“هواوي” تدعم إيران ضد ترامب.. رويترز تكشف بالوثائق بيع الشركة الصينية معدات أمريكية محظورة لطهران

كشفت وثائق داخلية جديدة من شركة "هواوي تكنولوجيز" الصينية أنها سعت للتستر على علاقتها بشركة أخرى سبق أن حاولت بيع معدات كمبيوتر أمريكية محظورة لإيران.

عربي بوست
تم النشر: 2020/06/03 الساعة 16:43 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2020/06/03 الساعة 16:43 بتوقيت غرينتش
الرئيس الإيراني في لقاء سابق مع الرئيس الصيني/ رويترز

كشفت وثائق داخلية جديدة من شركة "هواوي تكنولوجيز" الصينية، أنها سعت للتستر على علاقتها بشركة أخرى سبق أن حاولت بيع معدات كمبيوتر أمريكية محظورة لإيران.

ومنذ مدة طويلة تصف هواوي الشركة، واسمها سكاي كوم تك المحدودة، بأنها شريك محلي منفصل في إيران. والآن تُبين وثائق حصلت عليها رويترز، الأربعاء 3 يونيو/حزيران 2020، أن الشركة الصينية العملاقة تسيطر سيطرة فعلية على سكاي كوم.

وثائق كاشفة: وهذه هي أول مرة يُنشر فيها شيء عن هذه الوثائق التي تمثل جزءاً من كنز من السجلات الداخلية الخاصة بنشاط هواوي وسكاي كوم المتعلق بإيران، وتشمل مذكرات ورسائل واتفاقات تعاقدية.

حيث تصف إحدى الوثائق كيف سارعت هواوي في أوائل عام 2013، إلى محاولة أن تنأى بنفسها عن سكاي كوم، انطلاقاً من قلقها بسبب العقوبات التجارية على طهران.

في حين تُبين الوثائق أن هواوي اتخذت لتحقيق تلك الغاية سلسلة من الخطوات، من ضمنها تغيير المديرين بشركة سكاي كوم وإغلاق مكتب الشركة في طهران وإنشاء كيان آخر بإيران لتولي تنفيذ عقود بعشرات الملايين من الدولارات.

قضية جنائية: ومن الممكن أن يؤيد ما كشفت عنه تلك الوثائق قضية جنائية حظيت بدعاية إعلامية واسعة، تلاحق فيها السلطات الأمريكية هواوي ومديرتها المالية منغ وان تشو، وهي أيضاً ابنة مؤسس هواوي.

إلى ذلك، تسعى الولايات المتحدة لتسلُّم منغ من كندا، حيث أُلقي القبض عليها في ديسمبر/كانون الأول 2018. وفي الأيام الماضية سمح قاضٍ كندي بمواصلة نظر القضية ورفض دفوع محامي الدفاع بأن الاتهامات الأمريكية الموجهة إلى منغ لا تمثل جرائم في كندا.

تقول قائمة الاتهام الأمريكية إن هواوي ومنغ شاركتا في خطة تقوم على الاحتيال للحصول على بضائع وتكنولوجيا أمريكية ممنوعة لنشاط هواوي في إيران، عن طريق شركة سكاي كوم، ونقل المال من إيران وذلك بالاحتيال على أحد البنوك الكبرى.

قائمة الاتهام: وتصف قائمة الاتهام شركة سكاي كوم بأنها "وحدة تابعة غير رسمية" لشركة هواوي وليست شريكاً محلياً.

في حين تنفي هواوي ومنغ الاتهامات الجنائية التي تتضمن الاحتيال المصرفي واتهامات أخرى. وفي 2017 تم حل شركة سكاي كوم التي كانت مسجلة في هونغ كونغ. وقد وُجهت إليها اتهامات أيضاً. وتوضح بيانات إفصاح أن هواوي كانت في فترة من الفترات، من المساهمين في سكاي كوم لكنها باعت حصتها منذ أكثر من عشر سنوات.

