رفعت شركة أرامكو السعودية، مزود النفط الرئيسي في المملكة، الأربعاء 10 يونيو/حزيران 2020، أسعار البنزين لشهر يونيو/حزيران الجاري بنسبة 34.3% لبنزين 91 أوكتان، و31.7% لـ95 أوكتان عن مايو/أيار الماضي.
الشركة قالت في بيان لها إنه اعتباراً من الخميس 11 يونيو/حزيران 2020 ستكون أسعار بنزين 91 أوكتان عند 0.90 ريال (0.24 دولار) لكل لتر، من 0.67 ريال (0.178 دولار)، في الأسواق السعودية.
بينما سترتفع أسعار بنزين 95 أوكتان إلى 1.08 ريال (0.29 دولار)، من 0.82 ريال (0.218 دولار) لكل لتر.
ويتزامن القرار مع ارتفاع أسعار النفط بعد تراجعات حادة مع تفشي فيروس كورونا وتهاوي الطلب على الخام.
منذ مارس/آذار الماضي، بدأت "أرامكو" السعودية تراجع أسعار البنزين شهرياً، بعد أن كانت تراجعها كل 3 أشهر.
ورفعت السعودية، أكبر مُصدر نفط في العالم بمتوسط 7 ملايين برميل يومياً، الدعم عن أسعار البنزين وبدأت مراجعته اعتباراً من مطلع 2018.
اتفاق أوبك: يأتي هذا بعد أن خرجت الدول المنتجة للنفط، في بداية يونيو/حزيران 2020، باتفاق جديد لتمديد التخفيضات غير المسبوقة في إنتاج النفط والتي بدأت منذ مايو/أيار، وذلك حتى نهاية يوليو/تموز، بموافقة كل المشاركين من دول "الأوبك+" إلا المكسيك التي رفضت ذلك.
وكانت مجموعة "أوبك+"، المؤلفة من أعضاء أوبك بقيادة السعودية وحلفاء بقيادة روسيا، اتفقت في أبريل/نيسان على خفض المعروض 9.7 مليون برميل يومياً في مايو/أيار ويونيو/حزيران لتدعيم الأسعار التي هوت إلى ما تحت الصفر، مع حرب الأسعار التي اشتعلت بين السعودية وروسيا، وكذلك أزمة تفشي كورونا التي قتلت سوق الطلب على النفط.
وكان من المقرر تقليص التخفيضات إلى 7.7 مليون برميل يومياً، من يوليو/تموز إلى ديسمبر/كانون اﻷول، لكن "أوبك+" اتفقت، السبت، على تمديد تخفيضات الإنتاج حتى نهاية يوليو/تموز.
أزمة اقتصادية: وتعاني السعودية، أكبر مصدر للنفط في العالم، من الانخفاض التاريخي في أسعار الخام في حين ستقلص الإجراءات المتخذة للحد من تفشي فيروس كورونا على الأرجح من وتيرة وحجم الإصلاحات الاقتصادية التي دشنها ولي العهد الأمير محمد بن سلمان.
كما هوت احتياطيات النقد الأجنبي لدى البنك المركزي السعودي في مارس/آذار بأسرع وتيرة، فيما لا يقل عن عقدين لتبلغ أدنى مستوى منذ عام 2011، بينما سجلت المملكة عجزاً قيمته تسعة مليارات دولار في الربع الأول من العام بسبب انهيار إيرادات النفط.
وزير المالية السعودي محمد الجدعان قال في وقت سابق إن بلاده ستتخذ إجراءات صارمة ومؤلمة للتعامل مع آثار فيروس كورونا، مضيفاً أن "جميع الخيارات للتعامل مع الأزمة مفتوحة حالياً".
مضيفاً في مقتطفات نشرتها قناة "العربية": "يجب أن نخفض مصروفات الميزانية بشدة" مضيفاً أن أثر الفيروس على المالية العامة السعودية سيظهر اعتباراً من الربع الثاني من العام.
تابع الوزير: "المالية السعودية تحتاج إلى ضبط أكبر والطريق أمامنا طويل"، موضحاً أن أحد الإجراءات هو إبطاء تنفيذ بعض المشروعات الحكومية ومنها مشروعات ضخمة لتقليل الإنفاق.
ارتفاع الأسعار: وعلى وقع الاتفاق الجديد، ارتفع خام القياس برنت إلى أعلى مستوياته في ثلاثة أشهر، السبت، متجاوزاً 42 دولاراً للبرميل، بعد أن انخفض لما دون 20 دولاراً للبرميل في أبريل/نيسان. لكن الأسعار ما زالت منخفضة بمقدار الثلث عنها في نهاية 2019.
بيورنار تونهاوجن، من "ريستاد إنرجي"، قال: "نتوقع أن تصبح الأسعار قوية اعتباراً من يوم الإثنين وتحافظ على مستوياتها فوق 40 دولاراً".