أثارت لحية إدوار فيليب، رئيس الوزراء الفرنسي، الجدل في فرنسا بالتزامن مع تبعات جائحة فيروس كورونا بالبلد، إذ تابع الفرنسيون بشكلٍ مُثيرٍ للإعجاب، الانتشار المنتظم للشيب على خده الأيسر، في تجسيدٍ مادي لانتشار الجائحة بالبلاد، وذلك خلال إطلالته المتكررة على شاشة التلفاز لنقل تفاصيل الأزمة الصحية وإعلان تدابير الإغلاق.
كثيرون طرحوا سؤالاً مفاده: هل كان عمره (49 عاماً) هو السبب، أم ضغوط الشائعات المنتشرة بأنّ الرئيس الذي تتراجع شعبيته سريعاً إيمانويل ماكرون، على وشك الإطاحة بزعيم حكومته الذي يزداد شعبية؟
توضيح فيليب: وفق تقرير لصحيفة The Guardian البريطانية، الجمعة 19 يونيو/حزيران 202، فإن إدوار فيليب وضع، الأسبوع الماضي، حداً للتكهّنات وأخبر مجلة Paris Match الفرنسية بأنّه مصابٌ بالبهاق، بعد أن أعلن ماكرون فوز فرنسا بأول معركة فيما وصفها بالـ"حرب" على كوفيد-19، وإمكانية عودة الحياة لوضعٍ شبه الطبيعي.
قال فيليب عن الحالة طويلة الأمد التي تُسبّب بقعاً بيضاء على الجلد والشعر: "ليس المرض خطيراً أو مؤلماً أو مُعدياً".
الاهتمام العام بلحية فيليب -التي يُطلَق عليها في البحرية الملكية اسم "اللحية المستديرة"- يُسلّط الضوء على وجه رجل كان يُنظَر إليه على أنّه يفتقر إلى الجاذبية، لكنّه ساعد فرنسا في اجتياز الجائحة بوقاره ونبرته المُطمئنة ونكاته الساخرة العرضية.
إذ كان فيليب، عمدة مدينة لو هافر، غير معروف نسبياً حين عُيِّن في وظيفته بقصر ماتينيون عقب انتخاب ماكرون رئيساً قبل عامين. وترك حزب الجمهوريين المُنتمي إلى وسط اليمين حتى يصير رئيس الوزراء، لكنّه لم ينضم إلى حزب "الجمهورية إلى الأمام!" الخاص بماكرون. كما يستعد لإعادة انتخابه عمدةً لمدينة لو هافر خلال نحو أسبوع؛ أملاً في الاحتفاظ بالمنصبين.
علاقته بالرئيس: تزعم وسائل الإعلام الفرنسية أنّ العلاقات بينه وبين ماكرون ازدادت توتّراً خلال "حالة الطوارئ الصحية" الرسمية، مع خلافات حول كيفية وتوقيت إنهاء حالة الإغلاق الصارمة التي استمرت ثمانية أسابيع، وموعد الجولة الثانية من الانتخابات البلدية التي أُجِّلَت من مارس/آذار إلى الـ28 من يونيو/حزيران. ونفى فيليب وقصر الإليزيه أي صدعٍ في العلاقات بين الثنائي.
شعبيته تتزايد: بلغت شعبية فيليب 54% وفقاً لاستطلاعٍ نشرته شركة BVA الجمعة 19 يونيو/حزيران، بزيادة وصلت إلى 13 نقطة في شهرين.
في حين تقف شعبية ماكرون حالياً عند 38%. وفي الاستطلاع ذاته، قال 61% من المشاركين إنّهم لا يرغبون في تغيير رئيس الوزراء.
في حين يتعرّض ماكرون، الذي انتُخب ببرنامجٍ "ليس يمينياً أو يسارياً"، لضغطٍ من حزبه حتى يتخذ توجّهاً أكثر يسارية، بعد أن ترك العديد من النواب الحزب وأنهوا الأغلبية التي كان يحظى بها في البرلمان.
كما اقترحت فرانسواز فريسوز، كاتبة الرأي في صحيفة Le Monde الفرنسية، أنّ ماكرون بحاجةٍ لاستعادة سلطته وشعبيته من رئيس الوزراء.
إذ كتبت: "يجب أن يُفكّر ماكرون جيداً فيما إذا كان الإبقاء على إدوار فيليب أكثر خطورة من تعيين رئيس وزراءٍ جديد".