ادعاءات هواوي: ويبدو أن الوثائق التي تم الحصول عليها مؤخراً، تهدم ادعاءات هواوي بأن سكاي كوم كانت مجرد شريك أعمال. وتتيح تلك الوثائق إلقاء نظرة عن كثب إلى بعض ما جرى للشركتين من وقائع داخل إيران قبل سبع سنوات ومدى التداخل بينهما. وبعض هذه الوثائق مكتوب باللغة الإنجليزية وبعضها بالصينية والبعض الآخر باللغة الفارسية.

وامتنعت هواوي عن التعليق في هذا التقرير.

تعليق الصين: وقالت وزارة الخارجية الصينية، إن الولايات المتحدة تضفي طابعاً سياسياً على قضايا اقتصادية وتجارية، وهو ما ليس في صالح الشركات الصينية أو الأمريكية.

كما أضافت الوزارة: "نحن نحث الولايات المتحدة على التوقف فوراً عن إعاقة الشركات الصينية، ومن ضمنها هواوي". وأحالت الأسئلة المحددة فيما يتعلق بهذا التقرير إلى شركة هواوي.

شراكة عمل عادية: في شهر مارس/آذار 2020، نشرت رويترز تقريراً، جاء فيه أن هواوي أبرزت في 2010 سجلات داخلية للشركة، أظهرت أنها طرف مباشر في عملية إرسال معدات كمبيوتر أمريكية محظورة إلى إيران. وامتنعت هواوي عن التعليق في هذا التقرير، استناداً إلى أن الأمر يخضع لإجراءات قانونية.

توضح الوثائق أن جهود هواوي لطمس علاقتها بشركة سكاي كوم بدأت بعد أن ذكرت رويترز في ديسمبر/كانون الأول 2012، أن سكاي كوم عرضت بيع ما قيمته 1.3 مليون يورو على الأقل من معدات الكمبيوتر المحظورة من إنتاج شركة هيوليت باكارد إلى أكبر شركة لاتصالات الهاتف المحمول بإيران في أواخر 2010.

أما في يناير/كانون الثاني 2013، فوصف تقرير آخر من رويترز كيف كانت لـ"هواوي" علاقات مالية وثيقة وروابط أخرى مع شركة سكاي كوم، من ضمنها شغل منغ منصب أحد أعضاء مجلس إدارة سكاي كوم في الفترة من فبراير/شباط 2008 إلى أبريل/نيسان 2009.

شركاء محليون: وفي ردّ شركة هواوي على تقارير رويترز في ذلك الوقت، قالت إن سكاي كوم من شركائها المحليين الرئيسيين، وإن العلاقة بين سكاي كوم وهواوي "علاقة عمل عادية".

غير أن وثيقة داخلية جديدة حصلت عليها رويترز تخص هواوي وصادرة من مكتب الشركة الصينية في إيران بتاريخ 28 مارس/آذار 2013، تشير إلى أن هواوي كانت تسيطر على سكاي كوم.

كذلك قالت الوثيقة باللغة الصينية: "بسبب الامتثال لقواعد تجارية، يحاول المكتب التمثيلي في إيه 2 الفصل بين سكاي كوم وهواوي". و"إيه2″ هو الاسم الرمزي لإيران في مراسلات هواوي، وفقاً لما ورد في قائمة الاتهام الأمريكية.

كما أشارت الوثيقة إلى أن هواوي كلفت واحداً من العاملين فيها إدارة سكاي كوم في إيران؛ "لكي تتجنب بصفة عاجلةٍ مخاطر الدعاية الإعلامية". وأوضحت الوثيقة أن هواوي اتخذت "قراراً عاجلاً" بتعيين "هو مي" مديراً عاماً لشركة سكاي كوم في إيران اعتباراً من العاشر من مارس/آذار 2013.

كان "هو" مديراً في سكاي كوم، كما ورد بسجل داخلي بأسماء العاملين في شركة هواوي، أنه من موظفيها.

