يواصل مقاتلون مرتزقة من شركة "فاغنر" الروسية يدعمون الجنرال خليفة حفتر انسحابهم من مناطق عدة في ليبيا، آخرها مدينة بني وليد الواقعة في شمال غربي البلاد، التي قال عميد بلديتها سالم نوير، الثلاثاء 26 مايو/أيار 2020، إن أكثر من 90% من المرتزقة الروس غادروا المدينة.
المرتزقة ينتقلون للجنوب: نوير أوضح، في تصريح لقناة "ليبيا الأحرار" (خاصة)، أن بني وليد (180 كلم جنوب شرق طرابلس) أصبحت شبه خالية من المرتزقة الروس، الذين فروا من محاور القتال جنوبي العاصمة طرابلس، مضيفاً أن رتلاً طويلاً يمتد لنحو 7 كلم غادر بني وليد، بعد المغرب، باتجاه الجنوب.
المسؤول الليبي أشار أيضاً إلى أنه "لم يتم التأكد بعد إن كانت منظومات الدفاع الجوي في المطار قد نُقلت أيضاً مع المنسحبين".
في تصريح آخر لقناة "ليبيا بانوراما" (خاصة)، قال نوير إن فرار المرتزقة الروس "بأرتال عسكرية ضخمة باتجاه الجنوب جاء بعد حدوث إشكالية بمطار بني وليد، وضغوط من أهالي المدينة"، دون مزيد من التفاصيل.
تأتي تصريحات نوير بعد يوم من إعلان الجيش الليبي رصده هبوط 15 طائرة شحن عسكرية لنقل مرتزقة روس في مطار بني وليد، خلال الـ24 ساعة الماضية، حيث يبلغ عدد مقاتلي "فاغنر" في بني وليد ما بين 1500 و1600، بحسب نوير.
خلافات مع حفتر: تُعد مغادرة المرتزقة لليبيا بمثابة ضربة أُخرى للجنرال الليبي حفتر الذي اعتمد عليهم بشكل كبير في هجومه على العاصمة طرابلس، وبحسب مصدر عسكري تابع لحفتر تحدَّث في وقت سابق لـ"عربي بوست"، فإنه "بعد وقوع خلافات حادة بين حفتر وحلفائه الروس بسبب الأمور المالية والعسكرية، انسحب على إثرها جزء من المرتزقة إلى قاعدة الجفرة منذ الأسبوع الماضي".
أوضح المصدر أن أكثر من 1700 مقاتل روسي انسحبوا من محاور غرب طرابلس وترهونة وقاعدة الجفرة باتجاه مدينة بني وليد، ثم نُقلوا بعدها عبر مطار المدينة بطائرة شحن عسكرية روسية طراز "أنتينوف 32" في أكثر من 4 رحلات متتالية.
لكن المصدر أكد أن قوات فاغنر لم تنسحب من ليبيا بالكامل، بل هناك وحدات تتواجد في شرق ليبيا بقاعدة الرجمة (مقر قيادة حفتر) ومدينتي طبرق ودرنة، موضحاً أن القوات المنسحبة كانت تتمركز في مناطق المشروع وصلاح الدين واليرموك، جنوب مدينة طرابلس.
من جانبه، أكد مصدر عسكري تابع لحكومة الوفاق الليبية لـ "عربي بوست" رصدهم انسحاب قوات روسية ومرتزقة "ذوي بشرة سمراء" من محور صلاح الدين أثناء تقدمهم في المحور، مخلِّفين خلفهم مصائد مفخخة للأفراد والآليات لإعاقة تقدُّم قوات حكومة الوفاق.
قوات "الوفاق" تتقدَّم: نجحت قوات حكومة الوفاق المُعترف بها دولياً خلال الأيام القليلة الماضية على محاور قتال ومعسكرات استراتيجية جنوبي طرابلس، من أبرزها معسكرا حمزة واليرموك.
مقابل ذلك، تواصل ميليشيا حفتر تكبّد خسائر فادحة، جراء تلقيها ضربات قاسية في كافة مدن الساحل الغربي وصولاً إلى الحدود مع تونس، إضافة إلى قاعدة "الوطية" الاستراتيجية (غرب)، وبلدتي بدر وتيجي، ومدينة الأصابعة بالجبل الغربي (جنوب غرب طرابلس).
يُشار إلى أنه بدعم من دول عربية وأوروبية تشن قوات حفتر، منذ 4 أبريل/نيسان 2019، هجوماً متعثراً للسيطرة على طرابلس، مقر حكومة الوفاق، وهو ما أسقط قتلى وجرحى بين المدنيين، بجانب أضرار مادية واسعة.