الأسد يضع يده على إمبراطورية مخلوف.. النظام يحجز على أموال الملياردير وزوجته وأولاده

أمر نظام بشار الأسد بفرض حجز احتياطي على أموال الملياردير ورجل الأعمال رامي مخلوف، في خطوة تصعيدية غير مسبوقة من قبل النظام تجاه ابن خال الأسد الذي بنى إمبراطورية اقتصادية في سوريا على مرأى من الرئيس نفسه، كما يُعد هذا الإجراء مؤشراً على عمق الخلافات بين الرجلين.

عربي بوست
تم النشر: 2020/05/19 الساعة 11:21 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2020/05/19 الساعة 14:00 بتوقيت غرينتش
رئيس النظام في سوريا بشار الأسد، والملياردير رامي مخلوف

أمر نظام بشار الأسد بفرض حجز احتياطي على أموال الملياردير ورجل الأعمال رامي مخلوف، في خطوة تصعيدية غير مسبوقة من قبل النظام تجاه ابن خال الأسد الذي بنى إمبراطورية اقتصادية في سوريا على مرأى من الرئيس نفسه، كما يُعد هذا الإجراء مؤشراً على عمق الخلافات بين الرجلين. 

وكالة رويترز قالت الثلاثاء 19 مايو/أيار 2020، إنها اطلعت على وثيقة تحمل توقيع وزير المالية في سوريا، مأمون حمدان، تتضمن قراراً بالحجز الاحتياطي على الأموال المنقولة وغير المنقولة لرامي مخلوف وزوجته وأولاده. 

تنصّ الوثيقة على أن "الحجز الاحتياطي يأتي ضماناً لتسديد المبالغ المترتبة على رامي مخلوف لصالح الحكومة السورية".

يُطالب نظام الأسد مخلوف بدفع ما يقارب من 130 مليار ليرة، وتقول الحكومة إن هذا المبلغ هو ضرائب على شركة الاتصالات التي يملكها الملياردير والمُسماة "سيرتيل"، لكن مخلوف تحدى النظام في مقاطع فيديو وقال إنه يدفع ضرائبه، وإن الحكومة تريد الحصول على هذا المال بفرضها للأمر وليس لكونه مبلغاً مستحقاً. 

مخلوف ومؤسسة الاتصالات في سوريا دخلا في حرب كلامية أمس الإثنين 18 مايو/أيار 2020، وقال مخلوف إن شركته وافقت على دفع المبلغ المطلوب منها، بينما اتهمته مؤسسة الاتصالات بالخداع. 

اعتقالات بشركات مخلوف: يأتي الحجز الاحتياطي على أموال مخلوف وعائلته ليُضاف إلى سلسلة من الإجراءات العقابية التي فرضها النظام عليه، إذ صعّد النظام عبر مواصلته شن اعتقالات موظفين ومديرين في شركات تابعة له، وكان آخرها الأحد 18 مايو/أيار 2020، الذي تزامن مع نشر مخلوف فيديو جديداً أعلن فيه رفضه عدداً من المطالب التي حددها النظام.

عناصر من الشرطة العسكرية الروسية شاركوا في مداهمة مكاتب ومقرات تابعة لشركات مخلوف، ووصل عدد الموظفين والمسؤولين المعتقلين إلى 60 شخصاً يعملون في شركة "سيرتيل" وجمعية "البستان" التي أسسها مخلوف، قبل أن تضع أسماء الأسد زوجة بشار يدها عليها. 

هذه الاعتقالات واتساعها يؤشران إلى تصعيد كبير غير مسبوق داخل عائلة الأسد، ويبدو أنه في تزايد مستمر، وفقاً لما حمله الفيديو الأخير لمخلوف من مؤشرات على ذلك. 

مخلوف نشر الأحد 17 مايو/أيار 2020 مقطع فيديو هو الثالث له خلال شهر، وهاجم فيه أجهزة النظام التي قال إنها تمارس ضغوطاً عليه، وإنها تطلب منه دفع أموال بـ"غير وجه حق" تحت مسمى الضريبة. 

كشف الملياردير الذي يسيطر على 60% من الاقتصاد السوري، تفاصيل عن مفاوضات يجريها مع النظام، قائلاً إن الأخير أعطاه مهلة للتخلي عن رئاسة شركة الاتصالات الضخمة التي يملكها، وإلا فإنه سيسحب ترخيصها، مشيراً أيضاً إلى استمرار اعتقال قوات الأمن لموظفيه.

وعلى خلاف مقطع الفيديو الأول الذي ظهر فيه مخلوف، فلم يستنجد الأخير في ظهوره الجديد بالأسد، بل حمل الفيديو نبرة تهديد، إذ حذّر من أن استمرار الإجراءات بحق شركته سيؤدي إلى كارثة في الاقتصاد السوري.

كذلك، وفي تهديد مبطن، أشار مخلوف إلى ما تسببت به الحملة ضده من انهيار في قيمة الليرة السورية، وعاد بالزمن إلى منتصف عام 2019، واكتفى بالقول: "أنتم تعلمون ما حدث حينها"، مشيراً بذلك إلى استيلاء أسماء الأسد زوجة بشار على جمعية البستان الخيرية التابعة لمخلوف. 

قال مخلوف في هذا السياق إنه منذ ذلك التاريخ ارتفعت قيمة الدولار أمام الليرة 30 ضعفاً، واصفاً ذلك بأنه انهيار للاقتصاد السوري. 

وتأتي إشارة مخلوف هذه لتدهور قيمة الليرة بعدما شهدت الأخيرة خلال الأسبوعين الماضين انخفاضاً حاداً في قيمتها، فقد وصل سعر الدولار إلى 1900 ليرة سورية، الأمر الذي يزيد من سخط الشارع السوري المُوالي والمعارض.

كانت تقارير قد أشارت إلى دور مخلوف في زيادة انهيار سعر الليرة خلال الأيام الأخيرة، من خلال تحكّمه بأسعار الصرف في السوق السوداء، بحُكم شبكة علاقاته المالية الضخمة التي يمتلكها في سوريا.

تحميل المزيد