أكد تقرير لصحيفة The Daily Express البريطانية، الأربعاء 17 يونيو/حزيران 2020، أن القوانين المحلية في كوريا الشمالية تحظر على الأمهات غير المتزوجات تسجيل ميلاد أطفالهم، مما يعني أن الطفل لا يحق له الحصول على الحماية القانونية في الدولة المعزولة.
التقرير قال إنه تم رفع النقاب عن هذه السياسة عندما ذهبت أعداد كبيرة من الأمهات في مقاطعة بيونغان الجنوبية إلى المستشفيات للحصول على جرعات التطعيم لأطفالهن الرضع، بينما رُفض استقبال الأطفال المولودين لأمهات غير متزوجات.
كذلك جاء في التقرير نفسه، نقلاً عن إذاعة آسيا الحرة (RFA)، أن الحصول على التطعيم في إطار برنامج "جرعات التطعيم التابع للأمم المتحدة"، يتطلب أن تكون لدى الطفل شهادة ميلاد، وهو ما لا يحق للأطفال المولودين خارج رباط الزواج الحصول عليه.
الواقعة: يروي مصدر من المنطقة، في حديث له مع الإذاعة المذكورة، أن "الأسبوع الماضي، عرف تقديم المستشفيات المحلية في المقاطعة مكملات غذائية إلى الرضع الأصغر من سنة واحدة، والأطفال الصغار البالغين خمس سنوات أو أصغر. وأعطوا كذلك جرعات لمنع شلل الأطفال والسل".
أضاف: "الأطفال المولودون خارج رباط الزواج لم يُدرجوا ضمن قوائم التطعيمات بعد العام الماضي، لأن ميلادهم لم يُسجل. الأطفال الحاصلون على شهادات ميلاد مُصدَّقة من سلطات الصحة وحدهم الذين أُدرجوا في قوائم التطعيمات".
فيما تقول الإذاعة نقلاً عن مصدر آخر، إن الأمهات غير المتزوجات أعدادهن ترتفع في كوريا الشمالية.
تغير العادات: على الرغم من أنهم لا يزالون معزولين بدرجة كبيرة عن العالم الخارجي، تتغير سلوكيات عديد من الكوريين الشماليين تجاه الزواج.
إذ تزيد أعداد الأشخاص الذين يمارسون الجنس قبل الزواج، مما يؤدي إلى زيادة أعداد الأطفال المولودين لأمهات غير متزوجات.
قال المصدر الذي لم يذكر اسمه، إن عديداً من النساء الذين ينجبن أطفالاً من رجال لم يتزوجوا بهن، ينحدرن من الجيل الأصغر.
يوضح قائلاً: "حديثو الولادة الذين لم يسجل آباؤهم زواجهم رسمياً لا يُسمح لهم، بموجب القانون بأن يُسجل ميلادهم؛ لأن الأبوين البيولوجيين يكونان غير معروفي الهوية".
كما لا تتاح إحصاءات رسمية حول أعداد الأمهات غير المتزوجات في كوريا الشمالية.
فقر وضعف الرعاية الصحية: عندما يعلَن عن بدء برنامج التطعيم كل عام، تندفع العائلات نحو المستشفيات المحلية، لتستفيد من التطعيمات المجانية والمساعدات الغذائية.
إذ تعتمد كوريا الشمالية اعتماداً كبيراً على برامج منظمة اليونيسف والمنظمات الأخرى التابعة للأمم المتحدة.
كما يشتد الفقر في البلاد التي يصل تعداد سكانها إلى 25.5 مليون نسمة.
لذا يحظى تقديم الطعام المجاني والتطعيمات المجانية بتقدير كبير من الآباء، الذين يعاني كثيرون منهم من أجل إطعام أطفالهم.
في عام 2017، كشف منشق عن كوريا الشمالية تفاصيل مروعة حول المدى الذي يصل إليه الأشخاص من أجل العثور فقط على الطعام.
فقد أخبر لي واي ريوك كيف كان يأكل الذرة المستخرجة من روث البقر عندما كان طفلاً.
وأخبر صحيفة Daily NK الإلكترونية: "إذا تبرزت أي بقرة حبّات الذرة في روث سائب (أي إنها تعاني من الإسهال)، كنا نغسلها ونأكلها".
وقد عاش في دار أيتام خلال المجاعة التي عانت منها كوريا الشمالية بين عامي 1994 و 1998.
وعلى الرغم من انتهاء المجاعة، ظل الجوع أسلوب حياة يعيشه ملايين من الكوريين الشماليين.