توقعت المفوضية الأوروبية، الأربعاء 6 مايو/أيار 2020، انكماشاً قياسياً بنسبة 7.7٪ في اقتصاد منطقة اليورو هذا العام بسبب جائحة كوفيد-19، وسيتبدد التضخم تقريباً، فيما سيتضخم الدين العام وعجز الميزانية، في ركود اقتصادي هو الأكبر في التاريخ.
صدمة اقتصادية غير مسبوقة: باولو جنتيلوني، المفوض الأوروبي للشؤون الاقتصادية والمالية، قال: "تشهد أوروبا صدمة اقتصادية غير مسبوقة منذ الكساد العظيم"، مضيفاً: "لن يكون عمق الكساد وقوة التعافي متساويين، وسيخضعان لسرعة رفع إجراءات العزل وأهمية الخدمات مثل السياحة في كل اقتصاد والموارد المالية في كل دولة".
فيما تتوقع المفوضية الأوروبية أن تصل أسعار المستهلكين لحالة من الركود التام تقريباً مع انكماش الاقتصاد هذا العام.
إذ قالت إن معدل التضخم سيتباطأ إلى 0.2٪ في 2020 قبل أن يرتفع إلى 1.1٪ في العام المقبل عندما تعود منطقة اليورو إلى معدل نمو 6.3٪. وأضافت أن الاستثمارات ستتراجع 13.3٪ هذا العام.
فيما سيصل عجز الموازنة في منطقة اليورو إلى 8.5٪ من الناتج المحلي الإجمالي هذا العام بفعل جهود الحفاظ على الاقتصادات مقارنة مع 0.6٪ في العام الماضي. كما يتوقع أن يعاود العجز الانكماش مجدداً في 2021 إلى 3.5٪.
الدول الأكثر تضرراً: المفوضية قالت كذلك إن زيادة الدين العام ستحتاج وقتاً أطول لمعالجتها، حيث تتوقع أن يقفز دين منطقة اليورو إلى 102.7٪ من الناتج المحلي الإجمالي هذا العام مقارنة مع 86٪ في العام الماضي على أن يتراجع قليلاً إلى 98.8٪ في 2021.
وستكون إيطاليا واليونان وإسبانيا والبرتغال ضمن البلدان الأكثر تضرراً من التبعات الاقتصادية لجائحة كورونا، فيما ستتحمل لوكسمبورغ ومالطا والنمسا الصدمة على نحو أفضل.
خطة للإنقاذ: وفي وقت سابق كشفت رئيس المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين عن خطة طارئة لإنقاذ الاتحاد الأوروبي، إذ قالت عبر تصريح لإذاعة "أوروبا 1" الفرنسية إن الدول الأعضاء لن تتمكن من العمل "عبر الاكتفاء الذاتي"، ولن تفلح في هزيمة الفيروس بشكل منفرد، وإنما "يجب العمل معاً"، مؤكدة أن "هذا الأمر قد لا يعمل بشكل كامل، لكنه بالتأكيد أفضل من أن يعمل كل بمفرده".
رئيسة المفوضية أقرت بأن بعض الدول الأعضاء لم تفكر في بداية الأزمة إلا في مشاكلها الخاصة، معبرة عن أسفها لإغلاق الحدود الداخلية وسياسة حظر تصدير المواد الطبية التي انتهجتها بعض الدول.
لكنها عبرت عن قناعتها بأن الاتحاد الأوروبي سيخرج أقوى من أزمة فيروس كورونا المستجد، وأن خطة طوارئ عاجلة أطلقت عليها اسم "خطة مارشال جديدة" سيتم بحثها قريباً.