تفاصيل هامة: وذكرت الوثيقة بالتفصيل كيف اكتشفت هواوي بسرعةٍ خطأ تعيين "هو" مسؤولاً عن إدارة شركة سكاي كوم. وأوضحت الوثيقة أن "هو" كان يعمل بمقر هواوي في الصين، وأن وظيفته الجديدة تتطلب التعامل مع أمور على الطبيعة بإيران.

ولذلك قررت هواوي، كما بينت الوثيقة، أن تعين بدلاً منه "موظفاً صينياً من العاملين بإيران" لإدارة مكتب سكاي كوم في طهران.

حيث قررت هواوي تعيين سونغ كاي، نائب ممثلها في مكتبها بإيران، لإدارة سكاي كوم في إيران. وتم إبلاغه بهذا القرار في رسالة داخلية من هواوي اطلعت عليها رويترز. وقيل له: "رجاء تحديث بياناتك".

وقالت الرسالة إن هذا التعديل وافق عليه رجل اسمه لان يون، تم تعريفه بأنه "الممثل الرئيسي" في مكتب هواوي بإيران.

ولم يتسنّ الاتصال بالثلاثة: هو وسونغ ولان، للتعليق على هذا التقرير.

استفسارات للبنوك: رداً على التقارير التي نشرتها رويترز في 2012 و2013، استفسرت عدة بنوك غربية من هواوي عن علاقتها بشركة سكاي كوم. ومن هذه البنوك بنك إتش.إس.بي.سي، حيث لشركتي هواوي وسكاي كوم حسابات فيه.

وامتنع إتش.إس.بي.سي عن التعليق في هذا التقرير.

في أغسطس/آب 2013، التقت منغ مع نائب رئيس البنك للعمليات المصرفية العالمية بمنطقة آسيا والمحيط الهادي. وهي متهمة في عريضة الاتهام الأمريكية بتقديم معلومات خاطئة عديدة فيما يتعلق بملكية هواوي لسكاي كوم وسيطرتها عليها.

حيث قدمت منغ عرضاً باستخدام برنامج باوربوينت خلال ذلك الاجتماع، جاء فيه أن سكاي كوم مجرد "شريك عمل لهواوي".

كذلك تبين الوثائق التي حصلت عليها رويترز حديثاً، أن هواوي سرعان ما أصبحت طرفاً مباشراً في عملية إنهاء نشاط سكاي كوم.

أيضاً، وفي رسالة بتاريخ الثاني من نوفمبر/تشرين الثاني ،2013 قال سونغ الموظف في هواوي والذي عُيِّن لإدارة سكاي كوم، لأحد كبار عملاء الشركة الإيرانيين، إن سكاي كوم "قررت إلغاء أنشطة أعمالها وإنهاءها وحل الشركة الفرعية في إيران".

كانت رسالة سونغ موجهة إلى نائب رئيس شركة إيران للاتصالات المحمولة (إم.سي.سي.آي)، كبرى شركات اتصالات الهاتف المحمول في البلاد.

ولم يتسنّ الاتصال بشركة الاتصالات الإيرانية للتعليق.

كيان جديد: وفي اليوم التالي وقّعت سكاي كوم وإم.سي.سي.آي وشركة جديدة تابعة لـ"هواوي" هي شركة هواوي تكنولوجيز سيرفي الإيرانية المحدودة اتفاقاً. ونص الاتفاق على أن سكاي كوم تعتزم نقل تعاقداتها للكيان الجديد التابع لـ"هواوي".

كذلك وردت في الاتفاق قائمة بثمانية عقود قيمتها الإجمالية نحو 44.6 مليون يورو (نحو 50 مليون دولار)، وأن المبلغ المتبقي 34.6 مليون يورو، على أن تسدد أي مبالغ مستحقة لسكاي كوم للكيان الجديد عند استكمال التعاقدات.

فيما أضاف الاتفاق: "تتعهد كل الأطراف بأن يظل هذا العقد الثلاثي طي الكتمان".

علامات:
تحميل المزيد