كشف الجيش الليبي الأحد، 14 يونيو/حزيران 2020، أن المرتزقة الروس الذين يقاتلون بصفوف ميليشيا الجنرال المتقاعد خليفة حفتر، زرعوا الألغام داخل منازل مدينة سرت (شمال وسط) وخارجها، لـ"عرقلة تقدم قوات الجيش".
جاء ذلك في تصريح للناطق باسم غرفة عمليات تأمين وحماية سرت والجفرة، العميد الهادي دراة، نشرته الصفحة الرسمية للغرفة على "فيسبوك".
ألغام سرت: كما قال دراة: "مصادرنا من داخل مدينة سرت تؤكد قيام المرتزقة الروس بزرع الألغام داخل منازل المدينة وخارجها، إضافة إلى تلغيم منطقة غرب سرت بالكامل، لعرقلة تقدم قوات عملية دروب النصر (تابعة للجيش) واتهامها بالقيام بهذا الفعل الجبان".
من جانبها استخدمت ميليشيا حفتر وداعموها أسلوب زرع الألغام بمنازل المدنيين سابقاً، في تفخيخ المنازل بالمناطق المحرَّرة في العاصمة طرابلس، وكذلك في مدينة ترهونة، قبل مغادرتها، وهو ما أدانته الأمم المتحدة وقوى دولية.
كان الجيش الليبي أعلن الأيام الماضية إطلاق عملية "دروب النصر"، لتحرير مدن وبلدات شرق ووسط البلاد، في مقدمتها سرت والجفرة.
موقف تركيا: من جانبها أعلنت وزارة الدفاع التركية، السبت، إطلاق قواتها أعمال إزالة ألغام وعبوات ناسفة، زرعتها ميليشيا الجنرال خليفة حفتر في ليبيا.
حيث أوضحت الوزارة في بيان، أنه "مع تحرير المناطق التي كان يحتلها الجنرال الانقلابي حفتر، بدأت مرة أخرى أعمال إزالة الألغام التي زرعتها ميليشياته".
كما أشارت إلى أن القوات المسلحة التركية تقدم دعماً تدريبياً واستشارياً للجيش الليبي في المنطقة، بناء على دعوة الحكومة الليبية المعترف بها من قِبل الأمم المتحدة.
أضافت: "مع تحرير المناطق التي كان يحتلها الجنرال حفتر، وبهدف منع تعرُّض المدنيين الأبرياء للأذى، وتسهيل عودتهم بأمان إلى منازلهم، بدأ خبراء التخلص من القنابل، وفرق تدمير الألغام، والكشف عن المتفجرات اليدوية لدى القوات المسلحة التركية، في أعمال إزالة المتفجرات والألغام المزروعة من قِبل قوات الانقلابي حفتر، وإعادة الحياة إلى طبيعتها".
انتقادات ليبية: في حين انتقد عضو المجلس الأعلى للدولة، الليبي عبدالرحمن الشاطر، عدم تقديم دول داعية إلى العودة للمسار السياسي مساعداتٍ لإزالة الألغام التي زرعتها ميليشيا خليفة حفتر بطرابلس.
جاء ذلك في تغريدة للشاطر عبر حسابه في "تويتر"، مساء السبت.
كما قال الشاطر إن دعوات العودة للمسار السياسي "بلا معنى"، وتساهم في تكريس عدوان خليفة حفتر. وأضاف: "الدول التي تتحدث عن السلام في ليبيا والعودة للمسار السياسي، ماذا قدمت لنا من مساعدات لإزالة الألغام والمفخخات، التي أغرق بها جنرال الهزائم حفتر بيوت المواطنين في طرابلس الكبرى؟".
واستدرك: "يتحدثون عن وقف النار ولا يطفئون مخلفاتها". ولفت إلى أن دعوات هذه الدول (لم يحددها)، بلا معنى غير تكريس العدوان (من حفتر).
كذلك دعا الشاطر كافة السفارات المعتمدة في ليبيا لمساعدة السلطات في جهودها لإزالة الألغام والمفخخات التي زرعتها قوات حفتر في بيوت المواطنين.
ضحايا كثر: في السياق ذاته، ارتفع عدد قتلى انفجارات وقعت جنوبي العاصمة الليبية طرابلس إلى 7، نتيجة ألغام زرعتها ميليشيات الجنرال خليفة حفتر.
حيث قال المستشار الإعلامي لوزارة الصحة بالحكومة الليبية أمين الهاشمي، إن عدد قتلى انفجار ألغام زرعتها ميليشيات حفتر في الأحياء الجنوبية بطرابلس ارتفع إلى 7، بينهم مدنيون ورجال أمن، دون مزيد من التفاصيل.
أضاف الهاشمي للأناضول: "الانفجارات وقعت في أحياء طريق المطار ووادي الربيع وعين زارة". وأشار إلى وجود 10 مصابين آخرين جراء تلك الانفجارات.
في وقت سابق قال الهاشمي في تصريحات للأناضول، إن اثنين من فرق نزع الألغام (حكومية) في ليبيا قُتلا وأصيب 4 آخرون، إثر انفجار ألغام زرعتها ميليشيا حفتر بالأحياء الجنوبية لطرابلس.
يذكر أنه في 22 مايو/أيار 2020، أعلن الجيش الليبي أن ميليشيا حفتر زرعت ألغاماً قبل فرارها من تمركزاتها بالمنازل في محاور صلاح الدين، والمشروع، وعين زارة جنوبي طرابلس.
وبتحرير العاصمة طرابلس بالكامل من ميليشيا الانقلابي حفتر، ومن بعدها ترهونة وبني وليد، يفتح الجيش الليبي طريق تحرير الجفرة (وسط) والجنوب.
وبدعم من دول عربية وأوروبية، تُنازع ميليشيا حفتر، منذ سنوات، الحكومة الليبية المعترف بها دولياً، على الشرعية والسلطة في البلد الغني بالنفط، ما أسقط قتلى وجرحى بين المدنيين، بجانب أضرار مادية واسعة.