تداول ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي، السبت 9 مايو/أيار 2020، صوراً وفيديوهات تُظهر استهداف قوات خليفة حفتر مطار معيتيقة الدولي في العاصمة الليبية، ما تسبّب في إخراج طائرتين عن الخدمة واحتراق خزانات وقود الطيران.
المؤسسة الوطنية للنفط أكدت احتراق خزانات وقود الطيران بمطار معيتيقة، آخر مطار عامل في العاصمة الليبية طرابلس، رغم أن رحلات الطيران المدنية توقفت في مارس/ آذار بسبب القصف المتكرر، حتى قبل فرض البلاد إجراءات لمكافحة جائحة فيروس كورونا المستجد.
حفتر المدعوم من الإمارات يقاتل منذ أكثر من عام من أجل السيطرة على العاصمة طرابلس، مقر حكومة الوفاق الوطني المعترف بها دولياً، بما يشمل شن عمليات قصف متكررة على العاصمة.
تمكنت قوات حكومة الوفاق الوطني من استعادة السيطرة على بعض المناطق من يد قوات حفتر خلال فترة تصاعد القتال في الأسابيع الماضية، وذلك بمساعدة طائرات مسيّرة زوّدتها بها تركيا.
في وقت سابق، السبت، كانت الحكومة الليبية أعلنت سقوط قتلى وجرحى مدنيين، إثر استهداف قوات حفتر محيط مطار معيتيقة الدولي في طرابلس بأكثر من 80 صاروخاً.
أسامة علي، الناطق باسم جهاز الإسعاف والطوارئ، أوضح أن "مواطناً مدنياً قُتل وأصيب آخرون نتيجة سقوط قذائف على منطقة باب بن غشير كحصيلة أولية، وفرق الإنقاذ والطوارئ توجهت إلى مطار معيتيقة الدولي (شرق) والأحياء السكنية المحيطة بالمطار، لحصر الخسائر وتقديم الإسعافات الأولية للمصابين.
بيان منفصل نشره المركز الإعلامي لعملية "بركان الغضب"، قالت فيه القوات الحكومية إن قصف مطار معيتيقة، تسبب في اشتعال النيران بحظيرة خزانات وقود الطيران وتدمير سيارات المطافي وإحداث أضرار واسعة بمحطة الركاب ومقرات شركات المناولة (خدمات المطار).
من ضمن الخسائر طائرتان من طراز إيرباص "320" و"330″ خرجتا عن العمل، بعد تضررهما بعدد من الشظايا.
تأتي هذه الهجمات عقب ساعات من إعلان بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا، أن الهجمات العشوائية التي تشنها قوات حفتر على المناطق المأهولة في طرابلس قد ترقى إلى جرائم حرب.
شنّ حفتر حرباً قبل عام لانتزاع السيطرة على العاصمة طرابلس ومناطق أخرى بشمال غرب ليبيا، لكنه فشل رغم إعلانه ساعة الصفر مرات عديدة. وليبيا مقسَّمة منذ عام 2014 بين مناطق تسيطر عليها حكومة الوفاق الوطني المعترف بها دولياً في طرابلس وشمال غرب البلاد، وأخرى خاضعة لسيطرة قوات حفتر المتمركزة في بنغازي بشرق البلاد، المدعومة من أبوظبي.
يحظى حفتر بمساعدة الإمارات ومصر وروسيا، في حين تدعم تركيا حكومة الوفاق الوطني. وفرض مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة حظر سلاح على ليبيا عام 2011، في خضمّ انتفاضة أطاحت بمعمر القذافي الذي حكم البلاد لفترة طويلة.
ليبيا ميدان قتال مضطرب مع تزايُد انخراط مقاتلين أجانب فيه. ويقول دبلوماسيون إن الولايات المتحدة والأمم المتحدة حذّرتا من تزايُد وجود قوات من المتعاقدين العسكريين الروس، في حين نشرت تركيا والإمارات طائرات مسيرة.
أشار تقرير سري للأمم المتحدة اطلعت عليه رويترز، الأربعاء الماضي، إلى أن مجموعة فاغنر العسكرية الروسية الخاصة نشرت زهاء 1200 فرد في ليبيا لتعزيز قوات حفتر.
علاقات حفتر والأسد: اتصل الرئيس دونالد ترامب بحفتر هاتفياً، العام الماضي، في الأسابيع الأولى للهجوم، في خطوة اعتبرها بعض الدبلوماسيين إشارة إلى أن واشنطن قد تكون تدعم الضابط السابق بنظام القذافي. ومنذ ذلك الحين تحثّ الولايات المتحدة كلَّ الأطراف على خفض التصعيد، وهي دعوة لم تلقَ أي استجابة.
رداً على سؤال عما إذا كان داعمو حفتر قد يقنعونه بإنهاء الهجوم في ظل الانتكاسات العسكرية التي تعرّض لها في الآونة الأخيرة، قال ووستر: "لا أعتقد ذلك في الأمد القريب، على الأقل في المستقبل المنظور. ليس هناك أي احتمال يُرجِّح حدوث ذلك بأي حال… ما دام هناك هدف يمكن أن يحققوه من خلال حفتر، كوسيلة، لا نعتقد أنهم سيتراجعون".
كما عبَّر مسؤولون أمريكيون عن عدم ارتياحهم تجاه العلاقات بين حفتر والأسد.
وقال ووستر "هناك أمر آخر مزعج للغاية، وهو إقامة حفتر ما يسمى بعلاقات دبلوماسية مع نظام الأسد، وهو جزء من مسألة المرتزقة السوريين، على الأقل من جانبه".
أمريكا: لن ندعم حفتر: قال نائب مساعد وزير الخارجية الأمريكي، هنري ووستر، الخميس، إن الولايات المتحدة لا تدعم هجوم قوات خليفة حفتر المتمركزة في شرق ليبيا ضد العاصمة طرابلس.
أضاف أن واشنطن ترى أن إقدام حفتر على إقامة علاقات دبلوماسية مع الرئيس السوري بشار الأسد أمر مثير للقلق.
في تصريحات للصحفيين في المؤتمر الصحفي ذاته عبر الهاتف، قال مبعوث أمريكا الخاص بشأن سوريا، جيم جيفري، إن روسيا تعمل مع الأسد لنقل مقاتلين ربما من دولة أخرى، إضافة إلى سوريين وعتاد، إلى ليبيا.