تداول نشطاء على موقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو لضابط شرطة أمريكي، يحاول مواساة طفلة تبلغ من العمر خمس سنوات وهي تبكي بشدة خوفاً من أن يقوم بالاعتداء عليها، خلال مشاركتها في تظاهرة اندلعت جراء مقتل مواطن أمريكي من أصل إفريقي "أسود" على يد ضابط شرطة أبيض.
مقطع الفيديو تداوله النشطاء الجمعة 5 يونيو/حزيران 2020، ويضم فتاة تسير مع والدها في أحد شوارع مدينة هيوستن في تكساس، أثناء مشاركتهما في تظاهرة للتضامن مع عائلة جورج فلويد ضحية العنصرية في أمريكا.
حوار مع الضابط: الفيديو تضمن حواراً بين الفتاة، وضابط الشرطة الأمريكي، فبعد أن انفجرت الفتاة في البكاء عقب رؤيتها الضابط خوفاً من أن يقوم بإطلاق النار عليها، ذهب إليها الضابط وجثا على ركبتيه وعانقها من أجل تهدئتها.
حيث سألت الفتاة الضابطَ، هل ستطلق النار علينا؟، فرد الضابط: "نحن هنا لحمايتك لا تقلقي، فلن نؤذيك، تستطيعين التظاهر والاحتفال، فقط لا تقومي بتحطيم أي شيء".
نشر الجيش: يأتي ذلك في الوقت الذي كشف فيه مسؤول أمريكي كبير أن الرئيس دونالد ترامب قال لمستشاريه إنه يريد نشر 10 آلاف جندي في منطقة العاصمة واشنطن، لوقف اضطرابات مدنية تفجرت نتيجة مقتل مواطن أسود على أيدي الشرطة في مدينة مينيابوليس.
تبين هذه الرواية لمطلب ترامب خلال حوار ساخن في المكتب البيضاوي بالبيت الأبيض يوم الإثنين إلى أي مدى أوشك الرئيس على تنفيذ تهديده بنشر قوات الجيش النظامية رغم معارضة قيادات وزارة الدفاع.
قال المسؤول، الذي طلب عدم ذكر اسمه، إن وزير الدفاع مارك إسبر والجنرال مارك ميلي رئيس هيئة الأركان المشتركة ووزير العدل وليام بار أوصوا في ذلك الاجتماع بعدم نشر القوات.
وأضاف المسؤول أن الاجتماع شهد خلافات في الرأي. ولم يرد البيت الأبيض بعد على طلب للتعليق.
نشر قوات الحرس: وبدا ترامب منذ ذلك الحين راضياً عن نشر قوات الحرس الوطني وهو الخيار الذي أوصت به وزارة الدفاع ويعد أداة تقليدية في التعامل مع الأزمات الداخلية.
كانت قيادات وزارة الدفاع سارعت إلى الاتصال بحكام الولايات للمطالبة بإرسال قوات الحرس الوطني إلى واشنطن، وجرت تعبئة المزيد من أجهزة إنفاذ القانون الاتحادية أيضاً.
وبدا من المهم لترامب خطوة إسبر بتحريك وليس نشر جنود نظاميين من الفرقة 82 المحمولة جواً ووحدات أخرى في منطقة واشنطن العاصمة. وغادرت تلك القوات مواقعها منذ ذلك الحين.
قال المسؤول "وجود قوات عاملة دون أن يكون لها وجود في المدينة كان كافياً بالنسبة للرئيس في الوقت الحالي".
تلويح ترامب: وكان تلويح ترامب باستخدام الجيش رداً على الاحتجاجات أثار تنديداً واسع النطاق غير مألوف من المسؤولين العسكريين السابقين؛ بمن فيهم جيم ماتيس أول وزير للدفاع في رئاسة ترامب وجنرالات متقاعدين عادة ما يحاولون تجنب الخوض في السياسة.
تعكس هذه التصريحات حالة القلق داخل وزارة الدفاع وخارجها إزاء استعداد ترامب للزج بالجيش الأمريكي في أزمة علاقات عرقية داخلية، بعد وفاة جورج فلويد (46 عاماً) عقب قيام شرطي بالضغط بركبته على رقبته في مدينة مينيابوليس يوم 25 مايو/أيار 2020، الأمر الذي فجر موجة من الاحتجاجات المناوئة للعنصرية بأنحاء الولايات المتحدة ومدن أخرى حول العالم.