نشر إعلاميون مصريون ووسائل إعلام مقربة من السلطات، الجمعة 22 مايو/أيار 2020، مشاهد قالوا إنها حقيقية، تُعرض لأول مرة لإعدام الضابط المصري هشام عشماوي، والذي نُفذ الحكم فيه في مارس/آذار 2020، بعد إدانته بتهم متعلقة بالإرهاب، وذلك في خطوة نادرة حيث لم تعتاد السلطات السماح بنشر مقاطع لتنفيذ أحكام الإعدام بالسجناء.
الإعدام شنقاً: جاء نشر مقاطع الفيديو بعدما عرضت الحلقة 29 من مسلسل "الاختيار"، الذي تعرضه قنوات مصرية في رمضان، مشهداً حقيقياً للحظة النطق بالحكم على عشماوي، وقد ظهر الأخير ببدلة حمراء اللون، ومحاطاً بعناصر ملثمين، بينما كان ضابط يسأل عشماوي عن مطالبه الأخيرة قبل إعدامه.
اعدام هشام عشماوي ٣-#تحيا_مصر 🇾🇪 pic.twitter.com/W7vTdwdifC
— المحامي خالد ابوبكر- KHALED ABOU BAKR (@ABOUBAKRLAWFIRM) May 23, 2020
كذلك نُشرت صورة لجسد عشماوي وهو مدلّى بالحبل بعد إعدامه، وقد جسّد الممثل المصري أحمد العوضي شخصية عشماوي في مسلسل "الاختيار"، الذي يروي قصة ضابط الصاعقة المصري أحمد المنسي، وقصة ضابط الصاعقة السابق عشماوي.
يُظهر مقطع فيديو ثانٍ، نشره الإعلامي المصري خالد أبوبكر، جثمان عشماوي المتدلي بعد إعدامه، وكان أحد المسؤولين يُمسك بيد عشماي للتأكد من توقف نبض قلبه ووفاته، وذلك بحضور عدد من الأشخاص الذي يعتقد بأنهم ضباط كانوا يُشرفون على تنفيذ الحكم بحق عشماوي.
أما الفيديو الثالث فيظهر فيه جسد عشماوي وهو مُمدد على أرضية بئر منصة الإعدام، ويظهر شخصان يتقدمان نحوه للتأكد من وفاته، ويُظهر فيديو آخر لقطة قريبة جداً لوجه عشماوي بعد إعدامه.
لم يحدد ناشرو مقاطع فيديو إعدام عشماوي مصدرها، وكيف حصلوا عليها، على الرغم من أن نشرها لن يتم إلا بموافقة السلطات، وحظيت المقاطع بانتشار كبير على مواقع التواصل، فيما لم تعلق السلطات المصرية على نشر هذه الفيديوهات حتى صباح السبت 23 مايو/أيار 2020.
إدانة عشماوي: واجه عشماوي قائمة من الاتهامات وعددها 14، ومن أبرزها استهداف وزير الداخلية الأسبق اللواء محمد إبراهيم، في سبتمبر/أيلول 2019، واشتراكه في التخطيط والتنفيذ لاستهداف السفن التجارية لقناة السويس خلال النصف الثاني من عام 2013، وقيادته لمجموعة "أنصار بيت المقدس"، واستهداف مبانٍ أمنية، وحرس الحدود وعناصر من الشرطة.
هذه الاتهامات كانت قد وردت في بيان للقوات المصرية في نفس يوم إعدام عشماوي، 4 مارس/آذار 2020، وحُكم عليه بالإعدام مرتين في قضية "الفرافرة" التي قُتل فيها ضابطان و26 مجنداً، وكذلك حُكم عليه بالإعدام من محكمة الجنايات في قضية "أنصار بيت المقدس".
مَن هو عشماوي؟ انضم إلى الكلية الحربية في 1996 عندما كان عمره 18 عاماً، والتحق بعد التخرج بسلاح المشاة، ثم الصاعقة، ليُثبت تميزاً عسكرياً شابَته بعض السلوكيات الدينية المتشددة، التي دفعت أجهزة الاستخبارات لمراقبته، حسب موقع قناة الحرة.
بعد أربع سنوات من التحاقه بالجيش، نُقل عشماوي إلى أعمال إدارية بعد ملاحظة تحدثه عن السياسة والدين. وحوكم عسكرياً عندما شُوهد يجتمع بعدد من المجندين ويحدثهم عن الدين، ويحرِّضهم على عدم الانصياع لأوامر القيادات.
يقول أقاربه إن نقطة التحول كانت في 2006، حين اعتُقل صديق له وتوفي في الحجز بعد تعرضه للتعذيب، بعدها لاحظوا عليه تحولاً معنوياً حاداً.
في 2012، انضم عشماوي لجماعة أنصار بيت المقدس، ليقود خلية مختصة بتدريب أعضاء التنظيم على الأعمال القتالية، مستغلاً خبرته العسكرية، حسب ما نقلته وكالة رويترز عن مسؤولين أمنيين.
مع حلول نوفمبر/تشرين الثاني 2014، أعلنت جماعة أنصار بيت المقدس التي ينتمي إليها عشماوي البيعة لتنظيم داعش، لكن عشماوي رفض مبايعة داعش، وكوَّن مجموعة "المرابطون"، التي عُرفت بموالاة تنظيم القاعدة في ليبيا.
بعد هجوم الواحات الذي قاده في أكتوبر/تشرين الأول 2017، توجَّه عشماوي إلى ليبيا، مستغلاً حالة الفوضى التي تسود البلاد منذ سقوط معمر القذافي، قبل أن تتم إعادته إلى مصر.