كشفت صحيفة The Guardian البريطانية، الجمعة 12 يونيو/حزيران 2020، أن حملة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الانتخابية ستطالب الحضور المدعوين للمشاركة في المهرجان الانتخابي الأول لترامب منذ بدء تفشي كورونا، بتوقيع تنازل يعفي الرئيس من أية مسؤولية تتعلق بالإصابات المرتبطة بالفيروس.
الصحيفة قالت إن الرئيس الأمريكي متحمس جداً لمهرجانه الانتخابي الأول منذ تفشي فيروس كورونا، والمنويّ عقده الجمعة 19 يونيو/حزيران، في مركز بوك (بنك أوكلاهوما)، بمدينة تولسا في ولاية أوكلاهوما.
المهرجان الأول لترامب يواجه انتقادين رئيسيين، الأول عقده في مكان مغلق يضم 19 ألف مقعد، ما قد يتسبب في انتشار فيروس كورونا بين الحاضرين، والثاني تزامنه مع عطلة سنوية بمناسبة ذكرى نهاية العبودية في الولايات المتحدة، حيث يحتفل به الأمريكيون من أصل إفريقي بوصفه يوم استقلال لهم.
توقيع تنازل: وللتغلب على العقبة الأولى، التي حصدت أرواح أكثر من 115 ألفاً في الولايات المتحدة، طلبت حملة ترامب من الداعمين توقيع تنازل ينصّ بوضوح على أنَّ الحملة غير مسؤولة إذا مَرِضَ أحدٌ جراء الاحتشاد مع آلاف آخرين في مساحة مغلقة أثناء المهرجان.
ينص التنازل على أنه ضمن إجراءات التسجيل يُقر الداعمون بأنَّهم يتحملون طوعاً جميع المخاطر المرتبطة بالتعرض لـ"كوفيد-19″، ويوافقون على عدم إلقاء المسؤولية على حملة ترامب أو مركز التجمع أو أي من المنظمين.
من جانبها، ردَّت هيلاري كلينتون التي خسرت أمام ترامب في انتخابات 2016 في تغريدة على هذه المطالبة، تقول فيها: "إذا كانت تجمعاتك الانتخابية تأتي مع تنازل عن المسؤولية فلا يجب أن تعقدها".
تاريخ أسود: نقطة الجدل الثانية التي أثارها المهرجان هي توقيته ومكانه، الذي يصادف مذبحة شهيرة شهدتها المدينة (توستا) في عام 1921، قتلت فيها عصابات من ذوي البشرة البيضاء ما يصل إلى 300 شخص أسمر، وأحرقوا مبانيهم، والذي تحول لاحقاً إلى مناسبة وطنية باسم ذكرى إعلان نهاية العبودية في الولايات المتحدة.
ورداً على اختيار حملة ترامب لهذا الموقع والتاريخ، غرّدت عضوة مجلس الشيوخ عن ولاية كاليفورنيا كامالا هاريس، التي يُتَوقَّع أن تتصدر قائمة بايدن المحتملة لمرشحي نائب الرئيس، قائلاً: "هذا ليس مجرد غمزة تودد للعنصريين البيض، بل بمثابة إقامة حفلة ترحيب منزلية لهم".
كما كتب عضو الكونغرس الأسمر، عن ولاية تكساس، آل جرين، عبر تغريدة على تويتر "المؤتمر الانتخابي لترامب بأعلام (حقبة) الكونفدرالية الأمريكية (رمز العبودية والعنصرية) في تولسا هو أكثر من صفعة على وجه الأمريكيين الأفارقة.. إنها عنصرية علنية من أعلى قيادة في البلاد".
إلا أنه في ظل معاناة الولايات المتحدة من البطالة الجماعية والقلق من الاحتجاجات المناهضة للعنصرية، يحاول ترامب توليد الزخم لحملة إعادة انتخابه، بعدما كشفت استطلاعات الرأي الأولية أنه يتخلف عن منافسه الديمقراطي جو بايدن في نسب التأييد. ومن ثم يجب عليه الفوز بأصوات المجمع الانتخابي في أوكلاهوما، وهي ولاية ذات تصويت جمهوري قوي.
كورونا في أمريكا: تأتي هذه المهرجان الانتخابية في الوقت الذي سجّلت الولايات المتّحدة الجمعة 839 وفاة إضافيّة جرّاء فيروس كورونا المستجدّ خلال 24 ساعة، ليرتفع بذلك إجمالي الوفيات الناجمة عن الوباء في هذا البلد إلى 114,613، حسب حصيلة أعدّتها جامعة جونز هوبكنز.
وأظهرت بيانات نشرتها الجامعة التي تُعتبر مرجعاً في تتبّع الإصابات والوفيات الناجمة عن فيروس كورونا المستجدّ، أنّ الولايات المتحدة هي البلد الأكثر تضرراً من حيث عدد الوفيات، وكذلك الإصابات (2,044,572).
وما زالت الولايات المتّحدة تسجّل أكثر من 20 ألف إصابة جديدة بالفيروس يومياً، وتجد صعوبة في خفض هذا الرقم.