في مشهد مشابه لطريقة اعتقال جورج فلويد من قِبل الشرطة والتي أدت إلى مقتله، تكررت الواقعة من جديد في ولاية فرجينيا، عندما اعتقل عدد من عناصر الشرطة بطريقة عنيفة رجلاً من أصحاب البشرة السوداء أيضاً، وطرحوه أرضاً بعد استخدام مسدس كهربائي، والجثو على جسده، ما جعل الرجل يكرر العبارة التي كان فلويد قد قالها قبل وفاته.
"لا أستطيع التنفس": وسائل إعلام أمريكية من بينها صحيفتا Washington Post، وNew York Times، وشبكة Cnn، تحدثت عن فيديو مؤرخ بيوم الجمعة 6 يونيو/حزيران 2020، حيث يُظهر الحادثة التي وقعت في مقاطعة فيرفاكس، وأظهرت طريقة الاعتقال القاسية التي تعرض لها الرجل.
يظهر في الفيديو رجل أسود مُحاط بعدد من رجال الشرطة، وفي جوارهم سيارة للإسعاف، وقالت صحيفة New York Times إن ضابط الشرطة تايلر تيمبرلينك وصل إلى المكان وأطلق المسدس الكهربائي تجاه جسد الرجل ما أوقعه على الأرض وجعله يتألم.
تُظهر اللقطات التي سجلتها كاميرا مثبتة على جسد الضابط، كيف انقض تيمبرلينك وبقية زملائه من الشرطة على جسد الرجل الذي كان يصرخ من ألمه، ووضع أحدهم ركبته على رقبة الموقوف الذي صرخ بعد ذلك قائلاً: "لا أستطيع التنفس"، وهي نفس العبارة التي رددها فلويد قبل أن يلفظ أنفاسه الأخيرة أثناء اعتقاله في مينيابوليس.
أشارت New York Times، نقلاً عن محامي مقاطعة فيرفاكس، أن الضابط تيمبرلينك تم إيقافه ويواجه الآن اتهامات بالاعتداء والضرب، ومن المُحتمل أن يواجه عقوبة السجن لمدة تصل إلى 36 شهراً.
غضب من الحادثة: في مؤتمر صحفي عُقد مساء السبت 7 يونيو/حزيران 2020، قال قائد الشرطة إدوين روسلر جونيور إن الفيديو "أظهر الضابط الذي ينتهك سياسات استخدام القوة وارتكب أعمالاً إجرامية تنتهك يمين منصبنا وتجاهل قدسية الحياة البشرية".
أشار روسلر إلى أن "الفيديو يقوض ثقة الجمهور بضباط الشرطة، وليس فقط في مقاطعة فيرفاكس ولكن في جميع أنحاء العالم"، مضيفاً أن هذه الأعمال "غير مقبولة ولن يكون هنالك تسامح معها"، بحسب ما ذكرته شبكة CNN.
روى روسلر تفاصيل عن الحادثة، وقال إن شخصاً اتصل بالشرطة وأخبرهم بأن رجلاً يمشي في الشارع ويقول إنه بحاجة إلى الأكسجين، وبينما كان الشرطي يصعق الرجل بالمسدس الكهربائي كان يقول بسخرية: "يحتاج جسدك إلى الأكسجين".
أضاف روسلر أن شرطياً آخر حاول قبل أن يتدخل تيمبرلينك أن يخفف من حدة الموقف، "ولذلك فليس من الواضح لماذا استخدم تيمبرلينك المسدس الصاعق"، مضيفاً أنه "تم إعفاء جميع الضباط الذين كانوا في موقع الحادثة من الخدمة".
ووفقاً لصحيفة Washington Post فإن الرجل الذي تم إيقافه نُقل إلى مستشفى محلي، وأطلق سراحة، بحسب ما قالت الشرطة، التي أشارت أيضاً إلى أنه تلقى علاجاً من إصابات لا يُعتقد أنها مُهددة لحياته.
احتجاجات مستمرة: وبينما كانت شرطة فيرفاكس تعامل الرجل بهذه الطريقة العنيفة، كانت ولايات أمريكية عدة تواصل احتجاجاتها على مقتل فلويد، للمطالبة بالعدالة ومُحاسبة الشرطة الذين تسببوا بوفاته، وإيقاف عمليات الاعتقال التعسفي التي يتعرض لها السود.
يأتي ذلك بينما أعلن مجلس مدينة مينيابوليس الأمريكية، حيث وُلد وقُتل فلويد، الأحد 7 يونيو/حزيران 2020، نيته حل إدارة الشرطة بالكامل، وفقاً لما ذكرته شبكة Cnn.
في هذا السياق، قالت رئيسة مجلس المدينة ليزا بندر: "التزامنا هو إنهاء علاقة مدينتنا السامة مع إدارة شرطة مينيابوليس، وإنهاء أعمال الشرطة كما نعرفها، وإعادة إنشاء أنظمة للسلامة العامة تبقينا آمنين بشكل واقعي".