أكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الخميس 4 يونيو/حزيران 2020، أن بلاده "لن تترك الليبيين تحت رحمة الانقلابيين والمرتزقة أبداً"، مشدداً على أنَّ أنقرة تُنسق مع رئيس الحكومة الشرعية في ليبيا من أجل توسيع مجالات التعاون.
تصريح الرئيس التركي كان خلال مؤتمر صحفي جمعه مع رئيس الحكومة الليبية فائز السراج بالعاصمة أنقرة، قال فيه أيضاً إن "التاريخ سيُحاسب كلَّ من أغرق ليبيا بالدماء والدموع من خلال تقديم الدعم للانقلابي خليفة حفتر".
تجديد الدعم: جدَّد أردوغان دعوته من أجل منع محاولات البيع غير القانوني لنفط الشعب الليبي على يد الانقلابي حفتر.
كما أوضح أنه توصل مع رئيس الحكومة الليبية فائز السراج إلى توافق في الآراء بشأن توسيع مجالات التعاون في ليبيا.
الرئيس التركي شدّد أيضاً أن تركيا ستعمل مع السراج في جميع المحافل الدولية لحلّ المشكلة في ليبيا، على أساس الشرعية والعدل.
موضحاً أن السراج وحكومته اتّخذا دائماً موقفاً إيجابياً حيال الحل السياسي، رغم جرائم الحرب التي ارتكبها الانقلابي حفتر وميليشياته.
"لن يسمح لحفتر": أردوغان قال أيضاً إنه على الرغم من الهجمات الغادرة التي قام بها حفتر، اتّخذت الحكومة الليبية الاحتياطات اللازمة فيما يتعلق بوباء كورونا.
كما شدّد أنه "لا يمكن لشخص (حفتر) يشكل خطراً دائماً على مستقبل ليبيا، أن يجلس على طاولة المفاوضات الخاصة بهذا الشأن".
وأكد أن تركيا تهدف إلى تطوير التعاون القائم مع ليبيا، حول الاستفادة من الموارد الطبيعية في شرق المتوسط، بما في ذلك عمليات البحث والتنقيب.
مضيفاً أن بلاده ستزيد دعمها لحكومة الوفاق الوطني برئاسة فائز السراج، وأنه لا حل للصراع هناك إلا السياسي، برعاية الأمم المتحدة.
كما اعتبر أن قائد قوات شرق ليبيا (الجيش الوطني الليبي) الجنرال المتقاعد خليفة حفتر وداعميه هم أكبر عقبة أمام السلام، ويهاجم الجيش الوطني الليبي، الذي يلقى دعماً من الإمارات وروسيا ومصر طرابلس منذ أبريل/نيسان 2019، لكن دُفع للتراجع في الشهور القليلة الماضية.
تصريح السراج: من جانبه، أعرب رئيس المجلس الرئاسي للحكومة الليبية، فائز السراج، عن شكره لتركيا لدفاعها عن الشرعية في ليبيا، معرباً عن تطلعه لدعمها في إعادة الإعمار.
السراج قال في هذه المناسبة: "نشكر تركيا لوقوفها إلى جانب ليبيا وشعبها والدفاع عن الشرعية فيها"، معرباً عن تطلع حكومته إلى "عودة قريبة للشركات التركية لإعادة إعمار ليبيا".
كما تعهّد السراج بمواصلة الكفاح حتى القضاء على العدو المتمثل في ميليشيا الانقلابي خليفة حفتر.
صرّح بهذا الخصوص قائلاً: "سنواصل الكفاح في ليبيا حتى نقضي على العدو تماماً"، مشدداً على أن حكومته "لن تعطيهم (ميليشيا حفتر) فرصة للتفاوض بعد هذه المرحلة".
وفي وقت سابق الخميس، أجرى السراج محادثات مع أردوغان في أنقرة، التي وصلها الأربعاء 3 يونيو/حزيران، في زيارة قصيرة إلى تركيا، في إطار التشاور والتنسيق بين البلدين الصديقين.