تداول عدد من رواد مواقع التواصل الاجتماعي في الهند، صوراً مؤثرة ترصد الوضع المزري لقسم الطوارئ بمستشفى سيون بمدينة مومباي، حيث يوجد سرير واحد لكل مريضين، بينما يعاني عدد منهم من فيروس كورونا، ويتقاسم مريضان خزان أكسجين واحداً، كما غزت صور أخرى مواقع التواصل الاجتماعي وهي تظهر مرضى مستلقين فوق بعضهم البعض تقريباً وبكامل أجسادهم على نقالات مشتركة أو على الأرض.
وفق صحيفة The Guardian البريطانية، الجمعة 29 مايو/أيار 2020، فقد مرت على مومباي، وهي مدينة يزيد عدد سكانها عن 20 مليون نسمة، أسابيع منذ ضربتها الجائحة، ولكن مع ظهور حالات جديدة باستمرار وعدم ظهور أي علامة على تباطؤ الجائحة، يبدو نظام المدينة الصحي، الضعيف بالفعل، على وشك الانهيار.
مستشفيات تحتضر: تعاني المستشفيات الحكومية مثل مستشفى سيون المكتظ في الأوقات العادية، من الإغراق بالمرضى، ومع إصابة الأطباء والممرضات العاملين في الخطوط الأمامية بالفيروس بالجملة، تسبب الجائحة أيضاً نقصاً في الطاقم الطبي.
مانيش شيتي، الطبيب الذي يعمل في عنبر "كوفيد-19" في مستشفى جورو ناناك بمومباي، يقول: "تعداد وكثافة سكاننا في مومباي يجعل من الصعب للغاية رؤية كيف سنخرج من الجانب الآخر من هذه الذروة.
كما يضيف: "من المؤكد أن الإجهاد أصاب جميع العاملين في الخطوط الأمامية، خاصةً وأن هناك فرصة كبيرة للغاية لإصابة العاملين في الرعاية الصحية".
وأردف قائلاً: "بالتأكيد، ثمة نقص في أسرة أقسام الرعاية الحرجة. وبالفعل يجري إنشاء الكثير من البنية التحتية والتخطيط، لكن حجم الحالات يربكنا جميعاً".
مرضى وجثت: كان مستشفى سيون هو المشفى الذي ظهر في لقطات انتشرت قبل بضعة أسابيع حيث شوهد مرضى "كوفيد-19" وهم يعالَجون في عنبر بجانب جثث ملفوفة بأكياس بلاستيكية سوداء، بعد أن نفدت القدرة الاستيعابية لمشرحة المستشفى.
مع وجود 59,546 إصابة، و1695 حالة وفاة، أي ما يقرب من ربع إجمالي وفيات "كوفيد-19" على المستوى الهند، ظهرت ولاية ماهاراشترا، ولا سيما أكبر مدنها: مومباي، باعتبارها مركزاً لتفشي فيروس كورونا في البلد.
وفقاً للأطباء والمسؤولين، بدأت ذروة المرض في 6 مايو/أيار، لكن لا توجد علامات على تسطح المنحنى، ولا تزال الحالات تتضاعف كل أسبوع.
ومع نفاد الأسرة في المستشفيات الحكومية بسرعة وإبقاء المرضى الذين يعانون من الأعراض على قوائم الانتظار، سارعت هيئة بلدية مومباي لتحويل سلسلة من الملاعب والمجمعات المكتبية إلى عنابر لرعاية مرضى فيروس كورونا ومراكز للحجر الصحي.
ولزيادة تعقيد الأمور، ستجلب بداية شهر يونيو/حزيران الرياح الموسمية وتفشي حمى الضنك والملاريا وداء البريميات، التي تغمر حالاتها المستشفيات بالفعل كل عام. ففي العام الماضي، أبلغت الهند رسمياً عن أكثر من 67 ألف حالة إصابة بحمى الضنك، على الرغم من أن الرقم الحقيقي يُعتقد أنه أعلى من ذلك بكثير.
المزيد من الخسائر: وفقاً لأبراهام ماثاي، الناشط في مجال حقوق الإنسان الذي يدير جمعية الممرضات "All India Nurses"، يموت عشرات المرضى الذين يعانون من أمراض غير مرتبطة بفيروس كورونا؛ لأنهم حرموا من تلقي العلاج؛ إذ أُمرت بعض مستشفيات مومباي باستقبال مرضى "كوفيد-19" فقط.
في الأسبوع الماضي، توفي مراهق يدعى باوان مادديبونا يبلغ من العمر 15 عاماً بعد أن رفضت ستة مستشفيات تقديم علاج الغسيل الكلوي له.
قال ماثاي: "يحق للمرضى غير المصابين العيش والحصول على علاجاتهم. ويجب أن يكون هناك نوع من السياسات المتوازنة حتى لا يعاني المرضى غير المصابين بكوفيد-19".