شارك الآلاف من الأشخاص، الخميس 21 مايو/أيار 2020، في مسيرة احتجاجية حاشدة، بمدينة "أرجنتوي" الفرنسية (منطقة فال دويز) احتجاجاً على وفاة شاب من أصول عربية، يدعى "صبري"، في ربيعه الـ18، في حادثة سير عندما كان يقود دراجة نارية، بينما يتهم أصدقاؤه وعائلته الشرطة الفرنسية بالتسبب في الحادث.
الحادثة وقعت، ليلة السبت 16 مايو/أيار، عندما وجد أصدقاء صبري، جثته هامدة وهي على متن دراجته النارية، بأجواء سيارة تابعة للشرطة الفرنسية، ما دفع عدداً من أقاربه إلى اتهامها "بدهسه"، ومحاميه بإتلاف الأدلة، وفق ما نقلته وسائل إعلام فرنسية.
مسيرة صامتة: رغم إجراءات التباعد الاجتماعي التي فرضتها السلطات الفرنسية، إلا أن الآلاف من الأشخاص من سكان المنطقة، لبوا نداء أصدقاء الشاب صبري، وشاركوا في هذه المسيرة الصامتة، من أجل التنديد بواقعة وفاته، وهم يرتدون كمامات أو أقنعة لحمايتهم من فيروس كورونا.
حسب تقرير لصحيفة "لوموند" الفرنسية، الخميس، فإن هذا الحشد توجه بشكل هادئ إلى مكان الحادث في أحد الأحياء المتواجدة بضواحي المدينة.
المشاركون في هذه المسيرة، اكتفوا بحمل صورة الشاب، وبعض الشعارات المنددة والمطالبة بإجراء تحقيق عادل لكشف ملابسات الحادث وتحديد المسؤولين، وقد تقدمها أب وأم صبري.
نريد الحقيقة: سكينة، 17 سنة، ابنة عم الراحل صبري، تقول في تصريح نقلته الصحيفة الفرنسية، إن "صبري كان شخصاً رائعاً، وسائقاً رائعاً أيضاً".
قبل أن تضيف، وهي التي ترتدي قميصاً أسود به صورة صبري وعبارة "الحقيقة لصبري"، "لقد كان بمثابة شقيقي، أكثر من ابن عمي، أريد معرفة حقيقة وفاته".
من جهته، لم يستطع والد صبري تماسك دموعه، فانهار باكياً، وعند الوصول إلى مكان الحادث، صمت الجميع دقيقة صمت ترحماً على روحه، قبل أن يأخذ الكلمة، ويشكر الجميع على تضمنه.
والد صبري، طلب أيضاً من الشباب الحاضر، عدم اللجوء للعنف في الاحتجاج على وفاة نجله، قبل أن تتوجه الجموع إلى حي "Val-d'Argent Nord" حيث تقيم العائلة، هناك أيضاً اندلعت أعمال عنف وشغب، يومي الإثنين والأحد، بسبب وفاته.
عاشق الدراجات: يجمع كل من يعرف صبري، هذا الشاب النشيط، على أنه متيم بحب الدراجات النارية، وكان حلمه أن يحترف هذا العالم.
سمير، 17 سنة، صديق صبري المقرب، والذي كان برفقته قبل دقائق قليلة من الحادث، يقول إنه "عاشق للدراجات النارية، عندما تزور حسابه على إنستغرام لا تجد سوى صور الدراجات".
تحقيق في الواقعة: يتهم عدد من سكان المنطقة سيارة شرطة خاصة في مكافحة الجريمة بالتسبب في "دهس" صبري، لكن الشرطة متمسكة بأن وفاته كانت ناجمة عن حادثة سير عادية.
تقول الشرطة إن سائق الدراجة النارية، الذي لم يكن يرتدي خوذة، "كان سينتقل إلى الرصيف ليواصل طريقه" ، قبل أن يضرب أحد الأعمدة على هذا الرصيف الذي كان "ضيقاً ومليئاً بالعقبات".
في الوقت الذي قررت فيه عائلة سمير رفع شكوى ضد الشرطة في وفاة ابنها، فإن النيابة العامة بالمدينة تقول إن النتائج الأولى تشير إلى أنه لم تتم مطاردته من قبل سيارة الشرطة لمكافحة الجريمة.
تضيف أيضاً أن "الاستنتاجات الأولى" من خبرة علم الحوادث توصلت أيضاً إلى "عدم وجود أي اصطدام بين عربة الشرطة والدراجة النارية".
معاملة لا إنسانية: في تصريح نقلته صحيفة "فرانس تيفي" الفرنسية، تقول محامية عائلة صبري، إن عائلته تعرضت لمعاملة سيئة ولا إنسانية من طرف رجال الشرطة، عندما تم استجوابهم بخصوص وفاة ابنهم، بعد ساعات قليلة من الحادث.
المحامية، انتقدت أيضاً "العقبات التي وضعتها الشرطة في طريق العائلة من أجل معرفة حقيقة وفاة ابنهم، الذي أطفأ شمعته الـ18 لتوه، عندما كانت تهم بوضع شكاية في الموضوع.
التلاعب بالأدلة: في التصريحات نفسها، حذر محامو عائلة الشاب من "احتمال ضياع الأدلة، بسبب عدم الحفاظ على جميع العناصر التي كانت متواجدة في مسرح الجريمة، بالإضافة إلى حطام دراجة صبري".
مساء الأحد، اندلعت أعمال شغب وعنف في الحي الذي نشأ فيه الضحية، حيث قام محتجون بإشعال. النيران في السيارات وتخريب ممتلكات عمومية.
.