أكد وزير الخارجية الإيطالي، لويجي دي مايو، أن صفقة بيع فرقاطتين حربيتين لمصر، لم تتم بعد، وذلك بعد أن دعت لجنة في البرلمان الإيطالي إلى إجراء مشاورات مع رئيس الوزراء بشأن الوفاة الغامضة لطالب الدكتوراه الإيطالي جوليو ريجيني في القاهرة، كما أن هناك قلقاً إيطاليّاً من وضعية حقوق الإنسان بمصر.
تقرير لوكالة Bloomberg الأمريكية، نُشر الخميس 11 يونيو/حزيران 2020، نقل تصريحاً لدي مايو، قال فيه إن الحكومة تواصل إجراء تقييم سياسي للصفقة المتعلقة بسفينتين صُمِّمتا في الأصل للبحرية الإيطالية.
صفقة ضخمة: على خلاف تصريح وزير الخارجية الإيطالي، أفادت صحف إيطالية في وقت سابق من هذا الأسبوع، بأن البلاد قد وافقت بالفعل على عملية البيع مقابل أكثر من مليار يورو (1.1 مليار دولار)، في صفقةٍ بين رئيس الوزراء جوزيبي كونتي والرئيس المصري عبدالفتاح السيسي.
صحيفة Corriere della Serak كتبت، الخميس، أن صفقات بيع أسلحةٍ أكثر ربحاً للقاهرة تتراوح قيمتها الإجمالية بين 9 مليارات يورو (10.26 مليار دولار) و11 مليار يورو (12.54 مليار دولار)، قد تكون على المحك.
من شأن صفقات بهذا الحجم أن تكون بمثابة إنعاش للشركات التي تعاني ضائقةً مثل شركة Fincantieri SpA لصناعة السفن، وشركة Leonardo SpA التي تعمل في مجال الدفاع.
حقوق الإنسان وحادثة ريجيني: إضافةً إلى القلق العام إزاء حالة حقوق الإنسان بمصر، أثّرت حادثة تعذيب وقتل ريجيني في ظروفٍ غامضة بالقاهرة عام 2016، سلباً على العلاقات الدبلوماسية والتجارية بين البلدين.
قال دي مايو في البرلمان، إن روما لا تزال تنتظر النتائج النهائية للتحقيق في وفاة الطالب.
وقال دي مايو في تصريحاتٍ نقلتها وكالة الأنباء الإيطالية ANSA: "مطالبتنا المستمرة بإحراز تقدم كبير في التحقيق في القضية لا تزال ثابتة".
رداً على أسئلة خلال جلسة استماع برلمانية، قال وزير الخارجية الإيطالي، إن مصر "مُحاور سياسي مهم في منطقة البحر الأبيض المتوسط". وأضاف أن روما تنتظر إحراز تقدُّم في التحقيق الخاص بمقتل ريجيني.
اختفى ريجني (28 عاماً)، في العاصمة المصرية بينما كان يجري بحثاً للحصول على الدكتوراه بجامعة كامبريدج.
فيما قالت وكالة الأنباء الإيطالية، إن ممثلي الادعاء في روما ركزوا على خمسة من أفراد قوات الأمن المصرية؛ لاشتباهٍ في تورطهم بجريمة القتل؛ وهو الأمر الذي أدى إلى توتر العلاقات بين البلدين.
الأضخم في تاريخ البلدين: الأسبوع الماضي، ووصفت صحيفة "لاريبوبليكا" الإيطالية، هذه الصفقة، بأنها "الأضخم في تاريخ البلدين"، بالنظر إلى حجم الأسلحة وعددها، بالإضافة إلى يمتها الكبيرة.
الصحيفة، أكدت بأن حكومة جوزيبي تعتزم فعلا المضي قدما في هذه الصفقة، وذلك على الرغم من المشاكل الكبيرة التي تعاني منها مصر بسبب تضرر اقتصادها من تداعيات تفشي جائحة كورونا.
كما أكدت ايضا بأن هذه الصفقة تشمل 24 مقاتلة من طراز يوروفايتر تايفون متعددة المهام، و24 طائرة إيرماكي إم-346 للقتال الخفيف والتدريب المتقدم، بالإضافة إلى مروحيات من طراز AW149، وكذا قمر للاستطلاع والتصوير الراداري، ناهيك عن 20 زورقا مسلحا من فئة "Falaj II" لعمل دوريات.