شهدت جزيرة "ياسي أدا" في بحر مرمرة بتركيا حدثاً مميزاً، الأربعاء 27 مايو/أيار 2020، وذلك بافتتاحها مجدداً للسياحة تحت اسم "جزيرة الديمقراطية والحريات"، تزامنا مع الذكرى الستين لانقلاب عام 1960، ومحاكمة رئيس الوزراء الأسبق عدنان مندريس على أرضها.
الرئيس التركي رجب طيب أردوغان افتتح، الأربعاء، الجزيرة بحُلتها الجديدة، قائلاً إن "تركيا تعرضت في مثل هذا اليوم (27 مايو/أيار) قبل 60 عاماً لأسوأ انقلاب في تاريخها".
تضم الجزيرة اليوم مسجداً يتسع لـ1200 شخص، ومركزاً للمؤتمرات، وفندقاً، ومعرضاً، ومكتبة، ومتحفاً، وحدائق وشرفات جلوس، وهي تقع بالقرب من جزر الأميرات في ولاية إسطنبول.
لن نسمح بالانقلابات: أردوغان أكد في خطابه أن "الشعب التركي لن يسامح أبداً المحرضين على الانقلاب، وليس الانقلابيين فحسب، كما أن وصمة العار لن تُمحى من جبين الذين أعدموا مندريس ورفاقه، وأولئك الذين أيَّدوا حكم الإعدام".
أضاف كذلك: "السمة الرئيسية لجميع الانقلابات وحركات الطغم العسكرية في بلدنا هي العداء لقيم شعبنا وتاريخه".
وذكر أن الانقلاب ومسرحية المحاكمة لم يستهدفا شخص مندريس ورفاقه فحسب، وإنما عامة الشعب التركي بقيمه وتاريخه وثقافته وإيمانه.
وأشار الرئيس التركي إلى أن "الذين انقلبوا على مندريس ورفاقه وأعدموهم قضوا ما تبقى من حياتهم تحت نظرات الشعب المليئة بالبغض والكراهية".
انقلاب عام 60: يعد انقلاب 27 مايو/أيار 1960 أول انقلاب عسكري في تاريخ تركيا الحديث، نفذه الجيش التركي ضد حكومة الحزب الديمقراطي الذي فاز بالانتخابات البرلمانية برئاسة عدنان مندريس.
شهدت الجزيرة محاكمة أعضاء الحزب الديمقراطي بعد الانقلاب العسكري، وصدر حكم الإعدام بحق عدد منهم، بينهم رئيس الوزراء الأسبق عدنان مندريس وعدد من رفاقه، فيما نُفّذ الحكم بهم في سبتمبر/أيلول 1961 بجزيرة إمرالي.
كان مندريس قد تولى رئاسة وزراء تركيا بعد حصول الحزب الديمقراطي الذي أسسه مع رفاقه الذين انشقوا عن حزب الشعب الجمهوري على 52.7% من الأصوات في أول انتخابات ديمقراطية شهدتها تركيا في 14 مايو/أيار 1950.
تاريخ الجزيرة: يذكر أن جزيرة "ياسّي أدا" استُخدمت كمنفى منذ القرن الرابع للميلاد، وبُنيت عليها كنيسة ودير في الماضي، وتناقل ملكيتها العديد من الأشخاص إلى أن اشترتها القوات البحرية التركية عام 1947، حسب ما أفادت به وكالة الأناضول.
في عام 1993 نقلت كلية المنتجات المائية بجامعة إسطنبول معهدها إلى الجزيرة حتى عام 1995، حيث غادرت الكلية، ومنذ ذلك الوقت والجزيرة مهجورة.
أما أعمال إعادة تنظيم الجزيرة فقد بدأت في 14 مايو/أيار 2015، على كامل مساحتها البالغة 103 آلاف و750 متراً مربعاً، بالقرب من إسطنبول.