلوماسية لتسجيل حجاجهم".
أعداد محددة للمشاركة: من جانبه، قال وزير الصحة السعودي الربيعة إن قرار الحج من الداخل هذا العام جاء للحفاظ على سلامة المسلمين، موضحاً أنه سيتم وضع برنامج مخصص لكل حاج هذا العام منذ وصوله حتى فراغه من أداء المناسك، مضيفاً: "سنحرص على إجراءات التباعد وتجنب الحشود الكبيرة".
أما عن الأعداد التي سيُسمح لها بالمشاركة في أداء فريضة الحج لهذا العام، فقال الوزير الربيعة: "لا زلنا في مرحلة المراجعة، قد تكون ألف أو أقل أو أكثر بقليل"، موضحاً "لا نتوقع عشرات الآلاف ولا نتوقع مئات الآلاف". منوهاً أن الحجاج سيخضعون لفحوص كورونا قبل الفريضة، وبعد الحج سيخضعون لحجر صحي منزلي لمدة 14 يوماً.
كذلك شدد الربيعة على وضع "خطة صحية وإجراءات مشددة لحجاج هذا العام"، وقال إن العاملين في الحج "سيخضعون أيضاً لفحوص كورونا، وستجري متابعتهم خلال المناسك"، مضيفاً أن السلطات ستقوم بـ"تجهيز مستشفى متكامل لأي طارئ في الحج".
حج استثنائي: يأتي الإعلان عن ترتيبات الحج بعدما أعلنت السعودية، الإثنين 22 يونيو/حزيران 2020، تنظيم موسم الحج بعدد "محدود جداً" من الحجاج من مختلف الجنسيات من المقيمين فيها بسبب المخاوف من فيروس كورونا المستجد.
وزارة الحج كانت قد قالت في بيان إنها تقوم بذلك "حرصاً على إقامة الشعيرة بشكل آمن صحياً، وبما يحقق متطلبات الوقاية والتباعد الاجتماعي اللازم لضمان سلامة الإنسان وحمايته من مهددات هذه الجائحة، وتحقيقاً لمقاصد الشريعة الإسلامية في حفظ النفس البشرية بإذن الله".
جاء القرار السعودي بعدما كانت المملكة علّقت أداء العمرة في آذار/مارس بسبب المخاوف من انتشار الفيروس في أقدس المدن الإسلامية، ويخيّب قرار المضي بأعداد قليلة آمال ملايين المسلمين الذين غالباً ما ينفقون مدخراتهم للسفر لأداء مناسك الحج، وينتظر بعضهم سنوات طويلة حتى يحصلوا على موافقة من سلطاتهم وسلطات السعودية للحج.
وكانت إندونيسيا وهي أكبر دولة إسلامية من حيث عدد السكان، أعلنت أوائل الشهر الجاري عدولها عن المشاركة في موسم الحج بسبب المخاطر المرتبطة بفيروس كورونا المستجد، في قرار وصفته بـ"الصعب والمرير"، وقررت ماليزيا وسنغافورة أيضاً إلغاء مشاركة مواطنيهما.