أثارت الاحتجاجات الغاضبة وأحداث العنف التي تشهدها عدة ولايات أمريكية منذ أيام، على خلفية مقتل المواطن ذي الأصول الإفريقية جورج فلويد اختناقاً على يد الشرطة الأمريكية، أثارت ردودَ أفعال غاضبة بسبب ما يحدث، ودعم الاحتجاجات رئيسا أمريكا السابقان اللذان غابا عن الساحة السياسية منذ سنوات.
الرئيس الأمريكي الأسبق جورج دبليو بوش، دعا الثلاثاء 2 يونيو/حزيران 2020، الولايات المتّحدة إلى النظر مليّاً في "إخفاقاتها المأساوية"، ومن جهته ندَّد الرئيس السابق باراك أوباما، ذو الأصول الإفريقية، باستخدام العنف في الاحتجاجات التي خرجت في أنحاء البلاد، ضد عدم المساواة العرقية واستخدام الشرطة للقوة المفرطة.
"سلسلة من المآسي": رئيس الولايات المتّحدة بين العامين 2001 و2009 قال في بيان له تعليقاً على الحادثة وما تبعها من احتاجاجات إنّ "ما يبقى فشلاً صادماً هو أنّ العديد من الأمريكيين الأفارقة، وبخاصة الشباب، يتعرّضون للمضايقة والتهديد في بلدهم".
مضيفاً في تعليقه على مقتل فلويد أنّ "هذه المأساة، وهي جزء من سلسلة طويلة من المآسي المماثلة، تثير سؤالاً لا مفرّ منه: كيف يمكننا وضع حدٍّ للعنصرية النظامية في مجتمعنا؟".
كما شدَّد الرئيس الجمهوري السابق على أنّه "حان الوقت لأن تنظر أمريكا مليّاً في إخفاقاتنا المأساوية".
كما تمنّى بوش أن تلقى أصوات المحتجين آذاناً مصغية، في تعارض شديد مع النهج الصارم الذي يتَّبعه الرئيس الجمهوري دونالد ترامب إزاء الاحتجاجات.
تصريحات أوباما: بدوره علَّق الرئيس الأمريكي السابق ذو الأصول الإفريقية باراك أوباما على حوادث العنف التي رافقت الاحتجاجات، قائلاً: "إن الغالبية العظمى من المحتجين سلميون، لكن "أقلية صغيرة" تُعرض الناس للخطر، وتُلحق الضرر بنفس المجتمعات التي تهدف الاحتجاجات لدعمها".
أضاف أوباما، وهو ديمقراطي تولى الرئاسة لفترتين قبل إدارة الرئيس الجمهوري دونالد ترامب، "أن العنف يزيد من الدمار في الأحياء التي تعاني فعلاً على الأغلب من نقص الخدمات والاستثمارات، ويصرف الانتباه عن القضية الأكبر".
في وقت سابق نشر أوباما تغريدةً على حسابه الرسمي على "تويتر"، علق فيها على مقتل المواطن الأمريكي جورج فلويد على يد الشرطة في ولاية مينيسوتا، حيث قال إنه "من الطبيعي أن يتمنى المرء أن تعود الحياة إلى المجرى الطبيعي، بينما يمسّ الوباء والأزمة الاقتصادية كل شيء حولنا".
تابع الرئيس السابق: "ولكن يجب أن نتذكر أن التعامل المختلف بناء على العِرق بالنسبة لملايين الأمريكيين يعتبر مأساوياً ومؤلماً وجنونياً".
داعياً المجتمع الأمريكي للعمل معاً على "وضع طبيعي جديد" لا مكان فيه للتمييز العنصري والمعاملة غير المتساوية.
غضب شعبي: ويأتي هذا في وقت يواصل فيه عشرات آلاف الأمريكيين التظاهر، وذلك لليلة الثامنة على التوالي من الاحتجاجات على مقتل الرجل ذي البشرة السوداء جورج فلويد، في تحدٍّ واضح لحظر التجول الصارم، وإجراءات أخرى فرضتها السلطات لوقف الاحتجاجات، فيما شهدت العاصمة واشنطن تعزيزات جديدة من قوات الجيش.
رغم ذلك شهدت مدينة لوس أنجلوس، وفيلادلفيا، وأتلانتا، ونيويورك، وكذلك العاصمة واشنطن احتجاجات حاشدة.
وكالة رويترز أشارت إلى أنه على الرغم من أن مسيرات التضامن مع الأمريكي القتيل جورج فلويد وغيره من ضحايا وحشية الشرطة تكون سلمية في الأغلب خلال النهار، فإن بعض الحشود ترتكب أعمال شغب وتخريب وإحراق ونهب في كل ليلة، كما تعرّض خمسة من أفراد الشرطة لإطلاق نار في مدينتين مساء الإثنين.
مقتل فلويد: تأتي موجة الاحتجاجات هذه بعد انتشار مقطع فيديو صَوَّر طريقة اعتقال جورج فلويد، وهو مواطن أمريكي ذو أصول إفريقية، وأثار صدمة في أمريكا، إذ ظهر فيه الشرطي ديريك شوفين وهو يوقف فلويد بشبهة الاحتيال، وأثناء توقيفه أقدم الشرطي على وضع ركبته على عنق فلويد وهو رهن الاعتقال منبطحاً على بطنه.
إثر ذلك ناشد فلويد الشرطي إزاحة ركبته عن عنقه، قائلاً: "لا أستطيع التنفس"، إلا أن مناشداته لم تلقَ استجابة لا من الشرطي ولا من زملائه من عناصر الشرطة الآخرين، وانتهت الحادثة بنقل فلويد للمستشفى ووفاته.
يواجه شوفين، الذي تم اعتقاله، تهمة قتل من الدرجة الثالثة، بينما تقول عائلة فلويد إن الحكم غير كافٍ، مطالبةً بإنزال عقوبات قاسية بحقِّ الشرطي.