خضعت إجراءات كوريا الجنوبية النموذجية للسيطرة على فيروس كورونا المستجد للاختبار هذا الشهر بعد أن خففت الدولة قواعد التباعد الاجتماعي، مع تراجع حالات الإصابة يومياً إلى رقم فردي أثبتت أن العديد من الأشخاص الذين ارتادوا ملاهي ليلية في العاصمة سول أصيبوا بالفيروس.
الدولة استخدمت التكنولوجيا في تتبع المصابين والأشخاص الذين تواصلوا معهم وفق موقع Business Insider الأمريكي، وأغلق عمدة سيول جميع الحانات والنوادي الليلية في المدينة. وفي غضون أسبوعين، تمكّن المسؤولون الكوريون الجنوبيون من تعقب 46 ألف شخص كانوا على اتصال مع رواد الحفلات المصابين وفحصوهم للكشف عما إذا أصيبوا بـ"كوفيد-19″.
ثَبُت إصابة أكثر من 160 شخصاً، ومن عُزِلوا وعُولجوا. وبحلول 18 مايو/أيار، انخفضت الإصابات المحلية الجديدة في البلاد إلى 9 يومياً.
وسائل متطورة للغاية: تعزو كوريا الجنوبية نجاحها في السيطرة على فيروس كورونا المستجد إلى استخدامها تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، التي تُمكِّن السلطات من تتبع الاتصال بالمصابين ونشر المعلومات عن تفشي المرض وإجراء الفحوصات على نطاق واسع.
لمواجهة مشكلة تفشي الفيروس المرتبطة بالملاهي الليلية، حاول المسؤولون الاتصال بكل شخص زار أياً من الملاهي التي ذهب إليها المصابون. وكان ذلك ممكناً لأنَّ الحانات والملاهي الليلية في سيول تتطلب من روّاد الحفلات ترك أسمائهم ومعلومات الاتصال بهم قبل الدخول، حسبما أفادت مجلة Time الأمريكية.
لكن لم يترك جميعهم معلومات دقيقة أو كاملة؛ لذلك تعاونت الشرطة مع شركات الاتصالات لاستخدام بيانات الهواتف المحمول للتأكد من هوية من كانوا في مدينة إيتاون بسول في نهاية هذا الأسبوع.
وفقاً لعمدة سول، استطاع المسؤولون الوصول لنحو نصف زاوا الملاهي الليلية التي تردد عليها المصابين بحلول 10 مايو/أيار.
صحيفة The Washington Post ذكرت أن متعقبي الاتصال بالمصابين في كوريا الجنوبية يلجأون للمقابلات وتتبع نظام تحديد المواقع العالمي (GPS) وسجلات بطاقات الائتمان وفيديوهات كاميرات المراقبة لتتبع تاريخ تنقل الأشخاص.
لا يتوقف الأمر عند هذا الحد، فبعد تكوين صورة واضحة عن الأماكن التي ذهب إليها الشخص المصاب، تنشر حكومة كوريا الجنوبية المعلومات -من دون الكشف عن هوية الأشخاص- على موقع إلكتروني عام حتى يتمكن الآخرون من التحقق لمعرفة ما إذا تواصلوا مع المصابين.
استخدام تطبيقات الهواتف: يعمل المسؤولون في الدولة باستمرار على تحديث المواقع الحكومية الوطنية والمحلية التي تتتبع عدد الإصابات والمقيمين الذين يخضعون لفحوصات. بهذه الطريقة، يمكنهم إبلاغ الجمهور بعدد الأشخاص المصابين في كل منطقة جغرافية بصورة آنية. ثم ترسل تطبيقات الهواتف الذكية تنبيهات نصية طارئة للناس حول ارتفاع حالات العدوى في منطقتهم المحلية.
بعد تفشي الفيروس المرتبط بالملاهي الليلية، أرسلت الحكومة تنبيهات هاتفية تطلب من أي شخص كان في نوادي إتايون أو بالقرب منها بين 30 أبريل/نيسان و5 مايو/أيار الخضوع للفحص، حتى لو لم تظهر عليهم أية أعراض.
إذا ثبتت إصابة شخص أو اشتُبِه في أنه على اتصال بشخص مصاب، فإنَّ الحكومة تشجعه على تنزيل تطبيقات العزل الذاتي التي تساعد المستخدمين على مراقبة حالتهم. ويمكن للتطبيقات مساعدتهم على التواصل مع أطباء إذا لزم الأمر، وتطلق جرس إنذار إذا غامر المُستخدِم المريض بالخروج من منطقة الحجر الصحي المُعيَّنة له.