جدَّدت الولايات المتحدة الأمريكية، الثلاثاء 19 مايو/أيار 2020، دعوتَها إلى وقفٍ فوريٍّ لعمليات نقل "المعدات العسكرية الأجنبية والأفراد إلى ليبيا"، بالإضافة سحب مرتزقة "فاغنر" الروسية التي تُقاتل في صفِّ اللواء المتقاعد خليفة حفتر.
جاء ذلك على لسان المندوبة الأمريكية الدائمة لدى الأمم المتحدة السفيرة "كيلي كرافت"، خلال جلسة مجلس الأمن الدولي التي انعقدت عبر دائرة تلفزيونية حول الأزمة الليبية.
سحب المرتزقة والقوات الأجنبية: قالت المندوبة الأمريكية خلال الجلسة: "أريد أن أكون واضحة بشأن النقاط التالية: يجب على جميع الأطراف المشاركة في النزاع الليبي تعليق العمليات العسكرية فوراً، ووقف النقل المستمر للمعدات العسكرية الأجنبية والأفراد إلى ليبيا، بما في ذلك مرتزقة مجموعة فاغنر".
"فاغنر" هي الشركة الأمنية الروسية الأشهر، وتعود ملكيتها إلى رجل الأعمال "يفغيني بريغوجين"، المقرب من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
كرافت أردفت قائلة: "بالإضافة إلى ذلك يتعيَّن على مجلس الأمن مساعدة ليبيا على الإسراع بإيجاد مسار سياسي للاستقرار، بتيسيرٍ من بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا".
رفض عمليات حفتر: السفيرة الأمريكية أكدت أن "الولايات المتحدة ترفض الهجوم العسكري الذي يشنه حفتر منذ أكثر من عام على طرابلس، نحن نرفض بشدة أي خطوات أحادية لتغيير النظم الحاكمة في ليبيا. يجب تحديد حكم ليبيا المستقبلي من خلال عملية سياسية، وانتخابات بقيادة وملكية ليبية".
إذ حثّت كيلي كرافت ممثلي الحكومة الليبية وقوات اللواء المتقاعد حفتر "على العودة إلى محادثات وقف إطلاق النار على النحو المتفق عليه في جنيف، في وقت سابق من هذا العام".
بريطانيا أيضاً: بدوره أعرب القائم بأعمال المندوب البريطاني، السفير "جوناثان ألين"، خلال الجلسة، عن قلق بلاده إزاء استخدام عناصر عسكرية تابعة لمجموعة "فاغنر" الروسية في الصراع الليبي.
كما عرفت بداية الجلسة تحذير رئيسة بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا، ستيفاني وليامز، من أن التدفق "الهائل" للأسلحة والمرتزقة سيتسبب في توسيع وإطالة أمد الحرب الدائرة في ليبيا.
يشار إلى أنه ومنذ 4 أبريل/نيسان 2019، تشن ميليشيا حفتر هجوماً متعثراً للسيطرة على طرابلس، مقر الحكومة، استهدفت خلاله أحياء سكنية ومواقع مدنية، ما أسفر عن مقتل وإصابة عدد كبير من المدنيين.
قلق "الناتو": السبت، أعرب حلف شمال الأطلسي "ناتو"، عن قلقه من تواجد مرتزقة شركة "فاغنر" الروسية في صفوف ميليشيا اللواء المتقاعد في ليبيا.
جاء ذلك خلال اتصال هاتفي لأمين عام الحلف ينس ستولتنبرغ، مع رئيس المجلس الرئاسي للحكومة الليبية فائز السراج، بحسب بيان نشره المكتب الإعلامي للأخير.
شدَّد ستولتنبرغ على "ضرورة تطبيق حظر وصول السلاح براً وجواً، وعدم الاكتفاء بتطبيقه بحراً"، مؤكداً أن "الحلف يعتبر الحكومة الليبية الحكومة الشرعية، ولا يتعامل مع غيرها".
ستولتنبرغ اعتبر أن استهداف المدنيين والبنى التحتية "أمر غير مقبول"، وأنه "لا وجود لحل عسكري للأزمة الليبية".