أطلق عدد كبير من النشطاء التونسيين وغير التونسيين على مواقع التواصل الاجتماعي، الخميس 4 يونيو/ حزيران، هاشتاغ "#غنوشي_لست_وحدك"، تعبيراً عن دعمهم لرئيس البرلمان التونسي، إثر الهجمة الشرسة التي تعرض لها داخلياً، من قِبل أعضاء في مجلس النواب، وخارجياً من الإعلام السعودي، والإماراتي، والمصري.
ففي الساعات الأخيرة الماضية، تداول مئات من الأشخاص على "تويتر" هذا الهاشتاغ، معبرين عن دعمهم وتضامنهم مع الغنوشي، ومستعرضين أبرز مواقفه، قبل وبعد الثورة التونسية، ومستنكرين التدخل الأجنبي في الشؤون الداخلية للبلاد، خاصة من الإمارات والسعودية.
رجل مواقف: عبدالوهاب الساري، وهو كاتب صحفي كويتي، كتب، الخميس، تغريدة على حسابه "تويتر"، يدعو فيها الشباب في كل العالم العربي، إلى إعادة تكرار الهاشتاغ الذي يدعم الغنوسي.
كتب "الساري" في تغريدته قائلاً: '"دعوة إلى الشباب بالتوجه لهاشتاغ #غنوشي_لست_وحدك؛ لدعم رجل يريد الإصلاح ما استطاع، لراشد بحق، يواجه طوفاناً من الحقد والعدوان.. أدعو الشباب للهتاف كتابياً لعلّ أبناء #تونس يسمعون ويكون لهم وقفة تضامنية مُباركة تُرفعُ فيها صورة رجل تحمّل الكثير من الأذى".
في تغريدة سابقة قال "الساري": "#غنوشي_لست_وحدك، بل مِن خلفك أنصار بالملايين يرون خُلُقك العظيم وأنت تُطبْق التغافل عن أصوات مأجورة تريد بالخضراء السوء والشر.. وإننا ننتظر من رجال #تونس أن يكونوا على جانبك الأيمن، لتصد بشيب السنين مؤامرات جاءت مع رياح (الشيطان)… نصرك الله يا أيها التقي الزاهد".
بدوره كتب الصحفي محمد المختار خليل قائلاً: "#غنوشي_لست_وحدك، فمعك وأمامك وخلفك وعن يمينك وعن شمالك كل رافضي الظلم مُحبي الحرية".
كذلك، ردد عدد كبير من التونسيين هذا الهاشتاغ، معبرين عن رفضهم لـ"أنصار الثورة المضادة"؛ من أجل العبث بمهد "الربيع اللعربي".
لماذا تتدخلون في شؤوننا؟ اليوم أيضاً، تداول آلاف من النشطاء العرب، على مواقع التواصل الاجتماعي، شريط مداخلة لنائب تونسي، يهاجم فيه التدخل الإماراتي والسعودي في الشؤون الداخلية لتونس، كما فعلوا ببلدان عربية أخرى، على غرار سوريا واليمن، والآن ليبيا.
يقول النائب البرلماني: "كل التعازي كذلك من القنوات العبرية و(الغد) و(سكاي نيوز) إلى آل ناقص وآل منشار وآل طحنون، ونقول لهم: أدام الله خيباتكم وهزائمهم، ونقول لهم: لَم نتدخل في شؤونكم وفي انتخابات أجمل ناقة وأجمل ماعز، فلماذا تحشرون أنوفكم في شؤوننا؟!".
كما أضاف: "لماذا تتدخلون في انتخاباتنا؟ ومتى ستكفُّون عن التسلية بدمائنا ودماء إخواننا في اليمن الذين عجنتموهم تحت الأسمنت وإخواننا في سوريا؟ الآلاف الذين قُتلوا بأموالكم، الآلاف في ليبيا، طرابلس التي تقصف منذ أكثر من عام والجميع صامتون، الدم الليبي لم يكن يعني لهم، الآن تتحركون لنصرة ذلك العميل المنقلب".
النائب التونسي قال أيضاً في المداخلة نفسها: "أدين تدخُّل البعض من غير المسؤولين الذين يعرّضون حياة التونسيين للخطر، عندما يزعمون كذباً أن هناك تهريب سلاح إلى ليبيا، هؤلاء لا يعرفون أنهم يعرّضون حياة التونسيين لخطر الانتقام والتصفية، هؤلاء غير مسؤولين إطلاقاً".
هجمة شرسة: في الآن ذاته، واصلت عديد من وسائل الإعلام الإماراتية والسعودية، والمصرية، تهجمها على الغنوشي، مستغلةً مداخلة لإحدى النائبات البرلمانيات، والمنتمية إلى أحد الأحزاب، والتي أثير حولها جدل واسع في الفترة الأخيرة.
قناة "العربية" السعودية احتفت بهذه النائبة البرلمانية، ووصفتها بـ"المرأة الحديدية"، كما كتبت تقريراً بعنوان "المرأة الحديدية.. تونسيون يحيّون جرأة عبير موسى بوجه الغنوشي".
الأمر نفسه بالنسبة لموقع "اليوم السابع" المصري، الذي نشر "خبراً"، نقلاً عن "مصدر برلماني تونسي"، يقول إن الغنوشي عرض على عبير موسى رئاسة الحكومة مقابل السكوت عنه.
نقلُ الحرب لتونس: الخميس، حذَّر رئيس البرلمان التونسي من مساعي نقل الحرب الدائرة في ليبيا إلى بلاده، مشدداً على أهمية التمسك بالوصول إلى حل سلمي في البلد الجار.
جاء ذلك في جلسة حوار حول الدبلوماسية البرلمانية بشأن الوضع في ليبيا، انتهت في ساعة مبكرة من صباح الخميس بمقر البرلمان التونسي.
الغنوشي حذَّر من "سعي بعض الأطراف (لم يسمّها) إلى نقل الحرب الدائرة في ليبيا إلى تونس (..) فالموقف الرسمي يدعو إلى تقريب وجهات النظر بين الأشقاء الليبيِّين ووقف الحرب".
كما قال إننا "لم ننتصر في ليبيا لطرف على طرف آخر، بل كانت أهدافنا واحدة وهي خدمة المصلحة الوطنية ولا شيء غيرها، فما يجمعنا بالليبيين علاقات اقتصادية وتجارية وأُخوة متينة".
وأضاف: "كنا وما نزال مع الحل السلمي في ليبيا (..) من المهم أن يكون الحل ليبيّاً-ليبيّاً، في إطار سياسي سلمي".
تأتي تصريحات الغنوشي ردّاً على انتقادات وُجِّهت إليه بعد تهنئته رئيس الحكومة الليبية، فايز السراج، بـ"استعادة قاعدة الوطية الاستراتيجية"، عبر اتصال هاتفي في 19 مايو/أيار الماضي.