أكدت قناة "كان" الإسرائيلية الرسمية، الأربعاء 6 مايو/أيار 2020، أن السويسري رونالد ستيننجر، مبعوث سويسرا للشرق الأوسط، هو أحد أبرز الفاعلين في صفقة تبادل أسرى محتملة بين إسرائيل وحركة "حماس" بقطاع غزة، ويقوم منذ سنوات بنقل الرسائل بين الطرفين؛ في محاولة لإحداث قفزة بصفقة محتملة.
وفي الوقت الذي لم تكشف فيه القناة عن تفاصيل إضافية بخصوص عملية الوساطة، فإنها لفتت إلى أن المبعوث السويسري سبق أن التقى قادة في "حماس" بالقطاع.
كما نقلت أيضاً عن وزارة الخارجية السويسرية، قولها: "تسمح لنا علاقاتنا وسياستنا بنقل الرسائل بين الطرفين".
وساطات لصفقة: يأتي هذا، في الوقت الذي كشف فيه تقرير لمجلة "دي تسايت" الألمانية عن سعي عدة وسطاء لإتمام الصفقة، وضمن ذلك من ألمانيا وسويسرا ومصر.
المجلة الألمانية قالت إن مسؤولاً بالسلك الخارجي في سويسرا واحد من أربعة وسطاء دوليين رفيعي المستوى، شاركوا بشكل محموم، في الاتصال مع غزة وتل أبيب والقاهرة، في الأشهر الأخيرة؛ في محاولة للتوصل إلى صفقة تبادل شاملة بين إسرائيل و"حماس".
كما أضافت أيضاً: "إلى جانب الدبلوماسي السويسري، هناك ضابطان استخباراتيان رفيعا المستوى في المخابرات الألمانية وضابط مصري برتبة جنرال، كانوا شركاء سابقين في المفاوضات التي أدت إلى صفقة حول جلعاد شاليط"، في إشارة إلى صفقة تبادل الأسرى التي جرت عام 2011 بين إسرائيل و"حماس" .
حسب قناة "كان" الرسمية، فإن ألمانيا عادت للعب دور الوسيط بشكل فاعل منذ زيارة الرئيس الإسرائيلي رؤوفين ريفلين لها في يناير/كانون الثاني الماضي.
بين معارض ومؤيد: داخلياً، يعارض وزير الدفاع الإسرائيلي نفتالي بينيت ووزير المواصلات الإسرائيلي من حزب "يمينا" اليميني المتشدد بتسالئيل سموتريتش، أية صفقة تبادل مع "حماس"، تشمل إطلاق سراح فلسطينيين تتهمهم إسرائيل بتنفيذ هجمات ضدها.
في المقابل، أبدى رئيس الوزراء الإسرائيلي المنتهية ولايته بنيامين نتنياهو، موافقته، الشهر الماضي، على إجراء مفاوضات، من خلال وسطاء لإتمام صفقة التبادل.
كما يعتقد دافيد ميدان، المسؤول الإسرائيلي الذي قاد مفاوضات التبادل عام 2011، أن "هذا أفضل توقيت خلال السنوات الخمس الماضية للتوصل إلى صفقة"، وفق صحيفة "يديعوت أحرونوت".
تقول إسرائيل إن حركة "حماس" تحتجز 4 إسرائيليين، بينهما جنديان، منذ الحرب الإسرائيلية على غزة عام 2014.
في حين تطالب "حماس" بالإفراج عن أسرى فلسطينيين مقابل الإسرائيليين الأربعة.
لا تقدُّم نوعياً: الثلاثاء، نفت حركة "حماس" وجود "تقدُّم نوعي" في مفاوضات تبادل الأسرى عبر الوسطاء مع إسرائيل.
موقع الحركة الإلكتروني نقل عن مصدر رسمي داخلها (لم يكشف عن نفسه)، قوله: "في ظل حالة الضخ الإعلامي التي يمارسها المستوى السياسي الصهيوني وإعلامه الموجَّه، نؤكد عدم وجود تقدُّم نوعي في مفاوضات التبادل عبر الوسطاء".
إذ اعتبر المصدر نفسه أن "الاحتلال يهدف من خلال هذه الحملة، إلى التملص من استحقاقات المبادرة التي طرحتها حماس، وتضليل عائلات الأسرى الصهاينة، وللضغط على معنويات الأسرى الفلسطينيين وعوائلهم".
كما تابع: "نهيب بالجميع عدم البناء على ما يورده الإعلام الصهيوني المبرمج، وفي حالة حدوث أي جديد ستعلن المقاومة عن ذلك".
يُذكر أن رئيس "حماس" بغزة، يحيى السنوار، أطلق في 2 أبريل/نيسان الماضي، مبادرة "إنسانية" في ظل أزمة كورونا، أعلن فيها استعداد حركته لتقديم "تنازل جزئي" في موضوع الجنود الإسرائيليين الأسرى لديها.
إذ أعربت الحركة عن استعدادها لخوض "مفاوضات غير مباشرة" مع إسرائيل؛ من أجل إبرام صفقة تبادل جديدة، تشمل الإفراج عن أعداد كبيرة من الأسرى الفلسطينيين.