كشف صحفيون أمريكيون أن البيت الأبيض نشر على صفحته بموقع التواصل الاجتماعي تويتر فيديو مزيفاً يتهم فيه حركة "أنتيفا" بالقيام بأعمال "إرهاب داخلي" من خلال ترك أكوام من الأحجار كي يستخدمها المحتجون، قبل أن تضطر إدارة البيت الأبيض إلى حذف المنشور.
فيديو مزيف: حسب ما ذكره تقرير صحيفة The Independent البريطانية، الجمعة 5 يونيو/حزيران 2020، أظهر الفيديو المجمع أكواماً من الأحجار في مدن عدة بأنحاء الدولة، مع تعليق يدعي أن أنتيفا -حركة محتجين يسارية مناهضة للفاشية- و"أناركيين محترفين" يخترقون المجتمعات الأمريكية ويرتبون الأحجار لتكون مثل الأسلحة. وقال التعليق: "هذه أعمال إرهاب داخلي".
بحلول الوقت الذي نشر فيه البيت الأبيض الفيديو، كان الصحفيون قد فحصوا بالفعل أغلب المقاطع المُجمَّعة وتبينوا كذبها. وبعد توضيح ذلك، حذف البيت الأبيض بهدوء الفيديو من دون تقديم أي تفسير أو الإعراب عن تراجعه.
على الرغم من حذفه، حصل الفيديو على أكثر من مليون مشاهدة وساهم في دعم رواية أنَّ الاحتجاجات المناهضة لمقتل جورج فلويد لا تتعلق بوحشية الشرطة أو العنصرية النظامية، لكنها ممولة جيداً ومنظمة جيداً من جانب اليساريين المتطرفين لإحداث فتنة ومعاناة في أنحاء الولايات المتحدة.
البيت الأبيض يصرّ على توريطهم: حفظ موقع The Intercept الإخباري نسخة من الفيديو قبل حذفه، وحلَّل المقاطع المُجمَّعة فيه.
وجد محققون مختصون في المصادر العلنية أنَّ جميع أكوام الحجارة التي ظهرت في الفيديو كانت موضوعة في تلك الأماكن قبل احتجاجات جورج فلويد.
في أحد المقاطع، أشار محتج إلى كومة من الطوب خارج مبنى محكمة مقاطعة دالاس، وتوقع أنها وُضِعَت هناك للتسبب في إثارة الشغب، ووصف الأمر بـ"الفخ".
ومع ذلك، أظهرت صور وفيديوهات، بتاريخ 5 مايو/أيار، من الموقع نفسه أنَّ الأحجار كانت موجودة هناك منذ ما لا يقل عن 3 أسابيع قبل مقتل فلويد.
تضمن الفيديو مقطعاً آخر تظهر فيه صناديق بلاستيكية زرقاء مليئة بقوالب طوب تُرِكَت في ناصية شارع بالقرب من صندوق قمامة. وفُضِح كذب هذا الفيديو عندما قال مارك تريغيير، عضو مجلس مدينة نيويورك، الذي يعيش في المنطقة التي يُزعَم أنَّ الطوب فيها، إنَّ الصناديق تضم مواد بناء من موقع بناء قريب.
إلى جانب الفضح الصريح لمزاعم البيت الأبيض بأنَّ الأناركيين هم من تركوا الطوب والأحجار في الشوارع، كشف مكتب التحقيقات الفيدرالي أنه لم يتلقَّ "أية معلومات استخبارية" تشير إلى مشاركة مجموعة "أنتيفا" في تنظيم الاحتجاجات، على الرغم من إصرار البيت الأبيض على تورطهم.