نشرت الصفحة الرسمية لما يُعرف باسم عملية "بركان الغضب"، التابعة لحكومة الوفاق الليبية المعترف بها دولياً، الأربعاء 3 يونيو/حزيران 2020، مقطع فيديو، قالت إنه تم الحصول عليه من لا سلكي أحد عناصر قوات الجنرال المتقاعد خليفة حفتر، يتضمن حديثاً عن المعارك الدائرة في مطار طرابلس الدولي.
كانت قوات الحكومة الليبية قد حررت، الأربعاء، بشكل كامل، مطار طرابلس الدولي جنوب العاصمة (غرب)، بحسب متحدث عسكري حكومي. جاء ذلك بعد ساعات من إعلان الجيش الليبي رسمياً، انطلاق عملية تحرير المطار من ميليشيا الجنرال المتقاعد خليفة حفتر.
مقطع فيديو: تضمنت لقطات الفيديو المصورة حديثاً من أحد الأشخاص "غير موجود في المقطع المصور"، لعناصر الجنرال خليفة حفتر في مطار طرابلس، يطالبهم فيه بتدمير كل ما يعجزون عن نقله معهم من المطار للخارج، قائلاً لهم: "اللي ماتقدروش تطلّعوه تشو فيه النار"، في إشارة إلى ضرورة إحراقه بالنيران وتدميره؛ حتى لا يقع في أيدي قوات حكومة الوفاق.
فيما تضمّن مقطع فيديو آخر نشرته صفحة عملية "بركان الغضب" أيضاً على فيسبوك، مطاردات سريعة يقوم بها عناصر من قوات حكومة الوفاق لعناصر قوات خليفة حفتر التي تفر هاربةً من المطار بعد وقوعه في أيدي الحكومة الليبية المعترف بها دولياً.
كان المتحدث باسم المركز الإعلامي لعملية "بركان الغضب"، مصطفى المجعي، قال لـ"الأناضول"، إن قواتهم أحكمت سيطرتها بشكل كامل على مطار طرابلس الدولي، بعد عام من سيطرة ميليشيات حفتر عليه.
عملية عسكرية: و"بركان الغضب" عملية عسكرية أطلقتها الحكومة الليبية، المعترف بها دولياً، لصدّ هجوم متعثر تشنه ميليشيا حفتر، منذ 4 أبريل/نيسان 2019، للسيطرة على العاصمة طرابلس، مقر الحكومة، مما أسقط قتلى وجرحى بين المدنيين، بجانب أضرار مادية واسعة.
أضاف أن القوات الحكومية بدأت بتمشيط المطار، لتبدأ بعدها سريّة الهندسة العسكرية بمسحه، للتعامل مع أي ألغام تركتها ميليشيات حفتر.
أوضح المجعي أن ميليشيات حفتر، التي كانت متحصنة بالمطار، فرَّت باتجاه منطقة "قصر بن غشير" جنوب طرابلس، لكي تتجه بعدها إلى مدينة ترهونة (جنوب شرقي العاصمة).
إلى ذلك فقد بدأ الجيش الليبي، في وقت سابق من الأربعاء، هجوماً من 3 محاور؛ لاستعادة ترهونة.
مطار طرابلس: ويخدم مطار طرابلس الدولي العاصمة الليبية، ويبعد عنها نحو 27 كم، ويقع في منطقة "قصر بن غشير".
لكن تم إغلاق المطار وإيقاف العمل فيه منذ عام 2014، بسبب أضرار كبيرة لحقت به، من جراء اشتباكات شهدها آنذاك، بين قوات "فجر ليبيا"، التي كانت تتبع الحكومة، وميليشيا الزنتان الموالية لحفتر.
وجرى تحويل الرحلات الجوية إلى مطار معيتيقة الدولي بالعاصمة طرابلس.
إلى ذلك فقد كبَّد الجيش الليبي، في الفترة الأخيرة، ميليشيا حفتر خسائر فادحة، وطردها من كافة مدن الساحل الغربي وصولاً إلى الحدود مع تونس.
كما حرر الجيش قاعدة "الوطية" الاستراتيجية (غرب)، وبلدتي بدر وتيجي ومدينة الأصابعة في الجبل الغربي (جنوب غربي طرابلس).
حفتر في القاهرة: يأتي الإعلان عن تحرير مطار طرابلس، في الوقت الذي أفادت فيه مصادر إعلام مصرية، بأن الجنرال خليفة حفتر يصل إلى القاهرة، مساء الأربعاء؛ للتباحث بشأن تطورات الأوضاع في ليبيا.
حيث قالت تلك المصادر، منها صحيفة "اليوم السابع" الخاصة، إن حفتر من المقرر أن يلتقي عدداً من المسؤولين المصريين (لم يسمهم)؛ للتنسيق والتشاور حول تطورات الأوضاع الراهنة في بلاده.
زيارات سابقة: وسبق أن زار حفتر القاهرة 4 مرات، منذ بدء عدوانه العسكري على العاصمة طرابلس في أبريل/نيسان 2019؛ إذ التقى الرئيس عبدالفتاح السيسي، في أبريل/نيسان ومايو/أيار وأغسطس/آب وديسمبر/كانون الأول، من العام نفسه.
وخلال الأيام الماضية، واصلت ميليشيا حفتر تكبُّد خسائر فادحة، من جراء تلقيها ضربات قاسية في محاور جنوب طرابلس، وكافة مدن الساحل الغربي وصولاً إلى الحدود مع تونس، إضافة إلى قاعدة "الوطية" الاستراتيجية وبلدتي بدر وتيجي، ومدينة الأصابعة (جنوب غربي طرابلس).
وبدعم من دول عربية وأوروبية، تشن ميليشيا حفتر منذ 4 أبريل/نيسان 2019، هجوماً متعثراً للسيطرة على طرابلس، مقر الحكومة المعترف بها دولياً، ما أسقط قتلى وجرحى بين المدنيين، بجانب أضرار مادية واسعة.
