قال السفير الأمريكي لدى ليبيا ريتشارد نورلاند، في مقابلة مع صحيفة "القدس العربي" نُشرت الأحد 17 مايو/أيار 2020، إن نفوذ الجنرال خليفة حفتر "ينحسر مع كل يوم تستمر فيه المواجهات" بالعاصمة طرابلس.
الدبلوماسي الأمريكي انتقد وجود قرابة 2000 من مرتزقة شركة "فاغنر" الروسية على أرض ليبيا لمساندة حفتر، وقال إن ذلك "لا يدل على احترام سيادة ليبيا أو سلامتها الإقليمية".
"نورلاند" أوضح أنَّ الولايات المتحدة تريد أن ترى "نهايةً لهجوم حفتر، ووقفاً دائماً لإطلاق النار، وحلاً سلمياً تفاوضياً للنزاع، عليه إدراك أن نفوذه ينحسر مع كل يوم تستمر فيه المواجهات. وقد بدأت الدول التي تدعمه إدراك أن أهدافها تمّ تقويضها من خلال هذا الهجوم".
تُنازع جماعة حفتر حكومة الوفاق على الشرعية والسلطة في البلد الغني بالنفط، وتُواصل هجوماً بدأته في 4 أبريل/نيسان 2019، للسيطرة على العاصمة طرابلس، مقر الحكومة.
في معرض رده على سؤال حول تراجع دور بلاده في إيجاد حل الأزمة خلال الفترة الأخيرة، قال الدبلوماسي الأمريكي، إن "الولايات المتحدة لا تزال منخرطة في المسار الدبلوماسي والسياسي والاقتصادي، وقابلتُ العديد من القادة الليبيين".
مضيفاً أن بلاده "تُقر بأنّ حل الأزمة في ليبيا يتطلب مشاركة العديد من الدول، ونحن حريصون على الشراكة مع جميع تلك الدول، لتيسير التوصل إلى حلّ تفاوضي للصراع".
غير أنه قال في الوقت ذاته إن ما يحدث في ليبيا هو "حرب إقليمية بالوكالة بالفعل، والتحدي المطروح هو إبقاؤها بمنأى عن التصعيد والتحوّل إلى مواجهة مباشرة بين الدول في المنطقة، وأنا مقتنع بأنّه لا توجد دولة تريد ذلك، وسوف يبحثون عن طرق للتعامل مع مصالحهم من خلال التفاوض. وسنعمل على تعزيز هذا التوجّه".
رداً على سؤال حول الدور الروسي في ليبيا، أجاب بأن "وجود ما يقرب من 2000 من مرتزقة شركة فاغنر (الروسية) والمعدات العسكرية المتطورة التي يملكونها لا يدل على احترام سيادة ليبيا أو سلامتها الإقليمية".
عن الحل السياسي للأزمة الليبية، شدّد الدبلوماسي الأمريكي على أنه إلى حين يتوافق الليبيون على هيكل سياسي جديد سيظل اتفاق الصخيرات "والمؤسسات المنبثقة عنه هو الإطار القانوني الوحيد الذي اعترفت به المجموعة الدولية، ولا يمكن للهيكل الجديد أن يظهر إلا من خلال المفاوضات السلمية، التي تشمل طيفاً واسعاً من الممثلين الليبيين".
في ديسمبر/كانون الأول 2015، وقعت الأطراف الليبية اتفاقا سياسيا في مدينة الصخيرات المغربية، أنتج تشكيل مجلس رئاسي يقود حكومة الوفاق، إضافة إلى التمديد لمجلس النواب، وإنشاء مجلس أعلى للدولة، لكن حفتر سعى طوال سنوات إلى تعطيله وإسقاطه.
بخصوص تحفظ واشنطن على ترشيح الدبلوماسي الجزائري المخضرم رمطان العمامرة، لرئاسة البعثة الأممية خلفا لغسان سلامة، قال إن "تحفظاتنا ليست لها علاقة بالعمامرة، بل بالحاجة إلى اتخاذ قرار بشأن بعض الإصلاحات الرئيسية في بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا، قبل تسمية ممثل خاص جديد للأمين العام"، دون تفاصيل عن تلك الإصلاحات.