أكد المتحدث باسم الرئاسة التركية إبراهيم كالين، السبت 20 يونيو/حزيران 2020، أن التوصل لوقف دائم لإطلاق النار في ليبيا يتطلب انسحاب قوات الجنرال المتقاعد خليفة حفتر من مدينة سرت الاستراتيجية.
إلى ذلك، اتهم كالين في مقابلة مع فرانس برس فرنسا بـ"تعريض أمن" حلف شمال الأطلسي "للخطر" عبر دعم قوات المشير خليفة حفتر في النزاع الليبي.
قوات حفتر: في حين قال كالين إن "وقفاً لإطلاق النار يجب أن يكون قابلاً للاستمرار، ما يعني أن على الطرف الآخر، وهو قوات حفتر ألا يكون في موقع يتيح له شن هجوم جديد على الحكومة الشرعية ساعة يشاء".
كما أضاف: "في المرحلة الراهنة تعتبر (حكومة الوفاق في طرابلس) ونحن ندعمها في ذلك، أن على جميع الأطراف العودة إلى مواقعهم في عام 2015 حين تم توقيع اتفاق الصخيرات السياسي (في المغرب)، ما يعني أن على قوات حفتر أن تنسحب من سرت والجفرة".
إلى ذلك سيطرت قوات حكومة الوفاق بداية حزيران/يونيو 2020 على شمال غرب البلاد بدعم تركي، لكنها تحرز تقدماً بطيئاً نحو سرت، المدينة الاستراتيجية شرقاً والتي لا يزال حفتر يسيطر عليها.
في حين أن سرت مسقط رأس الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي، وتبعد 450 كلم شرق طرابلس وكانت معقلاً لتنظيم الدولة الإسلامية قبل أن تسيطر عليها قوات حكومة الوفاق عام 2016. لكنها سقطت بعد ذلك في أيدي قوات حفتر.
وقف إطلاق النار: وتبحث أنقرة وموسكو حالياً محاولة إرساء وقف لإطلاق النار في ليبيا رغم إلغاء زيارة منتصف حزيران/يونيو كان سيقوم بها وزيران روسيان لإسطنبول بسبب خلافات بين البلدين.
وهاجم المتحدث باسم الرئاسة التركية فرنسا بشدة على خلفية اتهامها بدعم حفتر، علماً أنها تنتقد التدخل التركي إلى جانب حكومة الوفاق في شكل حاد.
كما قال: "في ليبيا، ندعم الحكومة الشرعية في حين تدعم الحكومة الفرنسية زعيم حرب غير شرعي وتعرض بذلك أمن حلف شمال الأطلسي للخطر (وكذلك) الأمن في المتوسط والأمن في شمال إفريقيا والاستقرار في ليبيا".
وأضاف: "رغم كل ذلك، يستمر (المسؤولون الفرنسيون) في انتقادنا. لكننا نعمل مع الأطراف الشرعيين في حين تعمل فرنسا مع أطراف وعناصر غير شرعيين مع توجيه الاتهام إلينا. هذا لا معنى له".
الحل السياسي: من جانبه أكد وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو أن الحل السياسي هو الأفضل لليبيا، وأن الجنرال خليفة حفتر مصيره "الهزيمة".
جاء ذلك في كلمة له خلال مؤتمر صحفي مشترك مع وزير الثقافة والسياحة التركي محمد نوري أرصوي، السبت، في ولاية أنطاليا، على هامش فعالية للتعريف بالخدمات السياحية التركية الآمنة في ظل عودة الحياة إلى طبيعتها مع تراجع تفشي فيروس كورونا.
وقال الوزير التركي إن الانقلابي حفتر "لم يصغِ لنداءات التهدئة بل على العكس زاد من عدوانه لذلك مصيره الهزيمة". وأضاف: "كان أمام حفتر فرصة للتفاوض لكنه لم يستغلها، لذلك يجب ألا يكون لانقلابيّ مثله دور في مستقبل ليبيا".
كما تابع قائلاً: "يجب ألا يكون للانقلابيين دور في إدارة البلاد، والحل السياسي هو الأفضل بالنسبة لليبيا".
شرق المتوسط:وفيما يخصّ التوتر في شرق البحر الأبيض المتوسط، أوضح تشاووش أوغلو أن أي اتفاقية أو خطوة في هذه المنطقة بمعزل عن تركيا تعتبر "باطلة".
أضاف: "لم نتمكن من إفهام هذا الأمر للأطراف الأخرى بشكل شفهي، لكننا نجحنا في ذلك بالطرق العملية، من خلال سفننا الخاصة بالتنقيب عن مصادر الطاقة، والاتفاقيات التي عقدناها".
مؤكداً استعداد بلاده للحوار مع كافة الأطراف بشأن شرق المتوسط، بما فيها اليونان.