قال موقع usa today، الإثنين الأول من يونيو/حزيران 2020، إن الرئيس الأمريكي أعلن في كلمة لمواطنيه أن الاحتجاجات وأعمال الشغب الحالية في الولايات المتحدة ليست مظاهرات سلمية، بل هي "أعمال إرهاب داخلية" وسط تصاعد وتيرة الاحتجاجات وأعمال العنف بالبلاد.
الرئيس قال بعد أسبوع من مقتل المواطن جورج فلويد، المواطن الأمريكي من أصل إفريقي، على يد الشرطة الأمريكية: "هذه ليست أعمال احتجاج سلمية، إنها أعمال إرهاب داخلي. إن قتل الأبرياء جريمة ضد الإنسانية وضد الرب".
كما أشار إلى أن السلطات الإقليمية والمحلية "لم تستطع حماية المدنيين من المجرمين الذين يثيرون الاضطرابات في البلاد"، مؤكداً أن الولايات المتحدة في الأيام الأخيرة وجدت نفسها في قبضة "فوضويين محترفين، وغوغاء عنيفين، وحرق متعمد، ولصوص ومجرمين.. ومتمردين آخرين".
الرئيس وجّه انتقادات لحكام الولايات قائلاً إنهم لم يتخذوا الإجراءات اللازمة لحماية المواطنين، وتابع مشدداً على أن الحكومة الاتحادية الأمريكية تعتزم تعبئة جميع مواردها المدنية والعسكرية لوضع حد للاضطرابات في البلاد.
تهديدات ترامب: فيما لوَّح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بنشر قوات الجيش لوقف أعمال العنف في البلاد التي تشهد موجة غضب تاريخية إثر مقتل أمريكي من أصول إفريقية على يد رجال شرطة بيض.
إذ وعد ترامب بإعادة فرض الأمن مجدداً جراء احتجاج آلاف الأمريكيين على العنف الذي تمارسه الشرطة والعنصرية والتفاوت الاجتماعي تضاف إليها أزمة انتشار وباء كوفيد-19.
رغم ذلك شهدت مدينة نيويورك أعمال سلب ونهب لعدد من المتاجر الكبرى في الجادة الخامسة الشهيرة، كما سيطبق قرار حظر تجول ليلي في المدينة اعتباراً من مساء الثلاثاء وفقا لما أفادت به وكالة الأنباء الفرنسية.
إذ نُهبت، مساء الإثنين 1 يونيو/حزيران 2020، في مدينة نيويورك الأمريكية العديدُ من المتاجر الكبرى في الجادة الخامسة الشهيرة، كما أفاد مراسلو وكالة الأنباء الفرنسية في المكان. ولن يبدأ تطبيق قرار حظر التجول الذي فُرض الإثنين في المدينة من الساعة 23:00 حتى الخامسة فجراً إلا اعتباراً من الساعة 20:00 الثلاثاء، حسبما أعلن رئيس بلدية نيويورك بيل دي بلازيو، مؤكداً في الوقت نفسه أن المدينة "تحت السيطرة بالكامل وهادئة عموماً".
حظر التجول: يأتي هذا في وقت فرض فيه بعدة مدن أمريكية، أبرزها العاصمة واشنطن، حظر تجول فرضته السلطات في محاولة منها لوقف الاحتجاجات الرافضة لعنف الشرطة مع المواطن ذي البشرة السمراء، جورج فلويد، الذي تسبب في مقتله، وما رافق تلك الاحتجاجات من أعمال عنف، أجبرت السلطات على الاستعانة بالآلاف من عناصر الحرس الوطني.
بالموازاة مع قرارات حظر التجول لجأت السلطات إلى نشر آلاف الجنود من الحرس الوطني في 15 ولاية بالإضافة إلى العاصمة واشنطن، وفقاً لما ذكره تقرير لشبكة فوكس نيوز الأمريكية.
جاء هذا القرار بعد توصّل حكام ولايات أمريكية إلى أنه من الضروري تفعيل آلية مساعدة الحرس الوطني، وذلك بعدما تحولت الاحتجاجات إلى أعمال شغب عنيفة، ويُضاف إلى الـ5000 جندي من الحرس الوطني، 2000 جندي آخرون مستعدون للانتشار في كاليفورنيا، وجورجيا، وإنديانا.
لا يتوقف الأمر على نشر الـ5000 جندي من الحرس الوطني فقط، بل يستعد 2000 جندي آخرين على أهبة الاستعداد للانتشار في كاليفورنيا وجورجيا وإنديانا وكنتاكي ومينيسوتا ونورث كارولينا وأوهايو وبنسلفانيا وساوث داكوا وتينيسي وتكساس ويوتا وواشنطن وويسكونسن ومنطقة كولمبيا.
حادثة فلويد: يأتي هذا بعدما أشعل مقتل فلويد احتجاجات واسعة في العديد من الولايات الأمريكية، واضطرت السلطات إلى فرض حظر تجول في بعض المناطق لإعادة الأمور للسيطرة، ولجأت إلى نشر آلاف الجنود من الحرس الوطني في 15 ولاية، بالإضافة إلى العاصمة واشنطن، من أجل مواجهة التظاهرات.
كان مقطع الفيديو الذي صَوَّر طريقة اعتقال فلويد قد أثار صدمة في أمريكا، وظهر فيه الشرطي ديريك شوفين وهو يوقف فلويد بشبهة الاحتيال، وأثناء توقيفه أقدم الشرطي على وضع ركبته على عنق فلويد وهو رهن الاعتقال منبطحاً على بطنه.
إثر ذلك ناشد فلويد الشرطي إزاحة ركبته عن عنقه، قائلاً: "لا أستطيع التنفس"، إلا أن مناشداته لم تلقَ استجابة لا من الشرطي ولا من زملائه من عناصر الشرطة الآخرين، وانتهت الحادثة بنقل فلويد للمستشفى ووفاته.
يواجه شوفين، الذي تم اعتقاله، تهمة قتل من الدرجة الثالثة، بينما تقول عائلة فلويد إن الحكم غير كافٍ، مطالبةً بإنزال عقوبات قاسية بحقِّ الشرطي.
كما فُرض حظر للتجوّل، الأحد، في واشنطن، بعد خروج تظاهرات جديدة قرب البيت الأبيض، حسب ما أعلن رئيس بلديّة العاصمة موريل باوزر، غداة ليلة شهدت أعمال شغب في عدد من المدن الأمريكيّة.