دراسة جديدة “تنسف” نظرية “مناعة القطيع”.. الفيروس لم يصب سوى نسبة ضئيلة من سكان فرنسا وإسبانيا

عربي بوست
تم النشر: 2020/05/14 الساعة 16:53 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2020/05/14 الساعة 16:53 بتوقيت غرينتش
تجهيزات المستشفيات في فرنسا لاستقبال مرضى كورونا - رويترز

أثبتت دراستان جديدتان أنَّ ما لا يزيد عن 5% من سكان فرنسا وإسبانيا، اللتين تعتبران من أكثر الدول الأوروبية إصابة بفيروس كورونا المستجد، أصيبوا بالمرض، ما يمثل ضربة كبيرة لكل الآملين في حل "مناعة القطيع" لمكافحة الفيروس.

تقرير لصحيفة The Telegraph البريطانية، الخميس 14 مايو/أيار 2020، أكد أن  النتائج التي توصل لها معهد  باستور ونُشرت في دورية Science العلمية، أظهرت إصابة  4.4% من سكان فرنسا (أي ما يقارب 2.8 مليون شخص) بفيروس كورونا.

يشير مصطلح مناعة القطيع لوضع يكتسب فيه عدد كاف من السكان مناعة من العدوى، بحيث يمكن وقف انتشار المرض على نحو فعال.

أقل من المستوى المطلوب: وجدت الدراسة، التي قام بها معهد باستور، أنه في المناطق الشرقية ومنطقة باريس، وهي أكثر المناطق تضرراً بالفيروس في فرنسا، يتراوح معدل الإصابة في المتوسط بين 9 إلى 10%.

هذه الأرقام هي أعلى بكثير من الأرقام الرسمية المعلنة للإصابات، لكنها تظل منخفضة كثيراً عن المستوى المطلوب لإيقاف انتشار المرض بالاعتماد على مناعة القطيع.

تقول الدراسة إن "نحو 65% من السكان يجب أن يكونوا محصنين إذا أردنا السيطرة على الجائحة عبر مناعة القطيع فقط".

كما تشير أيضاً إلى أنه "بدون لُقاح لن تكون مناعة القطيع كافية وحدها لتجنب موجة ثانية (من تفشي الفيروس) بعد إنهاء حالة الإغلاق" لذا يتحتم أن تستمر التدابير الفعالة للسيطرة على الجائحة.

في إسبانيا أيضاً: توصلت دراسة جديدة أخرى في إسبانيا إلى نتائج أولية مماثلة، إذ كشفت أن 5% فقط من السكان أصيبوا بالفيروس وتطورت لديهم أجسام مضادة.

تفيد تلك النتائج، أن إسبانيا ستستمر في انتهاج مسار حذر بعد رفع تدابير الإغلاق الصارمة، التي رُفعت عن نصف السكان فقط ليدخلوا بعدها إلى المرحلة الأولى من استراتيجية ثلاثية لإنهاء الإغلاق كلياً ستمتد عبر شهر يونيو/حزيران وربما تصل إلى شهر يوليو/تموز في المناطق الأكثر تضرراً مثل مدريد وبرشلونة.

أثناء عرض نتائج استبيان تضمن أكثر من 60 ألف شخص من كل أنحاء البلد يمثلون كل الأعمار، قال وزير الصحة الإسباني سلفادور إيلا: "من حيث المبدأ، هذه النتائج لا تقدم أي أساس لنغير بناءً عليه الخطة التي نعمل عليها".

فيما يعني انتشار العدوى الذي كشفه الاستبيان أن معدل الوفاة في إسبانيا من جراء الفيروس هو 1.1% وربما يقارب 1.5% في حال تضمين الوفيات المشتبه بها بمرض "كوفيد-19" لكنها لم تتأكد. ووفقاً لأغلب التقديرات العلمية فمعدل الوفاة بسبب مرض "كوفيد-19" هو دون 1%.

ارتفاع الإصابات والوفيات: الخميس، سجلت حصيلة الوفيات اليومية بفيروس كورونا في إسبانيا أعلى معدل خلال أسبوع، في حين حذرت السلطات من احتمال تفشي موجة ثانية بعدما كشف مسح للأجسام المضادة في أنحاء البلاد أن نحو 5% فقط من السكان هم الذين أصيبوا بالفيروس.

وزارة الصحة الإسبانية ذكرت أن العدد اليومي للوفيات الجديدة بفيروس كورونا ارتفع إلى 217 اليوم الخميس، مقارنة مع 184 أمس الأربعاء. وتجاوز العدد 200 وفاة وذلك للمرة الأولى منذ الثامن من مايو/أيار.

الأمر نفسه في فرنسا، حيث زادت حصيلة الوفيات بالفيروس إلى 270,74، الأربعاء، وهو خامس أعلى معدل في العالم، فيما بلغ عدد حالات الإصابة وفقاً للإحصاءات الرسمية 177,700 إصابة، وهو سابع أعلى معدل عالمي.

معهد باستور، يقول إن العزل العام الذي بدأته فرنسا في 17 مارس/آذار، أدى لتراجع شديد في معدل تكاثر فيروس كورونا، حيث تراجع من 2.9 إلى 0.67 خلال حالة الإغلاق التي استمرت 55 يوماً هناك.

تحميل المزيد