أزالت مدينة فريدريكسبرغ، في ولاية فيرجينيا الأمريكية، كتلةً حجريةً ترمز إلى المكان الذي كانت تُقام فيه مزادات تجارة الرقيق للأمريكيين من أصول إفريقية، بينما تتواصل الاحتجاجات المنددة بالشرطة والعنصرية تجاه السود، بعد مقتل المواطن الأمريكي من أصول إفريقية جورج فلويد خنقاً على يد الشرطة.
حسب تقرير لشبكة CNN الأمريكية، نُشر الثلاثاء 9 يونيو/حزيران 2020، أزيلت الكتلة الحجرية، البالغ وزنها 362 كيلوغراماً من زاوية في وسط المدينة، في صباح الجمعة 5 يونيو/حزيران، عقب ما يقرب من عامين من المشاورات بين أعضاء مجلس المدينة، وشهور من الإجراءات القانونية التي هددت بإبقاء الكتلة، وكذلك أسابيع من التأجيل نتيجة القيود المفروضة بسبب كورونا.
رمز للرِّق والعبودية: قال جون هينيسي، كبير المؤرخين في فريدريكسبيرغ ومتنزه سبوتسيلفانيا العسكري الوطني: "كانت مؤسسة الرِّق محورية في مجتمع ما قبل الحرب الأهلية. وانتقلت الصدمة الناتجة عن ذلك عبر الأجيال. وأصبحت الكتلة تجسيداً لآلام الحاضر والماضي في هذا المجتمع".
عرّفت التقاليد والسجلات المحلية، وحتى تصريحات من أمريكيين من أصول إفريقية، الكتلة الحجرية المرتفعة بأنها مكان اعتادوا بيع الرقيق فيه. وتذكر المدينة على موقعها على الإنترنت: "لا يوجد اقتباس مباشر يشير إلى أنَّ الرقيق وقفوا على هذه الكتلة بغرض بيعهم، لكن هناك تصريحات أدلى بها أمريكيون من أصل إفريقي في سنوات ما بعد الحرب الأهلية، تفيد ببيعهم في ذلك الركن".
مواقع أخرى مثيرة للجدل: بينما تُزَال مواقع أخرى مثيرة للجدل بنفس القدر، التي كانت محل نقاش على مستوى الدولة، في خضم احتجاجات بعد وفاة أحمد أربري وبريونا تايلور وجورج فلويد.
وفي فريدريكسبيرغ، أصبحت صخرة مزادات الرقيق موقعاً للاحتجاجات، ووُسِمَت مؤخراً بطلاء أحمر وأخضر وأبيض.
في هذا السياق، قال عضو مجلس المدينة تشاك فري: "أعتقد أنَّ التأثير المرغوب حدث حين وقف مئات الأشخاص عند الصخرة وهتفوا: أزيلوها".
كان فري، الأمريكي الإفريقي الوحيد في مجلس المدينة، قد اقترح إزالة صخرة مزادات الرقيق في فريدريكسبيرغ في عام 2017، بعد وقت قصير من مسيرة "وحدوا اليمين" الدموية المؤيدة لسيادة الجنس الأبيض في شارلوتسفيل، فيرجينيا، على بعد ساعة ونصف الساعة بالسيارة، غرب فريدريكسبيرغ.
الأمر لم يكن سهلاً: بعد مشاورات صوَّت جميع أعضاء مجلس المدينة، باستثناء فري، على إبقاء الصخرة مكانَها، مع إضافة السياق التاريخي للموقع. وقال فري: "كان الأمر مريعاً. في تلك اللحظة شعرت أنني في جزيرة منعزلة".
من جانبها، قالت عمدة المدينة ماري كاثرين غرينلو: "كانت صخرة مزادات الرقيق هي محل النقاش، لكن ما انتهى الحوار إليه في الحقيقة هو أحداث تاريخية من الظلم والتحيز العنصري".
بعدها طرح فري اقتراحه لإزالة الحجر مرة أخرى. وفي نوفمبر/تشرين الثاني، صوّت مجلس المدينة بالموافقة على إزالته بواقع 6 أصوات مقابل صوت.
لكن بعد أشهر قليلة من التصويت قدّمت شركتان محليتان عريضة لإبقاء الصخرة في مكانها، حسبما ذكرت صحيفة Free Lance-Star. وحكم قاضٍ لصالح المدينة، لكن واحدة من الشركتين طلبت من المحكمة العليا في فيرجينيا منع إزالة الصخرة في أثناء الاستئناف على قرار القاضي.
وفقاً للمدينة، لم تنتهِ العقبات القانونية حتى 1 أبريل/نيسان، أي بعد أسابيع من فرض حالة الطوارئ في ولاية فرجينيا بسبب فيروس كورونا المستجد. ثم أزيلت صخرة مزادات الرقيق عندما دخلت الولاية "المرحلة الثانية" من إرشاداتها بشأن تخفيف القيود الخاصة بالصحة العامة.